بإشراف من وزير الاتصال وبالتنسيق مع الولاية والمحافظة السامية للأمازيغية متابعة – خليل وحشي : ترأس يوم أمس وزير الاتصال،محمد مزيان، فعاليات اليوم الدراسي الموسوم ب"الإعلام بالأمازيغية في الجزائر:تثمين للتجربة واستشراف للمستقبل"،الذي نظمته المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق رفقةولاية باتنة،وبشراكة مع جمعية الولائية للمراسلين والصحفيين الأوراس – باتنة. الحدث العلمي الحيوي موضوع الساعة،عقد بقاعة المحاضرات الكبرى لجامعة الحاج لخضر – باتنة 01،بحضور جمع غفير من الإعلاميين،الأكاديميين،المهتمين بالشأن الأمازيغي والمسؤولين المحليين على غرار والي ولاية باتنة،الدكتور محمد بن مالك،والأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية،سي الهاشمي عصاد،إلى جانب رئيس المجلس الشعبي الولائي،أحمد بومعراف. هذا وجرت فعاليات اللقاء حول تسليط الضوء على واقع الإعلام الناطق بالأمازيغية في الجزائر والتي أثارت جدلا وطنيا مؤخرا،في سياق التحديات الراهنة والرهانات المستقبلية التي يواجهها هذا القطاع الحيوي،حيث ناقش الحضور كيفية تعزيز حضور اللغة الأمازيغية في الإعلام الوطني،فضلاً عن استعراض التجارب الإعلامية الناجحة في هذا المجال. من جهته أكد والي ولاية باتنة في كلمة ألقاها على الحضور أن الإعلام الأمازيغي في الجزائر يمثل حلقة وصل بين الثقافة والتراث الأمازيغي وبين الجيل الجديد،ويعتبر من أبرز وسائل الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية في مواجهة العولمة والضغط الثقافي الغربي. واعتبرت المحافظة السامية للأمازيغية أن الإعلام هو أداة حيوية في تحقيق هذا الهدف،إذ يسهم في تمكين الأمازيغية من الصعود إلى واجهة الأحداث الوطنية والدولية. وقد تطرقت الجلسات النقاشية إلى عدة قضايا تتعلق بتطوير الإعلام الأمازيغي،وأكد المشاركون أن هناك تحديات كبيرة تعترض طريق هذا النوع من الإعلام،منها ضعف الإنتاج الإعلامي باللغة الأمازيغية،والنقص في الكوادر الإعلامية المتخصصة،فضلاً عن الحاجة إلى تطوير البرامج الإعلامية التي تواكب تطورات العصر وتستجيب لتطلعات الجمهور المتنوع. في هذا السياق، دعا وزير الاتصال إلى ضرورة توفير المزيد من الدعم للمؤسسات الإعلامية التي تعتمد الأمازيغية، سواء كان ذلك من خلال التمويل أو التكوين، إضافة إلى أهمية تحديث البنية التحتية التقنية لتسهيل الإنتاج الإعلامي بلغة الأجداد،كما شددوا على أهمية نشر الثقافة الأمازيغية بين مختلف شرائح المجتمع الجزائري،وتعليم اللغة الأمازيغية في المدارس والمرافق التعليمية. وقد أبدى المشاركون في اليوم الدراسي تفاؤلًا كبيرًا بالمستقبل،خاصة في ظل الرغبة المتزايدة لدى الشباب الجزائري في التعرف على تراثهم الثقافي واللغوي،ورأوا أن الإعلام، بأدواته الحديثة،هو الأداة المثلى لتحقيق هذا الطموح. هذا وأضاف الوزير محمد مزيان،على أن الحكومة الجزائرية ستواصل جهودها من أجل دعم الإعلام الناطق بالأمازيغية،وأن الفعاليات مثل هذه تشكل فرصة هامة للوقوف على التطورات التي حققها هذا القطاع،فضلاً عن تحديد النقاط التي تستوجب المزيد من العمل و إلى ضرورة توحيد الجهود بين جميع المؤسسات الإعلامية،المحلية والدولية،من أجل تقديم صورة شاملة ودقيقة عن واقع الإعلام الأمازيغي،وبالتالي المساهمة في تعزيز مكانة الأمازيغية في المشهد الإعلامي والثقافي في الجزائر. تجدر الإشارة أن وزير الاتصال أكد على أهمية تعزيز اللحمة الوطنية من خلال اللغة الأمازيغية،مشيرًا إلى أن الأمازيغية ليست مجرد لغة،بل هي جزء من الهوية الوطنية الجزائرية التي يجب الحفاظ عليها وتعزيزها،وأوضح أن اللغة الأمازيغية ،مهما كانت نظرة المجتمع إليها،تساهم في تعزيز وحدة الشعب الجزائري بتنوعه الثقافي،وهي فوق كل ذلك تعد ركيزة أساسية في توثيق أواصر التعاون والتفاهم بين جميع الأطياف المجتمعية،وتشكل جسرًا للتقارب بين الأجيال الجديدة وأصولهم الثقافية والتي هي واحدة وموحدة عبر العصور. وأشار الوزير إلى أن إعلامًا قويًا وموحدًا بلغة أمازيغية واحدة موحدة،سيسهم في تعزيز هذه اللحمة الوطنية،ويشجع على التبادل الثقافي والفكري بين مختلف المناطق الجزائرية،وأضاف أن هذا التوجه يعكس إرادة الدولة الجزائرية في جعل اللغة الأمازيغية أداة من أدوات تعزيز الهوية الجزائرية والوحدة الوطنية والمشاركة الجماعية في بناء المستقبل الواعد المزدهرالذي ينشده كل الجزائريين.