القرقابو.. موسيقى متجذرة في الماضي الأدراري

تعتبر تراثا مغاربيا إفريقيا مشتركا

وأنت تتجول في شوارع وأزقة أدرار، يفاجئك بعض الشباب بآلاتهم الموسيقية التقليدية، وألبستهم التي تنبئ عن هوايتهم المترجمة من قبل نغمات عذبة منسجمة، تنبعث من صميم الآلات التي يحملونها، إنهاموسيقى “القرقابو” أقدم الرقصات الموسيقية في المغرب العربي عامة وفي ولاية أدرار بشكل خاص، كما تعرف برقصة “الديوان” المنتشرة خصوصا في منطقة الغرب وجنوب غرب الوطن. يجعل أثر هذا النوع من الفنون من رقصة القرقابو تختلف من منطقة إلى أخرى من حيث اللحن، غير أنها تحافظ على نفس النوتات الخمس المسماة “الخماس” موحدة وهي ذاتها في جميع أرجاء المغرب العربي، أما الغناء في رقصة القرقابو فيسمى “البرج”، مطلعها في الغالب عبارة عن توحيد لله والصلاة والسلام على رسول اللّه محمد عليه ألف صلاة وتسليم، وقد أدخلت على قرقابو نصوصا جديدة كتبها أساتذة مختصون في الفن بكل من الجزائر والمغرب الأقصى، والتي تدعو إلى تطبيق واعتماد الاتحاد والمحبة وفعل الخير، كما تتناول مواضيع تدور حول الحياة الاجتماعية.
ونشير إلى أن كل عمل جديد يدخل على فن القرقابو يعتبر محصول مجهود جماعي لأفراد المجموعة الموسيقية خلال العرض أمام الجمهور، حيث تتحد الروح مع نص الغناء ما يجعل الفرقة تنجح في أدائها وإيصال المعنى الحقيقي للمستمع والمشاهد.
ويقود فرقة القرقابو رجل كبير في السن يدعى “المقدم” وهو الذي يمثل ويحافظ على تناسق المجموعة، سلامها للجمهور يكون بانحناء الظهر قليلا ويتشكل رمز زائد باليدين ومعنى هذه تحية المقدم، ويكون السلام في بداية الرقص ونهايته، كما تستعمل في موسيقى القرقابو أدوات موسيقية على غرار “الڤمبري” و”القسطانيس” و”الطبل” التي لم تتغير إلى غاية يومنا الحالي، مما أدى إلى الحفاظ على الطابع الحقيقي لهذا الفن الذي يمتد بجذوره إلى عمق المجتمع الجزائري والمغاربي بشكل عام، ويشترك في عدة أوجه مع التراث الإفريقي.