قال إنها تُسيّر الوضع الراهن بفضل المرونة المنصوص عليها في عقودها أكد عبد المجيد عطار، وزير الطاقة، أن الشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك" لا تزال فاعلا هامًا في سوق الغاز، وأبرز أنها تُسيّر الوضع الراهن الذي خلفته جائحة "كورونا" بفضل المرونة المنصوص عليها في عقودها. أوضح الوزير، في حديث خص به الموقع الإلكتروني البريطاني"S&P Global Platts"، أن أسعار الغاز قد تراجعت إلى مستويات منخفضة تاريخياً، في حين أن سوناطراك قد تمكنت من إدارة هذا الوضع الاستثنائي مع زبائنها بفضل المرونة المنصوص عليها في عقود الغاز، وكذلك من خلال الحلول التي تتكيف مع ظروف السوق، مضيفا أن أسواق الغاز تعاني بالفعل من العرض المفرط منذ بداية عام 2019 وظهور جائحة كورونا، ومن الانخفاض في الطلب الناجم عن ذلك، مما أدى إلى تدهور الوضع، وأشار وزير الطاقة إلى أن سوناطراك تجري مناقشات دائمة مع زبائنها لإيجاد حلول توافقية، لاسيما فيما يتعلق بالمرونة العملياتية بهدف مواجهة هذا الوضع الاستثنائي، مؤكدا أن أسواق الغاز قد تطورت بفضل تدخل العديد من الفواعل لأجل ضمان تجارة الغاز الطبيعي المسال على مستوى الأسواق الإقليمية، وتقديم المزيد من التنوع في العقود وآليات التسعير، وهذا في سياق المنافسة على أنواع الوقود الأخرى، لاسيما في مجال الكهرباء، وأشار عطار إلى أنه ورغم هذا السياق، لا تزال سوناطراك فاعلاً هامًا في سوق الغاز، بحيث اكتسبت سمعة كممون موثوق به، مُسلطًا الضوء على استراتيجية التعاون التي اعتمدتها الشركة الوطنية، والتي تقوم على مبدأ رابح-رابح، خاصة مع شركائها الأوروبيين، كما طمأن بقوله إن سوناطراك يمكن أن تفي بالتزاماتها التعاقدية ولديها المرونة في وضع كميات إضافية في السوق الفورية. من جهة أخرى أعلن عطار عن وجود مشروع قيد الانجاز بالميناء النفطي بسكيكدة من شأنه استيعاب ناقلات الغاز الكبيرة جدا، وهو الأمر الذي سيسمح، بتوسيع خيارات توريد الغاز الطبيعي المسال، إضافة إلى تنوع زبائن عملاق النفط في إفريقيا "سوناطراك"، منوها بإستراتيجية التسويق التي يتبعها المجمع والتي ترتكز على التوسع والبحث عن أسواق جديدة، وأشار الوزير إلى أنه ورغم انخفاض الأسعار حاليا وصعوبة البيئة، فإن الغاز سيظل الوقود الأساسي في المستقبل، مؤكدا أن الوضع سيتحسن تدريجياً وسيظل الغاز الوقود المفضل، كما سيزداد نصيبه في مزيج الطاقة العالمي. * الأزمة الصحية فرصة لتعزيز منتدى الدول المصدرة للغاز ومن جهة أخرى، اعتبر عبد المجيد عطار، الذي يتولى رئاسة الاجتماع الوزاري لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي ستحتضنه الجزائر في 12 نوفمبر القادم، أن الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي وباء كورونا، والانخفاض المتتالي لأسعار الغاز يمثلان فرصة لتعزيز دور المنتدى. وأوضح وزير الطاقة، أن هذه الأزمة هي فرصة للابتكار والبحث عن السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز منتدى الدول المصدرة للغاز بشكل أكبر، مؤكدا أن الديناميكية التي تحكم حاليا السوق العالمية للغاز لم تنجح بعد في تحقيق أي استقرار في الأسعار، كما دعا عطار إلى مزيد من التعاون بين المنتجين العالميين للغاز، مبرزا الفارق الموجود بين أسواق الغاز وأسواق النفط الأمر يستدعي، كما قال، تعاونا أهم بين مختلف منتجي الغاز لتحقيق استقرار السوق. للتذكير، فان الجزائر وغينيا الاستوائية وإيران وليبيا ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا، أعضاء في المنظمتين (الأوبيب ومنتدى الدول المصدرة للغاز)، وقد أنشئ منتدى الدول المصدرة للغاز سنة 2001 وهو يملك 70 بالمائة من الاحتياطات العالمية الثابتة للغاز حسب التقديرات.