لا حاجة للشباب العيش في مدينة البندقية الايطالية، فيكفينا بعض الدقائق من المطر حتى تتحول شوارعنا اكثر روعة من فينوس تسبح فيها الحافلات وحتى الترامواي. والظاهر أن المسؤولين المحليين لم يحفظوا الدرس بعد ولم يستفيدوا من كارثة قسنطينة وتبسة والصحراء بل وحتى من كارثة باب الواد في 2001، ورغم الحديث عن حصانة العاصمة من الفيضانات ها هي تغرق في شربة ماء في ليلة دهماء تحولت فيها حسين داي الى ما يشبه مدينة البندقية لكن بشكل مشوه، بضع ملمترات من الامطار في بضع دقائق أغرقت مستشفى بارني وشوارع حسين داي من كل الجهات وسبحت الحافلات جنبا الى جنب مع ترامواي، والظاهر أن سياسة لا عقاب ولا حساب المسؤولين المحليين و المسؤليين المعينين فتحت شهيتهم على النوم في العسل والعيش في الخير والخمير وما عاد يهمهم ان مات الناس غرقا بمياه المطر او كمدا بيروقراطيتهم وسوء تسييرهم، واعتقد اننا البلد الوحيد الذي صرنا فيه نخاف من خيرات السماء في، الوقت الذي يفرح العالم كله بالغيث، وربما مع هذه الفيضانات ستقرر وزارة الشؤون الدينية وقف صلاة الاستسقاء ومنعها مستقبلا، ما دام ان الفتاوي جاهزة والأئمة المكلفين موجودين، لكن لا اعتقد ان وزير السياحة سيقبل بذلك بعدما تحولت مدننا الى مدن تشبه مدينة البندقية الايطالية ولو بشكل فوضوي ومشوه على الاقل نعيش جو البندقية عندنا.