شهدت ليلة الثلاثاء والأربعاء عدد من بلديات ولاية سيدي بلعباس تساقطا غزيرا للأمطار، فيما اجتاحت السيول عددا من الأحياء، بسبب انسداد البالوعات، خاصة على مستوى الأحياء الكبرى بمدينة سيدي بلعباس، ما ساهم في صعوبة حركة السير بها لساعات طويلة. كما كشفت زخات الأمطار الرعدية المستور وعرّت ثغرات وفضائح المسؤولين وأبرزت سياسة "البريكولاج" المنتهجة في إنجاز المشاريع، فساعات فقط من تساقط الأمطار كانت كافية لعزل الأحياء والبلديات، ما أدت إلى خلق حالة من الرعب لساكنة الولاية بعد ارتفاع منسوب المياه التي تسرّبت داخل البيوت ببعض الأحياء على غرار حي سارنة وسيدي الجيلالي والعديد من الأحياء، بسبب انسداد بالوعات الصرف وتراكم النفايات بها. واللافت أن معضلة انسداد البالوعات وقنوات الصرف الصحي في الطرقات وأحياء المدينة، باتت من أكثر المشاكل التي ظلت ترهق ساكنة سيدي بلعباس، بالرغم من النداءات المتكررة السابقة التي تدعو بتنظيف وتسليك البالوعات والمجاري، إلا أن مسؤولي الولاية لم يكترثوا للأمر وتجاهلوا نداءات المواطنين. وحسب بعض تصريحات الساكنة، فإن مشكل السيول التي سببتها الأمطار ليلة أمس وأول أمس راجع إلى حالة التدهور التي تشهدها البالوعات نتيجة مخلفات القاذورات والأكياس البلاستيكية، بالإضافة إلى مخلفات المقاولين والأتربة والتي أدت إلى انسدادها، إثر سقوط الأمطار وارتفع مستوى المياه التي لم تجد طريقا آخر بعد أن انسدت كل المجاري لتتسلل إلى البنايات القديمة المهترئة، الأمر الذي دفع السكان إلى قضاء ليلة بيضاء خارج مساكنهم في أجواء من الخوف والهلع . الحماية المدنية تسجل 28 تدخلا عبر تراب الولاية كشف بيان بالحماية المدنية لولاية سيدي بلعباس، بأنه لم يتم تسجيل خسائر بشرية ومادية لحد الآن، ويضيف ذات البيان بان مصالح الحماية المدنية جنّدت جميع قدراتها البشرية والمادية من أجل الحفاظ على الأرواح البشرية والممتلكات، وسجلت 28 تدخلا عبر تراب الولاية أغلب هذه التدخلات تمثلت في عملية التعرف عن سقوط أشجار، سقوط خيوط كهربائية، التجمعات المياه عبر الشوارع، كما سجلوا إمتصاص مياه من داخل مسكنين بحي سارنة بسيدي بلعباس وكذا امتصاص مياه من داخل قبو عمارة بحي 230 مسكن سيدي الجيلالي . انقطاعات متكررة للكهرباء ببعض البلديات لم تكشف زخات الأمطار هشاشة البنية التحتية فقط، بل أدت إلى انقطاعات متكررة التيار الكهربائي على مستوى بلديتي عين البرد وسيدي حمادوش ودام لعدة ساعات، ما أدت لامتعاض وغليان لدى سكان المنطقة، خاصة وأن هذه الانقطاعات تحدث كلما هطلت بعض القطرات من الأمطار، وهو الأمر الذي اعتبره السكان بغير المقبول تماما، حيث ألحقت تلك الانقطاعات بأضرار جسيمة بمختلف التجهيزات الكهرومنزلية لدى سكان البلديتين. وعليه طالب السكان من شركة الكهرباء، بإيجاد حلول جذرية وسريعة لهذه المشكلة المتكررة كلما جاء فصل تساقط الأمطار . من جهتهم، استبشر الموالون والفلاحون بسيدي بلعباس بتساقط الأمطار عبر ربوع الولاية بعد طول انتظار، لاسيما وأن فصل الخريف شارف على الانتهاء دون نزول الغيث وكاد الجفاف أن يهلك مزروعاتهم ويشكّل كابوسا حقيقيا للعديد من الأسر التي تقتات من الفلاحة. وفي سياق ذي صلة عبر بعض الفلاحين في اتصالهم بيومية "الوطني"، عن فرحتهم بسقوط الأمطار، متمنين أن يتواصل نزولها للشروع في ممارسة نشاطهم الفلاحي، حيث قالوا إن فصل الخريف يكاد أن ينقضي دون أن تتساقط الأمطار وهو ما زاد في تخوفهم من بوادر سنة جافة تؤثر سلبا على نشاطاتهم. وأضاف الفلاحون، بأن التساقطات المطرية تعتبر ذات أولوية حيوية، لكونها تساهم في تسهيل حرث التربة، وهو أمر ضروري لتحقيق حصاد جيّد .