زعمت طيلة أشهر أنها حامل وانتظرت لحظة ازديان مولود من جنس ذكر لاختطافه أدانت، يوم أمس الأول، محكمة مجلس قضاء الوادي في جلسة علنية، الممرضة التي اختطفت مولودا حديث الولادة من دار الولادة ببلدية أميه ونسة غرب ولاية الوادي، بثلاث سنوات سجنا نافذا عن تهمة اختطاف قاصر وعدم تسليمه واستغلال الوظيفة لذلك. تفاصيل القضية التي تعود إلى، شهر ماي من العام الماضي، جرت عندما أقدمت ممرضة تعمل بمصلحة الولادة وطب النساء في العيادة متعددة الخدمات بدائرة أميه ونسة على خطف طفل من جنس ذكر حديث الولادة من أمه، وكانت المتهمة تعاني من مرض الحمل الكاذب، إذ ظلت لفترة طويلة وهي تعاني من انتفاخ في البطن وتوهم زوجها وعائلتها أنها حامل وأنها أجرت الفحوصات الطبية في مكان عملها وأكدوا لها أنها ستنجب مولودا من جنس ذكر، وهو ما جعلها لعدة أيام تنتظر ولادة مولود ذكر بالمؤسسة إلى حين ولادة الطفل الضحية. وفي يوم الواقعة، قامت الممرضة وقت انتهاء مداومتها الليلية بالتوجه نحو والدته وأخذته منها على أن تعرضه على الطبيب للاطمئنان على صحته، ولكنها خرجت به مباشرة وتوجهت نحو بيتها وهي تحمله وأطلقت الأفراح ببيت أهلها بمولودهم الجديد، وبعد مدة من الانتظار، توجهت الأم الحقيقية للطفل إلى مكتب الطبيب تسأل عن ابنها، لكنها لم تجده وأخبرتهم أن ممرضة حملته من عندها لعرضه على الطبيب، وهو الأمر الذي فنده الفريق الطبي العامل، وتم مباشرة اعتبار الحادثة اختطاف وتبليغ مصالح الأمن، التي شكلت على الفور مخططا خاصا باختطاف الأطفال يترأسه وكيل الجمهورية لدى محكمة الاختصاص. وبعد التحقيق والاستماع إلى تصريحات الفريق المناوب بدار الولادة، تم مباشرة توجيه الاتهام إلى الممرضة، حيث صدر أمر بتفتيش مسكنها، وتوجهت مصالح الأمن مرفوقة بفريق طبي وسيارة إسعاف إلى بيت ذوي الممرضة، وبعد التأكد من وجود الطفل بالبيت أرسلت الممرضة زميلتها لتكون قريبة من الطفل لحظة تدخل رجال الشرطة وحمايته. وعلى الفور تم توقيف المتهمة والطفل الذي بقيت مصرة على أنه ابنها وأنجبته من صلبها، إلى غاية عرضها على الطبيبة المختصة بالولادة، التي أكدت في تقريرها أنها لم تلد أصلا، ليتم إرجاع الطفل إلى والدته التي دخلت في حالة هستيريا كبيرة ولم تستفق إلا بعد عودة الطفل إلى أحضانها. وقد ركز دفاع المتهمة خلال جلسة المحاكمة على الجانب النفسي والمرض الذي كانت تعاني منه موكلته، وهو الحمل الكاذب، وطالب بتخفيف العقوبة ومراعاة الوضع الصحي لها. كما تم خلال المحاكمة تبرئة زميلي المتهمة، ويتعلق الأمر بطبيب وممرضة حررا للمتهمة شهادات خاصة بعطلة الأمومة لإيداعها لدى مصالح الضمان الاجتماعي، حيث جرى التركيز على أن المتهمين لم يتواطآ مع المتهمة الرئيسية، وأنها خادعتهما بإظهار علامات انتفاخ على أنها أعراض الحمل.