يعاني ركودا تاما منذ أن أقرت الدولة الحجر الصحي وإغلاق المحلات يعاني القطاع السياحي بولاية بجاية، ركودا تاما منذ أن اقرت الدولة الحجر الصحي وإغلاق المحلات التجارية والأسواق المحلية اليومية منها والأسبوعية والمؤسسات السياحية من فنادق ومطاعم ومواقع تاريخية وتراثية في وجه المواطنين كانوا زوارا أم سياحا، سعيا من الدولة لكبح جماح انتشار فيروس كورونا المستجد، وتحولت هذه المرافق الواقعة على الطول الساحلي الشرقي (تيشي، أوقاس، ملبو ..) والغربية للولاية منها (بوليماط، تيغرمت، الساكت … بني كسيلة ) إلى أماكن مهجورة، حتى الشواطئ لم تسلم من تبعات هذه الجائحة، حيث الزائر إليها لا يسمع سوى أصوات الأمواج التي تصنعها حين ترتطم مع صخور الساحل، وقد خلّفت هذه الوضعية شللا في قطاع العمل أين وجد أغلبية العمال أنفسهم في بطالة ملزمة، وهم يترقبون انفراج الوضعية في القريب العاجل بغية استئناف نشاطهم المهني وعودة النشاط السياحي إلى الواجهة، وللإشارة فإن بعض الفنادق في عاصمة الولاية قد فتحت أبوابها لإيواء عمال قطاع الصحة من أطباء وممرضين الذين يتواجدون في الخطوط الأولى لمحاربة هذا الوباء، وفي الوقت ذاته يغتنم بعض أرباب المؤسسات الفندقية خلال هذه المدة للقيام بأعمال الصيانة وتدعيم مرافقهم ومنشآتهم بالوسائل الضرورية التي تساهم في تحسين الخدمة الفندقية كخطوة استباقية لجلب أنظار السياح والمصطافين خلال الموسم الاصطياف الجديد 2020 إذا ما تم التخلص من هذا الوباء على المدى المنظور، ولا شك أن تكلفة توقف هذا القطاع الحيوي كبيرة للغاية نظرا لإسهامه في توفير مناصب شغل دائمة وموسمية كما يشارك في خلق نشاطات ثانوية منها على وجه التحديد ما يتعلق بالمهن التقليدية والحرفية، وهذا في الوقت الذي تعوّل الدولة على هذا القطاع الاستراتيجي ليكون البديل الجوهري لقطاع النفط مستقبلا، نظرا لما تزخر به الجزائر من إمكانيات طبيعية وتراثية وتاريخية تؤهلها لتكون من الدول المستقطبة للسياح الأجانب، وفي هذا السياق فإن ولاية بجاية التي تسمى لؤلؤة الجزائر تزخر بمعالم تاريخية وحضارية ومناطق طبيعية في روعة الجمال تجمع بين مكنونات الثروة الغابية ذات الغطاء النباتي المتنوع الذي يشد الأنفس إليها ليملأ جنباتها بالهواء النقي الممزوج بأريج أزهار الأشجار ومختلف النباتات العطرية والطبية، إضافة إلى العديد من كنوز تنام عليها الولاية منها معلم قوريا الذي يزيد ارتفاعه عن 600 متر عن البحر الذي يعد صرحا سياحيا جميلا له واجهة رائعة مطلة على البحر المتوسط، كما أن رأس الكربون الذي يعتبر الأول في العالم من حيث الارتفاع والمنظر .. ناهيك عن تلك المناطق التي تتوزع بين مختلف الشواطئ ذات الرمال الذهبية والتي يقصدها أكثر من 8 ملايين مصطاف في الموسم الواحد، واعتبارا من هذه المعطيات فإن بجاية تعد من ولايات الوطن التي يمكن التعويل عليها للنهوض بالقطاع السياحي وتحويله إلى مصدر يدر خزينة الدولة بالعملة الصعبة ليكون البديل الأساسي لما مرحلة ما بعد النفط، شريطة أن تتجسد السياحة في سلوكيات القائمين عليها لمواجهة التحديات المستقبلية وتنافس نظيرتها بالجودة والنوعية التي تواكب تطور القطاع بشكل عام.