المسيحيون في الغرب يعتقدون أن كل تباين بينهما ليس إلا ثغرة أو نقصا في نبوة محمد ،يبرر ادعاءهم بأنها زائفة, بمعني أن نبوة محمد صلي الله عليه وسلم إما أن تأتي علي منوال نبوة المسيح, وإما تكون كاذبة. . ! وما يعيبه المسيحيون إذن على الإسلام هو بالضبط ميزاته الأساسية التي جعلت منه صالحا ليكون الشريعة الخاتمة للدين التوحيدي, هذا ا اعتقاد كل مسلم, الذي يخالف بلا شك اعتقاد المسيحيين. وهنا لا مشكلة مبدئية, فالأديان لا تنتمي إلي عالم العقل المحض بل تعلوه, والإيمان لا يكون في أغلب الأحيان استدلالا من مقدمات لنتائج, ولا استقراء لحقائق من وقائع, بل هو إلهام يأتي من داخل ومن بعيد, من عالم الروح ليسيطر علي إدراكنا الباطني, فلا سبيل إلي قمعه أو التحكم فيه ..؟ و الرد العقلاني علي الفيلم المسيء يتمثل في توجيه رسالة شاملة عبر منابرنا الثقافية والإعلامية وقنواتنا الدبلوماسية إلي العقل الغربي عموما, والأمريكي خصوصا, تؤكد حجم الإساءة التي شعر بها المسلمون جميعا إزاء العدوان علي عقيدتهم, ثم المطالبة, ليس فقط باعتذار يعد من نافلة القول, بل بالتوجه فورا نحو صياغة قانون يحمي الأديان من خطر الازدراء عبر حوار تضطلع به منظمة المؤتمر الإسلامي والأزهر الشريف مع اتحاد الكنائس الأمريكية والفاتيكان, وممثلي جميع المذاهب والأديان في العالم, استنادا إلي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تصون مواثيقه حرية الاعتقاد وتجعلها صنوا لحرية التعبير !.. أما ردود الأفعال المنفلتة التي نعيشها فقد أساءت إلي الرسول, والإسلام بأكثر مما فعل الفيلم,إذ تبدت كرصاصة طائشة أصابتنا أنفسنا.. لقد أرادها صانعوه فتحقق لهم ما حلموا به: قتل وعنف وتخريب أمام السفارة الأمريكية قي ليبيا ومصر, واقتحام وغيرها، إساءة للغير وإفناء للذات, ترهيب رعايا دولة لم ترتكب خطأ حقيقيا, , بينما المجرم الحقيقي يقبع في مواقعه آمنا،هذا كله يمكن أن نعوضه فنيا وإعلاميا ولسوف نرى النتائج باهرة..؟ !