من سيتحدث بعد الآن عن همجية الصهاينة ومن سيتذكر أطفال غزة وجنوب لبنان، من سيتحدث عن مجازر دير ياسين وقانا بعد ما ارتكبه جيش مصر العظيم في حق شعبه المسالم في اعتصامات الميادين احتجاجا على انقلاب غادر شارك فيه صهاينة آل سعود وحكام الإمارات بأموالهم وإعلامهم الشبيه بالدعارة الإعلامية التي تمارسها قناة العربية وقنوات الفتنة التي سبت شهداء الجزائر وكذبت حتى أصبح الكذب جزءا من الديكور الاعلامي المصري الحقير الذي فاق حسب أحد المحللين حملات التظليل الإعلامي أثناء الحرب العالمية الثانية. أين هو شيخ الأزهر الذي بارك الانقلاب حفاظا على حرمة الدم المصري وعلى وحدة الشعب حتى يقول للأمة الإسلامية كيف أن الدماء سالت كما لم تفعلها إسرائيل وأن الشعب الآن وجموع الغاضبين في الصعيد يقتحمون الكنائس ويهاجمون مراكز الشرطة وأن الفتنة قد بدأت ولن تتوقف إلا بقطف رؤوس عشرات الآلاف من البشر قد لا يكون آخرهم من بدء وقتل الشعب بقرارات حقيرة وغبية. أين هو حمدين صباحي الناصري الذي ملئ الدنيا ضجيجا بالوحدة والقومية والشعارات الكاذبة التي فضحت كل مدعي القومية الذين أصبحوا ناطقين باسم الطغاة في كل الأمصار. أين هو عمرو موسى والبرادعي وكل العلمانيين الخونة والسفلة ليقولوا لنا أن مئات المصريين قد ماتوا فقط لأنهم دعموا وحرضوا على الانقلاب على شرعية الصندوق. أين هو حزب النور السلفي ليقول لنا أن تأييده للانقلاب كان موقفا ضد الحق وأن هذا لم يكن من الدين في شيء وأن اللحى والعباءات واستعمال الدين لن تجعل منهم أنبياء جدد وأن ما فعلوه كان خيانة للدين وللوطن وأنهم أصغر من أن يكونوا ناطقين باسم الدين الذي شوهوه بتصرفاتهم الغبية وقراراتهم الموصوفة بالعميلة. سيكون من الغباء أن يقف علماء الأمة والمثقفون والسياسيون على الحياد بين أطراف الأزمة، صحيح أن الأحداث لن تعود للوراء، ولكن الصحيح أيضا أن هناك منطقين وواقعين هما الحق والباطل ولا يوجد منطقة وسطى بين الحق المدعوم بشرعية الصناديق وبين الباطل المدعوم بالبلطجية واللصوص وفنانات العهر والمجون.