مال الكثير من الشبان والمراهقين في مجتمعنا إلى لبس الألوان الفاتحة على غير العادة والتي باتت موضة تلحق حتى بالذكور من دون النسوة في الوقت الحالي، وبعد أن عهدنا ميل الرجال عامة وكذلك الشبان إلى الألوان الغامقة قفزت لهم عدوى لبس الألوان الفاتحة، فمن الوردي إلى الأزرق إلى الأصفر إلى الأحمر وغيرها من الألوان الزاهية الأخرى التي اتخذتها القمصان وحتى السراويل الرجالية. باتت المحلات توفر العديد من الألبسة الرجالية المحلية والمستوردة والتي اتخذت ألوانا مختلفة ودخلت من باب الموضة في الوقت الحالي، ولم تعد ظاهرة مقتصرة على المراهقين بل قفزت إلى الرجال من مختلف الأعمار بعد أن استهوتهم تلك الألوان وجذبتهم على غير العادة، فبعد الاقتصار على لبس الألوان الغامقة كالبني والأسود والرمادي مال بعض الرجال إلى التغيير وتأثروا بالموضة التي استبدلوا بها ميولاتهم من حيث الألوان. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض الرجال والشبان لرصد آرائهم ودوافع ميول بعضهم إلى لبس الألوان الفاتحة والابتعاد عن الغامقة فكانت آراؤهم متباينة. الشاب عماد 25 سنة قال إنه بالفعل يميل إلى لبس الألوان الزاهية وابتعد عن الألوان الغامقة، ورأى أن الملابس المعروضة زاهية الألوان تفرض على الرجال اقتناءها بالنظر إلى طغيان موضة الألوان في الوقت الحالي. أما السيد محمد فقال إنه ضد لبس الألوان من طرف الرجال وهي تبقى أقرب إلى النساء وأن ألوانه المفضلة لا تخرج عن الألوان الغامقة التي يراها الأنسب بالنسبة للرجال كون أن الألوان الفاتحة فيها ميل للعادات النسوية أكثر. وكان للنسوة رأي في الموضوع، إذ عبرت فادية بالقول إنها لاحظت كثيرا لبس الرجال للألوان الفاتحة في الوقت الحالي ولم تعد الألوان حكرا على النسوة فقط فالتطور والرقي مس كل المجالات ورياح العصرنة استبدلت حتى طباع بعض الرجال الذين مالوا إلى لبس الألوان المتنوعة والتي لا تهتم بها النسوة في بعض الأحيان كالوردي بمختلف أنواعه منه الغامق والفاتح واللون الزبادي وحتى الأحمر والأصفر إلى غيرها من الألوان الأخرى. أما السيدة عزيزة فقالت إنها ظاهرة لم نعد نسجلها على المراهقين فقط بل مست رجالا من مختلف الأعمار ورأت أنها أمر غير عادي، فالرجل الجزائري بالأمس القريب كان يتميز بكل معاني الرجولة في أبسط الأشياء ويبتعد عن عادات النسوة وخصوصياتهم، لكن اليوم وللأسف اختلط الحابل بالنابل ومس التقليد كل شيء ولا نحصر الأمر في الألوان بل هناك آفات أخرى مما يفتح الباب لحمل بعض العادات السيئة والتأثر الكبير بالجنس اللطيف وميل الكثير من الشبان إلى عاداتهن. وعلى العموم فإنه من الناحية الشرعية لا حرج في لبس الألوان ولا يختلف اثنان أن الأمور المحرمة على الرجال هي لبس الذهب والحرير بنص القرآن والسنة، أما غير ذلك فمسموح به، وتأثر الكثيرون بموضة الألوان جعلهم يقبلون على لبس الألوان الفاتحة مادام أنها من الأمور الجائزة ولا تدخل في خانة المحرمات إلا أن الوجه السلبي هو اتخاذ بعض الذكور لتلك الجوانب كفاتحة لانغماسهم في الأمور المشبوهة وتقليد النسوة في كل شيء فديننا الحنيف في تلك الحالات منع تشبه الرجال بالنسوة وكذلك تشبه النسوة بالرجال لكي لا يقع الحرج.