تعيش مدينة دلس العتيقة ببومرداس على وقع تظاهرة "مهرجان دلس الثقافي"، وسط إقبال وتفاعل كبير من المصطافين والجمهور العريض المتعطش لمثل هذه النشاطات المميزة. وتعرف هذه التظاهرة في طبعتها الثانية التي يحتضن فعالياتها المركز الثقافي للمدينة والقاعة المتعددة الرياضات إقامة عدد من المعارض المهمة بمشاركة عارضين من مختلف الولايات تبرز الآثار التي تزخر بها المنطقة وتسلط الضوء على أخرى في الصناعة التقليدية المشهورة بها وأخرى حول الفنون التشكيلية والنحت على الخشب. ويتجاوب جمهور غفير ومتنوع يوميا مع أجنحة أخرى للعرض خصصت للحرف التقليدية السائدة بالمنطقة، وأخرى تبرز مختلف الأشغال التي أنجزت بغرض ترميم القصبة العتيقة إضافة إلى عرض مختلف الكتب والمراجع القديمة والحديثة منها التي تتطرق إلى القصبة من مختلف جوانبها الحضارية التاريخية والعمرانية. وتعرف هذه التظاهرة الثقافية أيضا إقامة عدد من العروض المسرحية للكبار والصغار وتنشيط ألعاب سحرية وعدد من المحاضرات العلمية والتاريخية تتطرق أهمها ل "تاريخ وثقافة مدينة دلس العتيقة" وأخرى تتناول "مختلف الحضارات الكبيرة التي تنافست وتحاربت من أجل السيطرة على المدينة "عبر التاريخ طمعا في السيطرة على موقعها الجغرافي الإستراتيجي المطل على البحر المتوسط ولعمقها الحضاري والتاريخي. كما تشهد هذه التظاهرة كذلك تنظيم عدد من الفعاليات الخاصة بالنساء، على غرار عرض أزياء باللباس التقليدي وفن الطبخ التقليدي إلى جانب تنظيم "قعدة تقليدية دلسية" بأحد البنايات التقليدية للقصبة العتيقة التي لا تزال سليمة ينشطها عدد من الفنانين المعروفين بالغناء الشعبي وعدد من الشعراء من داخل وخارج الولاية. وتميزت هذه التظاهرة، الخميس، بتنظيم عدد من النشاطات تتمثل أبرزها في عرض مسرحية بعنوان "حراسة مشددة" متبوعة بتنشيط ألعاب سحرية للأطفال و محاضرة متخصصة حول تاريخ المنطقة. وتم برمجة لحفل اختتام هذه التظاهرة الذي سيقام يوم غد الجمعة تنظيم عدد من الفعاليات الفنية غناء شعبي وإلقاء قصائد شعرية، وتكريمات لعدد من الوجوه الثقافية والفنية والرياضية ولأحسن العارضين في المهرجان والمتفوقين في مسابقة المهرجان وكذا أحسن التلاميذ المتفوقين في شهادات نهاية السنة المدرسية. وللاشارة، فقد أشرف على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية جمعية "دلفين" لدلس بالتنسيق والتعاون مع عدد من الجمعيات وبلدية دلس.