تحوّل الرجال إلى صانع لكل أنواع العجائن والمأكولات في ظل الإقبال المتزايد للنساء العاملات والماكثات بالبيت كذلك، اللواتي تقتنين المأكولات وكل أنواع العجائن كذلك، فبعدما كانت المرأة هي المصدر الأول لمختلف المأكولات والأطباق الجزائرية التقليدية، أصبح الرجال يتقلدون الوظيفة التقليدية للمرأة.. مالية كربوش أصبحت بعض النساء الجزائريات من العاملات والنساء الماكثات بالبيت تشترين بعض الأطباق من المسمن إلى المحاجب إلى الكسرة إلى الخفاف إلى البيتزا ومختلف المأكولات الجزائرية وحتى السورية وهي ظاهرة غريبة تميز نساء المجتمع المعاصر، والغريب فيها هو تبادل الأدوار، فلقد تحوّل الرجال إلى منهة الطبخ بكل أنواعه وجلست المرأة في الجانب المقابل تنتظر انتهاءه من إعداد طبق المحاجب..! توسعت هذه الظاهرة بشكل يشد الانتباه، فعند قيامنا بجولة قصيرة عبر شوارع العاصمة، ألفينا عددا كبيرا لمحلات بيع المأكولات التقليدية المشهورة في الجزائر، ك( المحاجب) ومختلف العجائن، بحيث لقيت هذه المحلات إقبالا كبير من المواطنين من مختلف الفئات، والغريب أن حتى فئة النساء وجدن غايتهن في هذه المحلات، خاصة العاملات منهن، بحيث يلجأن إلى الوقوف في طابورات طويلة من أجل الظفر بمحاجب الرجال..! الظاهرة لم تقتصر على منطقة واحدة، بل اكتسحت العديد من المناطق خاصة النشطة تجاريا، بحيث اصطفت محلات تضم طباخين رجال يختصون في طبخ الأطباق التقليدية وعلى رأسها (المجاجب).. بحيث لم تجد النساء أي حرج في الوقوف في طوابير أمام هذه المحلات والجلوس لانتظار محجوبة الطباخ، وربما حملت معها الكثير منها إلى بيتها ..! ففي وقت قصير أصبح تواجد الكسارجي والمحاجبي أمرا عاديا، بل تحوّل إلى القبلة الأولى والمفضلة للعديد من النساء، فهناك من تتحجج بالرجال الذين يتقنون الطبخ أكثر من النساء، ويقلن أفضل الطباخين في العالم رجال، وهناك من تقول إن المرأة العاملة أصبحت مجبرة على الأكل عند هذه المحلات والاقتناء منها نظرا لطبيعة الشغل التي لا تسمح بطبخ الأكل بنفسها، وتقتنين كذلك إلى الأسرة من أجل عدم تضييع الوقت والحصول على الطلب بأسرع وقت ممكن، أو للكسل والخمول الذي بدأ يميز نساء اليوم نظرا لتوفر المأكولات جاهزة خاصة بالنسبة للنساء الماكثات بالبيت، والبعض يقلن إن طبيعة العصر الحالي الذي نعيشه اليوم وهو عصر السرعة فرض على الأسرة أن تشتري من تلك المحلات دون اللجوء إلى الطبخ داخل المنزل، ففي ظل كل هذا أصبح الرجل مجبرا على العمل في هذا المجال نظرا لانعدم فرص الشغل كل في تخصصه فأصبحوا يمتهنون مهنة الطبخ بالمحلات من أجل كسب قوت يومهم، والنساء استغلين الفرصة في اقتناء كل المنتوجات التي تعرض لديهم فيأخذن تلك المقتنيات إلى أهل المنزل، بالرغم أنه من الممكن جدا أن تتحول هذه المحلات إلى مصدر خطر للنسوة على صحتهن، نظرا لانعدام النظافة ببعض المحلات وأخرى تباع بمنتوجات انقضت صلاحيتها، ولقد لاحظنا خلال جولتنا أن بعض الطباخين يفتقرون إلى مظهر النظافة، والبعض منهم يستعمل يدا في العجن والأخرى في التدخين، لذلك لا بد من تشديد الرقابة على تلك المحلات التي تبيع المأكولات والعجائن خاصة وأن بعض الأسر الجزائرية حوّلوا من المحلات غرفة الطبخ المفضلة للمنزل والظاهرة أصبحت تتوسع ولا تزال في الانتشار.