القطاع مُهدّد بموت جماعي خلال أيام الجوع القاتل يجتاح غزّة الكارثة الإنسانية الفلسطينية تزداد قتامة يواصل جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني حربه على قطاع غزّة التي استأنفها في 18 مارس الماضي بعد توقفها إثر التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وواصل جيش الاحتلال قصفه العنيف على ما تبقى من الأحياء السكنية في قطاع غزّة ووسط حصار مشدّد يمنع فيه دخول الأغذية والأدوية للقطاع الذي يعاني من نقص في كل شيء تقريباً. وقالت وسائل إعلام فلسطينية إنّ 12 شخصاً أصيبوا بجراح في استهداف مسيّرة خيمة تأوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزّة. ق.د/وكالات تزداد الكارثة الإنسانية في قطاع غزّة قتامة مع استمرار الحصار الشامل منذ شهرين وسط تحذيرات دولية متزايدة من أن المجاعة باتت واقعا يفتك بالسكان لا سيما الأطفال الذين بدأت أجسادهم تذبل أمام أعين العالم. *كارثة صحية واسعة ومع نفاد الدقيق وإغلاق كافة المخابز واستنزاف برنامج الأغذية العالمي آخر ما تبقى لديه من إمدادات غذائية أصبح نحو مليونَي فلسطيني في غزّة مهددين بالموت البطيء جوعا وعطشا في ظل سياسة تجويع ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال. ومنذ أكثر من شهرين تتعرض غزّة لغارات جوية وبرية متواصلة رافقتها عمليات تهجير قسري واستهداف منظم للمخابز ومستودعات الأغذية ومحطات تحلية المياه مما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء والمياه بصورة خطِرة. وبرغم التحذيرات المتكررة فإن الاحتلال يواصل إغلاق جميع المعابر أمام قوافل المساعدات مما تسبب بتوقف عمل 25 مخبزا مدعوما من برنامج الأغذية العالمي منذ نهاية مارس الماضي. وفي ظل هذه الكارثة أفاد برنامج الأغذية العالمي أنه لم يتمكن من إدخال أي مساعدات غذائية إلى غزّة منذ أكثر من 7 أسابيع مؤكدا استنفاد كافة مخزونه الغذائي مما يضع سكان القطاع أمام خطر حقيقي بالموت الجماعي. وكشف دراسة حديثة أن سكان غزّة فقدوا ما معدله 18 كيلوغراما من أوزانهم نتيجة سياسة التجويع الممنهجة واضطر كثيرون إلى استهلاك أعلاف الحيوانات ومواد بديلة للطعام مما تسبب بانتشار أمراض خطِرة وأضرار صحية جسيمة. المأساة تتعمق مع تسجيل أولى ضحايا الجوع حيث وثقت الجهات الصحية 52 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية والجوع بينهم 50 طفلا في مؤشر مخيف على دخول غزّة مرحلة المجاعة الكاملة. * مسؤول أممي: نشهد فظائع يومية في غزّة في مواجهة هذا الانهيار الإنساني أطلق عدد من كبار مسؤولي الإغاثة نداءات عاجلة لفتح المعابر فورًا محذرين من أن غزّة مقبلة على كارثة غير مسبوقة . وقال كبير مسؤولي مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال إن العالم يشهد فظائع يومية في غزّة في إشارة إلى حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في القطاع. وحذر ويتال في لقاء جمعه مع صحافيين في غزّة السبت قائلا: الأيام المقبلة في غزّة ستكون حرجة. لا ينجو الناس في غزّة من لا يُقتلون بالقنابل والرصاص يموتون ببطء في إشارة إلى حالة الجوع الشديد ونقص الإمدادات. وأوضح ويتال أن منظمات الإغاثة الإنسانية في غزّة غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمدنيين بسبب تدمير خطوط الإمداد مضيفا أن المستشفيات غير كافية والإمدادات الطبية آخذة في النفاد. وأشار إلى أن الأسر النازحة ليس لديها مكان يأويها وأن النفايات الصلبة تتراكم في الشوارع ولا توجد مواد لتنظيفها. وأكد أن جهود الإنقاذ مستحيلة بدون وقود وأن المدارس مدمرة أو غير صالحة للاستخدام مضيفا: لا يوجد مكان آمن في غزّة اليوم . وشدد المسؤول الأممي على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني وعمال الإسعافات والصحفيين على غرار المدنيين. وأضاف أن العاملين في المجال الإنساني وعمال الإسعافات والصحافيين يُقتلون في حرب يبدو أنها تُخاض بلا حدود . وتابع: في الواقع هذه لا تبدو وكأنها حرب. يقول لي الناس في غزّة إنهم يشعرون وكأنه تفكيك متعمد للحياة الفلسطينية على مرأى من الجميع ويتم توثيقه كل يوم من قبل الصحفيين الفلسطينيين . ولفت ويتال إلى استخدام الاحتلال المساعدات الإنسانية سلاحا وقال: إن حرمان المساعدات الإنسانية لا يمكن تبريره ولا ينبغي استخدامه سلاحا على الإطلاق . وأضاف: رأينا مرضى يتم إبعادهم من المستشفيات بعد قصفها. نرى كل يوم أفراد الأسر والأصدقاء يُقتلون أو يُهجرون. معكم (أنتم الصحفيين) نشهد الفظائع اليومية . 51 شهيداً في 24 ساعة الى ذلك أفادت وزارة الصحة بغزّة بوصول 51 شهيدا (منهم 11 شهيد انتشال) و115 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال ال24 ساعة الماضية ما يرفع حصيلة العدوان إلى 52 243 شهيدا و117 639 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023 فيما بلغت حصيلة الضحايا منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي (2 151 شهيدا 5 598 إصابة). أونروا تعلن نفاد إمداداتها من الطحين في غزّة في غضون ذلك أعلنت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا امس الأحد نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزّة. وقالت الوكالة في منشور على حسابها بمنصة إكس : أعلن برنامج الأغذية العالمي في 25 افريل نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في غزّة. كما نفدت إمدادات الطحين من أونروا في وقت سابق من هذا الأسبوع . وأوضحت أونروا أن لديها حوالي 3000 شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة جاهزة للدخول إلى غزّة غير أن الاحتلال يمنع دخول شاحنات المساعدات. وشددت المنظمة على أنه يجب رفع الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع منذ سنوات. وقالت الوكالة الأممية إن الجوع يتفاقم في غزّة موضحة أن أهالي القطاع بمن فيهم الأطفال يأملون في الحصول على بعض الطعام للبقاء على قيد الحياة عبر ما توزعه المنظمات الخيرية من وجبات دافئة . الغرفة التجارية بغزّة: انهيار كارثي في المنظومة الاقتصادية من جهتها قالت الغرفة التجارية بغزّة إن الأهالي في القطاع يعانون تجويعاً وتعطيشاً متعمداً يتخذهما الاحتلال سلاحاً ضد المدنيين مشيرة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 527 جراء منع دخول السلع والمساعدات. وأضافت: هناك انهيار كارثي للمنظومة الاقتصادية جراء الحصار. الوضع الحالي ينذر بكارثة اجتماعية وإنسانية طويلة المدى .