النقل الحضري بعين تموشنت لما فتحت الدولة قطاع النقل في وجه الخواص كانت تهدف من ورائه إلى حل مشاكل المواطنين اليومية وإراحتهم من معاناتهم التي لا تنتهي وجعل الحافلة وسيارة الأجرة في تحسين القطاع والرفع من الخدمات كونه يعد شريان الحياة، لكن السؤال المطروح هل كان نعمة أم نقطمة عند المواطن؟ سؤال قد يبدو غريبا لدى البعض، لكن العارفين بخبايا النقل يدركون جيدا أن هذا القطاع يعيش أوضاعا متردية منها الموضوعية ومنها المفتعلة… قطاع النقل الحضري بعين تموشنت لايخرج عن هذه النظرة التشاؤمية، فالعشرات من الحافلات التي تجوب شوارع مدينة عين تموشنت باعتبارها مقرا للولاية وتنقلها من حي لآخر طيلة اليوم تعرف بدورها خللا في التنظيم والمراقبة وإلا كيف يفسر سلوكات أصحاب الحافلات وعدم خضوعهم للقانون المنظم لحركة السير داخل النسيج الحضري؟ "مواقف ومسار غير محترمة" كان لزاما علينا التحول إلى زبون لمعرفة عن كثب تحرك الحافلات عبر المسارات المخصصة لها وكذا نقاط التوقف الموضوعة من قبل المصالح المختصة وعبر مختلف الأحياء الشعبية… وكان الاستنتاج العام أن أصحاب الحافلات لايحترمون بالمرة نقاط التوقف المخصصة لهم وكن من حافلة لاتكمل مسارها إذا لاحط السائق أن الحافلة تخلو من الزبائن المتوجهين نحو نقطة التوقف المعلومة ليغيروا الاتجاه ويتخذ مسارا آخر، وكم مرة تحدث مناوشات بين الزبائن وسائقي الحافلات لأنهم رفضوا مواصلة المسار… سلوكات أخرى غالبا ما تثير غضب الراكبين حينما تتوق الحافلة في نقطة ما لدقائق ديدة قد تتعدى الربع ساعة في محاولة من القابض والسائق إستدراج أكبر عدد من الركاب، أما ظاهرة المطاردة فتحولت إلى سلوكات يومية لأصحاب الحافلات أين يلاحظ تتابع لعدد من الحافلات وفي مسار واحد والشاطر من يتمكن الوصول إلى الزبائن قبل غيره، وقد أدت ظاهرة المطاردة في كثير من الأحيان إلى تسجيل العديد من الحوادث سواء لدى الركاب عند نزولهم أو صعودهم أو عند الراجلين الذين يتفاجأون بحافلات تسير بسرعة جنونبة وقد صار الهاتف النقال أحد الوسائل المستعملة في مراقبة حركة الحافلات حيث يعتمد بعض القابضين إلى خلق تحالف فيما بينهم لمراقبة الحافلات وإخبار بعضهم البعض عن تواجدها بغرض إفتكاك أكبر عدد من الركاب، زد على ذلك المشاحنات والمشادات الكلامية اليومية التي تحدث بين أصحاب الحافلات تشمئز لها أنفس الزبائن، أما الأغاني المستهجنة ذات الطابع الراوي هي السائدة لدى البعض وكم من مرة تدخل الركاب بملاحظاتهم وقد تجد أذانا صاغية لدى بعض السائقين في حين لايعبأ بها آخرو، رغم أن تنظيم النقل الحضري واضح في هذا الشأن حيث يمنع كل الأغاني الماجنة في الأماكن العمومية فما بالك داخل حافلة تنقل العائلات من نساء ورجال وأطفال وشيوخ أغلبهم من الطبقات المحافظة التي ترفض هذه الأغاني من أصلها. والملفت للإنتباه أن هاته الحافلات يتصرف أصحابها كما يحلوا لهم في غياب مراقبة المصالح المختصة، فكيف نفسر تهربهم من استعمال تذاكر النقل" إلا ما رحم ربي" حتى أنه في كثير من المرات يتفطن الركاب ويطالبون بتذاكرهم ومن الحيل التي يلجأون إليها إظهار التذاكر دون توزيعها وغيرها من الأساليب الأخرى، وقد نجد صاحب حافلة شذ عن هذه الظاهرة محترما المهنة لا ينتظر رقيبا كما قال أحدهم… نقطة أخرى سوداء تسجل في هذا الإطار وتتعلق بتوقف أغلب الحافلات في أوقات مبكرة من آخر النهار حيث يضطر المواطن إلى البحث عن وسيلة نقل تقله إلى مسكنه لتكون في غالب الأحيان سيارة" كلوندستان" على اعتبار أن الطاكسي الصفراء تغيب عن الأنظار كلما غابت الشمس، وهذا مشكل آخر قد نخصص له صفحات أخرى. ب.بكاي