مثل أمس محكمة الجنح ببئر مراد رايس إمام مسجد (التوبة) ببني مسوس في الجزائر العاصمة لمواجهة تهمة القذف التي طالت رئيس فرع جمعية العلماء المسلمين ورئيس الجنة التقنية بالمسجد المدعو (خ.أ) على خلفية اتّهامه من أعلى المنبر وتوجيه عدّة مراسلات كتابية لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يتّهمه بجمع تبرّعات المسجد وتحويلها إلى وِجهة مجهولة، مع منح رشوة لمفتش المقاطعة، وهو ما جعله مهدّدا بدفع غرامة مالية قدرها 50 ألف دينار. تتلخّص وقائع الملف التي احتضنها المسجد شهر رمضان الماضي في أن الإمام المتّهم بعد اعتلائه المنبر قبيل صلاة التراويح راح يعلن أمام المصلّين عن وجود أشخاص يقومون بجمع تبرّعات المسجد باسمه، في إشارة منه إلى رئيس فرع جمعية العلماء المسلمين ورئيس اللّجنة التقنية المعتمد بمسجد (التوبة) منذ سنة 2005 بموافقة مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر، والذي أكّد أنه وفقا للدور المخوّل له قام بجمع تبرّعات وفقا للقانون في إطار النشاط الخيري للجمعية، حيث نظّمت خلال شهر رمضان زيارات للمستشفيات وقدّمت هدايا للمرضى من أموال التبرّعات إلى أن وجد نفسه محلّ اتّهامات من قِبل إمام المسجد التي راح من على المنبر وعبر الميكروفون يتّهمه أمام عامّة المصلّين أثناء صلاة التراويح بجمع تبعات باسمه لا لشيء سوى لأنه اكتشف أن الإمام (ط.ي) استحوذ دون وجه حقّ على مواد بناء خاصّة ببناء المسجد الذي هو في طور الإنجاز لمنفعته الشخصية. كما أكّد دفاع الضحية أن الإمام المتّهم لم يتوان في التحامل على موكّله عقب إخبار الأخير مفتش المقاطعة الإدارية للشؤون الدينية بأن الإمام استحوذ على كمّية من مواد البناء الخاصّة بالمسجد، ما دفع الإمام إلى التهجّم على رئيس اللّجنة التقنية المكلّف بالوقوف على مراقبة أموال وممتلكات المسجد. كما اعتبر دفاع الضحية أن المتّهم واتّهام موكّله علنا من فوق المنبر مع أنه لم يذكره بالاسم إلاّ أن المراسلات الكتابية الموجّهة لرئيس جمعية العلماء المسلمين، والتي تضمّنت عبارات مسّت صراحة بسمعة موكّله، لا سيّما وأنه اتّهمه بمنح رشوة ب 100 ألف دينار لمفتش الشؤون الدينية من أجل إرغام الأخير على التكتّم على تصرّفاته، حسب ادّعاءات الإمام. وخلال مواجهة الإمام بالتهم الموجّهة إليه أنكرها جملة وتفصيلا وصرّح بأن المراسلات الموجّهة إلى رئيس جمعية العلماء المسلمين كانت سرّية وليست علنية، كما أن الإمام لم يذكره بالاسم وإنما تحدّث عن مجموعة أشخاص يقومون بجمع التبرّعات باسمه ولم يقصد الضحية شخصيا.