عندما يكون ثمن إيجاد سرير لامرأة على وشك وضع مولودها يحتاج لوساطة ابن وزير الصحة أو هكذا أوهم صاحب الفكرة مسؤولي المستشفى لإنقاذ حياة امرأة في حالة خطيرة فعلى الوزير ألا يرفع قضية انتحال شخصية على هذا الشاب لادعائه أنه ابن وزير الصحة إلا بعد أن يبحث في الأسباب التي جعلت حياة امرأة على المحك فقط لأنها ليست قريبة هذا الوزير أو ذاك الضابط أو ذلك المسؤول الكبير. بقدرة قادر أصبح هناك سرير متوفر لهذه المرأة لأن هذا الشاب ببساطة قال لهم أنه ابن وزير الصحة وتوسط لها ليكتب الله لها عمرا جديدا مع مولودتها ويدخل هذا الشاب السجن بعد أن رفع وزير الصحة عليه قضية انتحال شخصية . لم ينتحل هذا الشاب شخصية ابن الوزير ليأخذ قرضا من البنك أو ينال مشروعا من مشاريع "البايلك" أو يوقع على إحدى المعاملات غير القانونية بل اضطر لذلك لإنقاذ حياة امرأة في حالة خطر وعلى مسؤولي المستشفى أن يشكروه لأن ادعائه هذا مكنهم من توفير سرير لها ومعالجتها من موت كان أقرب لها من الحياة. مشكلتنا في الجزائر لا تكمن في مرض قطاع الصحة ولا في غيره من القطاعات ولا حتى في حجم الفساد الذي بلغ مستويات تنذر بالخراب، بل في هذا التعالي على المشكلات والتقليل من حجم الكوارث الموجودة . وعندما يتكلم النائب البرلماني "الطاهر ميسوم" عن كوارث الصحة ويقوم أحد النواب بإسكاته بل والغضب والصراخ على كل ما قاله، فلئن "الشيتة" بلغت مداها، ولم يعد ينفع معها إلا القول وبأعلى صوت أننا وصلنا لدرجة العمالة في التغاضي عن مشكلات خطيرة، لأن حجز سرير لأحد المرضى أصبح يحتاج لوساطة ابن وزير أو مسؤول سامي في دولة بلغت وارداتها من الدواء فقط 2 مليار دولار .