لا يزال سكان قرية (تيلزازين) الواقعة ببلدية أعفير شرق ولاية بومرداس، يعانون من مشاكل عديدة نغصت حياتهم اليومية، في ظل انعدام ظروف التنمية المحلية بمنطقتهم الجبلية التي تغيب فيها مختلف المرافق والضروريات التي من شأنها رفع مظاهر العزلة والتهميش. ل. حمزة كما أن وجود القرية في منطقة ريفية وجبلية أدى بها إلى عزلة أكثر وجعلها بعيدة عن أعين المسؤولين الذين اكتفوا حسب تعبير السكان بتقديم الوعود ومعاينة بعض المناطق بين الفينة والأخرى، في ظل ارتفاع نسب البطالة بين الشباب بأرقام مخيفة بسبب غياب برامج التنمية التي من شأنها خلق فرص ومناصب العمل وتخليص المنطقة من مظاهر الفقر، إذ لم تستفد قريتهم من أي مشروع يفتح لها أبواب المستقبل وجعل غالبية الشباب يسترزقون من عملهم في القطاع الخاص والأعمال الحرة كصناعة الأحذية، البناء والفلاحة وهي الأعمال التي لا توفر لهم حياة كريمة بسبب افتقارهم لرؤوس الأموال التي من شأنها حمايتهم من الأزمات. فالزائر لهذه القرية الجبلية يلمس لا محالة حياة البؤس والركود الذي يطبعها، بسبب اهتراء طرقها وغياب النقل مما جعل سكانها يعيشون حياة أقرب إلى البدائية منها إلى حياة التحضر، وما حزّ في نفوس السكان عدم توفر مياه الشرب وإن وجدت فالمنابع بعيدة ليزداد المشكل حدة مع اقتراب فصل الصيف، ورغم توفر شبكة المياه في القرية، إلا أن الحنفيات تشهد انقطاعات متكررة في المياه تصل في فصل الصيف إلى مدة أسبوع أو شهر، ليبقى السكان طيلة الأيام الأخرى ينتظرون ساعة الفرج، كما طالب السكان بضرورة توفير المرافق الترفيهية والتثقيفية بالقرية التي من شأنها التخفيف من حدة الروتين والفراغ القاتل الذي حول حياة الشباب إلى جحيم، كما أن مشاكل القرية لا تقتصر على هذا الحد، إذ يشتكي السكان أيضا من أزمة مواصلات حادّة وخانقة ويعبرون عن استيائهم وتذمرهم من أصحاب النقل الخواص الذين يتعمدون عدم الوصول إلى قريتهم، ما يكلفهم مشقة التنقل لمسافات تقدر بالكيلومترات مشيا على الأقدام، واستنادا إلى بعض تصريحات قاطني القرية فإنه ما أثار استياءهم وزاد من تذمرهم هي تجاوزات بعض الناقلين، ما يضطرهم إلى الانتظار لأكثر من ساعتين يوميا، وإن وجدوا وسيلة للنقل فلا تكون سوى عن طريق توقيف السيارات القادمة من القرى المجاورة التي تجتازهم وتحمل معها عددا ضئيلا من القاطنين وتترك الباقي ينتظرون حافلات النقل أو يجدون أنفسهم مجبرين على التنقّل مشيا على الأقدام لأزيد من ثلاثة كيلومترات، وأضاف السكان أنهم في أغلب الأحيان يحرمون من النقل، خاصة في الفترة الصباحية بعد أن تكون الحافلات قد استوفت عدد ركابها، تاركة البقية ينتظرون تحت أشعة الشمس الحارقة التي تشهدها المنطقة في فصل الصيف، وكذا تعرّضهم للبرد القارس في فصل الشتاء، الأمر الذي أثر عليهم سلبا في قضاء حوائجهم اليومية والتنقل إلى مقرات عملهم. وأمام هذه المعاناة المتواصلة مع التهميش والعزلة يناشد قاطنو القرية السلطات المعنية عبر منبر (أخبار اليوم) التدخل من أجل إدراج بعض المشاريع التي من شأنها دفع عجلة التنمية بالمنطقة وكذا إجبار هؤلاء الناقلين على أداء واجبهم اتجاه سكان القرية من أجل فك العزلة التي يعيشونها يوميا.