لم يختلف أصحاب الاختصاص في الطب، في التأكيد، على دعوة الجزائريين إلى "البقاء في منازلهم خلال الفترة الثانية من حالة تمديد الحجر الصحي التي أعلنت عنها الحكومة يوم السبت في سائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد لمدة عشرة أيام أخرى . وأجمع كثيرون ان البقاء في المنازل لمدة أخرى من "الطوارئ الصحية" سيجنب العائلات والوطن المزيد من الكوارث التي كانت وقعت في عدة دول تعاني الآن، من أعداد مروعة في الإصابات والوفيات، لأن كثيرا من الأطباء والخبراء شددوا على أن نهاية هذا الأسبوع والذي يليه حاسمان للسيطرة على انتشار الجائحة الوبائية في الجزائر . وقال البروفيسور حسان مراكشي رئيس مصلحة الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي بالبليدة، ان "نهاية هذا الأسبوع والأسبوع المقبل حاسمة، لأن الجزائر في مرحلة ارتفاع عدد الحالات المؤكدة، بتسجيلها 2629 إصابة و 375 حالة وفاة، وهو الأمر الذي يشير إلى تزايد حدة انتشار العدوى بين المواطنين" مضيفا "كلما التزم المواطنون بالبقاء في المنزل خلال هذا الأسبوع كلما قل عدد حالات العدوى محليا، وبالتالي ستتمكن الجزائر من الحد من انتشار الفيروس". وبخصوص سبب ارتفاع عدد الحالات المؤكدة في وقت وجيز مقارنة بدول أخرى، أكد البروفيسور مراكشي "أن هذا الأمر عادي جدا، لأن الفيروس سريع الانتشار حيث تقدر نسبة انتقال العدوى من 4 إلى 6 أشخاص على الأقل، كما أن المخالطين للحالات الوافدة الآن فقط بدأت تتأكد إصابتهم بالفيروس" مشيرا إلى أنه رغم الارتفاع في عدد الحالات "إلا أن الأمر لا زال متحكما فيه بالجزائر مقارنة بدول وأخرى تقع على الجوار مثل المغرب، التي تفشى فيها الفيروس بشكل سريع، مضيفا أن عزل الوباء ومنعه من الانتشار، يقتضي التزام المواطنين بالحجر الصحي وبالتدابير الاحترازية التي اتخذتها الحكومة بكل مسؤولية". هذا وشدد البروفيسور المتحدث، على أن حديث البعض عن وجود نوعين من "فيروس كورونا، L وS، أحدهما هو الذي يتسبب في الوفاة، أمر غير صحيح، إذ أن الفيروس بنوعيه يتسبب في الوفاة إذا ما كانت مناعة الشخص المصاب ضعيفة أو يعاني من أمراض مزمنة، في حين ترتفع نسبة شفائه إذا كانت صحته جيدة". من جهة أخرى قال البروفيسور رشيد بلحاج رئيس مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا اليوم على أمواج القناة الإذاعية الأولى، إن ال 10 أيام الأولى من شهر رمضان ستحدد مسار انتشار الوباء العالمي كورونا في الجزائر، لافتا إلى أن الوفيات المسجلة في البيوت تبقى بمثابة الرقم الأسود بحكم صعوبة إحصائها. وأوضح رشيد بلحاج الذي يترأس خلية مكافحة كورونا على مستوى المستشفى الجامعي مصطفي باشا، أن التزام المواطنين بالحجر الصحي خلال شهر رمضان سيكون بمثابة النقطة الفاصلة في مسار تطور الجائحة، بكون أن الجزائريين لهم طقوسهم في شهر الصيام، من خلال التجمعات الشعبية التي تكون بيئة خصبة لانتقال الفيروس بشكل سريع . وذكر البروفيسور بلحاج، أن حالات الوفاة المسجلة في البيوت، تظل تشكل النقطة السوداء التي يصعب على السلطات الصحية تحديدها إن كانت متعلقة بوباء كورونا من عدمه، مشيرا إلى أن الأرقام الرسمية تؤكد أن اغلب المتوفين هم من كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة. على نطاق آخر، رأى البروفيسور بلحاج، ان عقار كلوروكين هيدروكسي المعتمد في علاج المصابين بفيروس كوفيد 19، أثبت فعاليته بشكل قوي، بدليل ارتفاع حالات الشفاء في وسط المصابين بهذه الجائحة، موردا بأن ما يقرب عن 4000 شخصا يخضعون للعلاج ببروتوكول كلوروكين، كاشفا عن أن السلطات الصحية قررت وصف الكلوروكين لجميع المصابين ب"كورونا"، وليس فقط للحالات الخطيرة، مبينا أن هذا الدواء يمنح وفق تقرير طبي يعده أساتذة مختصون في طب القلب ويقومون بمتابعة دورية للمرضى. ب/فريد