يصطدم مسعى ترقية الموسيقى الجزائرية بغياب ناشرين بالمعنى الحقيقي للكلمة حسب ما عبر عليه موسيقيو فرقتي "كاستيغروف" و "تاغراولا" و الشاب نجيم و ذلك خلال ندوة صحفية انعقدت بحر الأسبوع الجاري بقسنطينة. وتطرق هؤلاء الموسيقيون الحاضرون بمدينة الصخر العتيق في إطار تنشيطهم حفلا فنيا بمسرح الهواء الطلق بالمدينة بإسهاب لمسألة النشر الموسيقي في البلدان التي تعرضت -حسبهم- للنهب من طرف الاحتلال. وأشاروا في هذا السياق إلى أن الناشرين الخواص يعتبرون الإنتاج الموسيقي مجرد سلعة تدر ربحا دون اهتمامهم بالجوانب المرتبطة باكتشاف و ترقية الفنان وإنتاجه الموسيقي. ودفعت هذه الوضعية أنه من أجل بلوغ الشهرة و النجاح فإن كل مطرب أو موسيقي جزائري لا بد أن يمر بباريس (فرنسا) أو عاصمة شرقية أخرى مقترحين في هذا السياق إنشاء هيئة للنشر الموسيقي تتميز بطابع الخدمة العمومية شريطة تسييرها من طرف محترفين في الميدان. وبرهن الشاب نجيم على ذلك بمساره الشخصي و كيف اقتنع به ناشره الفرنسي وأدى عملا طويل المدى من أجل أن يظهر على الواجهة و تلقى أغانيه النجاح التي هي عليه الآن. ومن جهتهم أكد كل من إيدير و عمار و بلعيد من فرقة تاغراولا على أنهم تفاوضوا لمدة عامين مع ناشرهم الخاص لإقناعه تقريبا بما كانوا يريدون وضعه ضمن ألبومهم الأخير معتبرين أنهم و لحسن حظهم أنهم لا يعتمدون في عيشهم على موسيقاهم بل يمارسونها للاستمتاع. واعتبر أحد أعضاء فرقة تاغراولا أنه من الضروري أن تكون للدولة إستراتيجية لترقية جميع المجالات الثقافية موضحا في هذا السياق بأن فرقته جابت ربوع الجزائر حتى في أوقات صعبة. يشار إلى أن الفرق الثلاث تنشط حفلات بقسنطينة في إطار برنامج سهرات فنية تنظم على هامش المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني إلى جانب كل من الزهوانية و عقيل وعبدو درياسة و قادر الجابوني و غيرهم.