إهتز سكان مدينة سطيف يوم الثلاثاء الفارط لمحاولة إنتحار شاب في العقد الثاني من العمر في قلب مدينة سطيف بالبرج العالي و تفاعل الناس مع هذه الظاهرة التي بدأت في الإنتشار ليس بسطيف فحسب ولكن عبر القطر الوطني بكامله، هي ظاهرة خطيرة للغاية ليس بالمنطق الإجتماعي فحسب على غرار الدين حيث أننا نعيش في مجتمع متعاطف مع القيم الدينية أكثر من غيره، لكن الظاهرة أخذت بعدا آخر فليس هذا الشاب أول من يحاول الإنتحار فقد شهدت سطيف وحدها العديد من الحالات والمحاولات في هذا البرج العالي وفي أماكن أخرى من الولاية حتى في تلك المحاولة التي يندى لها الجبين، سمعنا وجهات نظر الشباب الحاضرين في تلك الحادثة فلا شك أنها لقيت إستنكارا وإستياء كبيرين إلا أن العديد من الشباب لسان حالهم يقول كان علينا جميعا أن نفعل مثله لعل وعسى أن نوصل أصواتنا للسلطات المعنية للنظر في وضعيتنا. الكثير من الحاضرين ظن أن ذلك الشاب يعاني من إضطرابات عصبية جرته لمحاولة الإنتحارلكن الحقيقة عكس ذلك تماما فذلك اليائس يعاني من مشاكل إجتماعية بحتة، فحاله حال الكثير من الناس وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الضغط الكبير الذي يعيشه المجتمع الجزائري ككل، خاصة مشكل السكن الذي أرق الجميع ولم يتم إيجاد حل له حتى الآن رغم برنامج رئيس الجمهورية المتمثل في مشروع مليون سكن فلابد من سياسة مدروسة ودقيقة لهذا المشكل الذي وصفه المراقبون بأنه القنبلة الموقوتة. لقد أصبحنا نسمع عن عائلات تعيش في كهوف وأخرى تقتات من القمامات والمزابل والكثير منها تعيش في العراء في حين نجد إعطاء أهمية كبيرة لجلب المطربات والراقصات والمخنثين لإقامة حفلاتهم الماجنة عبر التراب الجزائري وهذا ما يهتم به قطاع الثقافة للأسف الشديد، فهل سيستفيق المسؤولون المنتخبون من سباتهم العميق لإيجاد حل لهذه الظاهرة التي أصبحت تهدد كيان المجتمع أو أن المسؤولين المنتخبين كان هدفهم الوصول للسلطة بأي طريقة تحت وعود واهمة وكاذبة لا تتحقق إلا في المسلسلات المدبلجة وبشعارات عشوائية وبعد الفوز لا يوجد من يفكر مجرد تفكير في حال الفقراء والبؤساء الذين يعدون بالملايين وهذا لا يزيد الطين إلا بلة كما يقال ويدفع بالشباب إلى مزيد من الإنتحار ليس على الأبراج العالية فحسب ولكن في أعماق البحر الأبيض المتوسط بحثا عن حياة أفضل بعدما ما بلغ بشبانا اليأس إلى حد يثير الخوف والهلع لدى أولي الألباب.