أشاد بجهود الأمن الوطني - قال كمال رزاق بارا، المستشار لدى رئاسة الجمهورية، متحدّثا عن الإرهاب الدولي إن أثار العولمة لها علاقة بالتطرّف العنيف، حاثّا على ضرورة وضع خطط واستراتيجيات لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن ذلك (أوجب على الدول رسم استراتيجيات وطنية لمكافحة الإرهاب، والتي تعدّ من عمل الهيئات المكلّفة بالأمن القومي على مستوى هذه الدول)، وأضاف أن من محاور هذه الاستراتيجيات الاهتمام في جوهرها بكافّة جوانب الحياة في المجتمعات، منها ما تعلّق بالحرّيات العامّة والفردية التي تعدّ أساسيات احترام حقوق الإنسان. ذكر كمال رزاق بارا أمس لدى تنشيطه محاضرة حول مكافحة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان بالمدرسة العليا للشرطة حضرها مدراء ورؤساء المصالح المركزية للأمن الوطني، إطارات وطلبة شرطة ونقلت فعالياتها على المباشر بواسطة نظام (Vision-Conférence) إلى كلّ من مدرسة الشرطة (الطيبي العربي) بسيدي بلعباس ومدرسة الشرطة (الهادي لخذيري) بعنابة، أنه في الوقت الرّاهن الذي يعرف الاهتمام بحقوق الشعوب، إذ يطغى الطابع المركزي لحقوق الإنسان، ممّا يدعو الدول والمجتمعات إلى حمايتها والسهر على رعايتها رغم الرهانات المتعدّدة التي تحوم حولها، كتعدّد المرجعيات لحقوق الإنسان، إذ لكلّ حضارة مرجعيتها التي تعود إلى دينها وثقافتها وموقعها الجيو-استراتيجي على المستوى المحلّي والإقليمي والدولي. وفي نفس الإطار، اعتبر المحاضر أن ضمان حقوق الإنسان يكون بحتمية الرّجوع الدائم إلى القِيّم الإنسانية الكونية وإلى الضمانات القانونية التي تفرضها مختلف التشريعات، والتي تسمح بالتمتّع الكامل بحقوق الإنسان الجماعية والفردية، موضّحا أن الجزائر وصلت إلى مستوى متقدّم في مجال احترام حقوق الإنسان في كافّة المجالات التي ترتبط بالحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع، إذ صادقت الجزائر منذ الأيّام الأولى من استقلالها بموجب دستورها الصادر في سنة 1963 على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولازالت إلى حدّ الساعة تناضل من أجل المزيد من الضمانات والحماية لحقوق الإنسان. وفي ردّه على سؤال حول ركائز الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب أكّد المتحدّث أن الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب الرّامية في هدفها إلى حماية حقوق الإنسان تستند أساسا على أربعة ركائز مهمّة تتمثّل في التخلّص من الشروط والظروف المؤدّية إلى الإرهاب والوقاية ومكافحة الإرهاب، إلى جانب تقوية قدرات الدول لمكافحة الإرهاب بوضع قوانين وتشريعات ملائمة. أمّا عن حماية حقوق الإنسان في إطار مكافحة الإرهاب، ويقصد بالحقوق هنا على حدّ تعبير المحاضر الحقّ في الحياة، الحقّ في السلامة الجسدية والعقلية لمنع كلّ أشكال التعذيب والحقّ في ضمان المحاكمة العادلة، وهي حقوق غير قابلة للانتقاص مهما كانت الظروف. كما تطرّق مستشار رئاسة الجمهورية إلى النتائج الإيجابية للمصالحة الوطنية التي سمحت بالنهوض بالجزائر واستعادة دواليب التنمية، معتبرا أن التجربة التي مرّت بها الجزائر من بدايتها إلى آخرها تعدّ درسا يحتذى به وتبنى عليه استراتيجيات الدول في مكافحة الظاهرة، كما قال إن المقاربة الجزائرية بقيت قدوة يحتذى بها من طرف الكثير من الدول. بارا يشيد بالأمن الوطني من هذا المنطلق، أشاد كمال رزاق بارا بالحرص البالغ والجهود الجادّة للّواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، المبذولة في مجال احترام حقوق الإنسان في صفوف الأمن الوطني، بداية بالتهيئة الملائمة لقاعات الاستقبال بمقرّات الشرطة إلى غاية إرساء قواعد إنسانية وأخلاقية ترافق المشتبه فيهم طيلة مراحل تقدّمهم أمام الجهات القضائية واحترام كرامة المواطن في التعاملات اليومية مع مصالح الشرطة. كما أوضح المحاضر أن الشرطة الجزائرية تعتمد منذ السنوات الأخيرة على خلق آليات أنسنة طرق وإجراءات إنفاذ القانون وتنفيذ الأوامر القضائية بالحفاظ ودون الإخلال بحقوق المتقاضين مع السهر على احترام السلطة القضائية. مدير الشرطة القضائية يكرّم مستشار رئاسة الجمهورية في ختام المحاضرة، كرّم مدير الشرطة القضائية مراقب الشرطة بوهدبة عبد القادر قارة، مستشار رئاسة الجمهورية كمال رزاق بارا، آملا هذا الأخير في رؤية المزيد من الإنجازات للأمن الوطني بما يكفل بسط الطمأنينة والسكينة في المجتمع.