دعت فرنسا ومصر لانتهاز فرصة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين اليوم بواشنطن لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مؤكدين رغبتهما في أن يعقد الاتحاد من أجل المتوسط قمة في نوفمبر المقبل لدعم تلك المفاوضات. وجاء هذا الموقف في مؤتمر صحفي مشترك بباريس بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره المصري حسني مبارك الذي يزور فرنسا في طريقه إلى العاصمة الأميركية واشنطن للمشاركة في إطلاق تلك المفاوضات. وقال ساركوزي إنه "أصبح هناك أمل اليوم بعد شهور من الجمود، وإن فرصة جديدة تلوح ويجب استغلالها، نحن سعداء بعودة الانخراط الأميركي، ونشجع الولاياتالمتحدة في إطار جهد مشترك ومركز". وأشار إلى أنه اتفق مع الرئيس مبارك على أنه لا أحد يمكنه أن يصنع السلام وحده في الشرق الأوسط، وأن ثمة حاجة للجميع. وأضاف أنه "يجب على الجميع في إسرائيل أن يفهموا أنه حين يتوفر الأمل بالسلام يجب بذل كل ما أمكن لتعزيزه"، مستغربا قرار إسرائيل بناء مجموعة جديدة من المستوطنات بالتزامن مع الإعلان عن استئناف المفاوضات المباشرة. وقال ساركوزي إنه اقترح مع مبارك وبموافقة رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو عقد مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط في 20 نوفمبر المقبل بمشاركة جميع الأطراف الضرورية للوصول إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. ومن جهته أكد مبارك قناعة بلاده بأن السلام العادل والتعايش السلمي في المنطقة ضرورة حيوية وفورية لا تحتمل تأخيرا أو تأجيلا، مضيفا أن بداية المفاوضات المباشرة لا تشكل نهاية الطريق، ويجب تواصلها "بنية صافية من أجل وضع عملية السلام على الطريق الصحيح". وشدد على ضرورة أن تتحمل الإدارة الأميركية وأعضاء اللجنة الرباعية أدوارهم ومسؤولياتهم بشكل جدي جدا أسوة بالطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرا إلى أن واشنطن تحتاج لدعم الاتحاد الأوروبي لضمان استمرار العملية. ودعا في هذا الإطار الاتحاد الأوروبي لدعم الولاياتالمتحدة لإقناع إسرائيل بضرورة وقف الاستيطان من أجل استمرارية تلك المفاوضات. وفي سياق متصل علمت الجزيرة أن لقاء لم يفصح عنه جمع الأحد في العاصمة الأردنية عمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. وكان ملك الأردن عبد الله الثاني استقبل بدوره باراك في لقاء قالت وكالة الأنباء الأردنية إنه "ركز على الجهود المستهدفة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في سياق إقليمي يضمن تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة". وتأتي هذه التحركات في وقت نفى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهده بتمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان، وجدد اشتراطه الاعتراف بيهودية إسرائيل في أي اتفاق محتمل مع الجانب الفلسطيني.