عندما يسمع عامل بسيط في صنعاء أو القاهرة أو الرباط عن أجر لاعب كرة دخله السنوي يقترب من مائة مليون أورو، فإنه يضرب أخماسا بأسداد حنقا، بيد أن قانون السوق ينذر بارتفاع فلكي للسنوات القادمة. وعزت صحيفة (فرانس فوتبال) الفرنسية خسارة باريس سان جيرمان أمام برشلونة الإسباني (3-1) في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال (15 أفريل 2015)، إلى القيمة المالية لثلاثي الرعب الكاتالوني الأرجنتيني ليونيل ميسي، والأوروغواني لويس سوارير، والبرازيلي نيمار والتي تبلغ 260 مليون أورو بالتمام والكمال. هذا المبلغ يتجاوز القيمة المالية لكل لاعبي نادي الفريق الفرنسي بما فيهم العملاق زلاتان إبراهيموفيتش. أرادت (فرانس فوتبال) عبر هذه المقارنة تلخيص الفوارق بين قدرات اللاعبين الفنية، لكنها أيضا ملاحظة في الصميم للوقوف أمام الأجور الخيالية التي تسللت إلى عالم كرة القدم وفرضت نفسها على العقود المبرمة مع كبار النجوم. أن يفوق دخل لاعب مثل الدون كريستيانو رونالدو مائة مليون أورو في وقت ينتشر فيه الفقر حول العالم، يطرح تساؤلات أخلاقية عدة. لكن تنامي ميول الإنسان نحو الفرجة جعل ذلك ممكنا. حول ذلك كتب الصحافي الألماني الخبير في الشؤون الرياضية ميشائيل آشليم في صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه) أن (عولمة كبريات الأندية في أوروبا وتحولها إلى ماركة مسجلة في السوق العالمي، جعلت أجور اللاعبين ترتفع إلى مستوى نجوم هوليود). وتكشف المقارنة بين دخل اللاعبين في السنوات الخمس الأخيرة إلى تطور كبير نحو الأعلى، وهذا يخص أيضا مدربي كرة القدم. ونقلت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه) عن يوخن لوش مدير شركة ألمانية للتعاقد مع لاعبي كرة القدم ومقرها ساو باولو بالبرازيل، أن الدوري الإنكليزي الأغلى أوروبيا (سيشهد في موسم 2016 ارتفاعا صاروخيا للأجور)، والسبب يعود في ذلك إلى تغيير عقود البث اعتبارا من العام القادم، وعلى ضوء ذلك ستحصل الليغا الانكليزية على مبلغ 2،3 ملايين إضافية، أي أن متذيل قائمة الترتيب العام سيحصل على عائدات للبث بمستوى ضعف ما يحصل عليه بايرن ميونيخ مثلا في ألمانيا.