مختصّون يناقشون (الآفة) خلال يوم تحسيسي في بومرداس: تحدّث أمس مسؤول خلية الإصغاء ووقاية صحّة الشباب بديوان مؤسسات الشباب لبومرداس بوعلام قاصب مطوّلا عن ظاهرة التدخين في المجتمع الجزائري، خاصّة وسط الشباب، فيما فسّر الطريقة المثلى من للإقلاع عن التدخين، مركّزا على ما أسماه التربية النّفسية ورفع الوعي. ل. حمزة قال بوعلام قاصب خلال مداخلة له أمس في إطار الحملة التحسيسية والتوعوية حول الأخطار الناجمة عن استهلاك التبغ وأضرار التدخين على المدخّن نفسه وعلى المحيط وخطورة التدخين في الأماكن العامّة وذلك إحياء لليوم العالمي دون تدخين الموافق ل 31 ماي من سنة، إنه يمكن استهداف مشكلة التدخين بشكل فعّال من خلال أسلوبين للتربية النّفسية وهما التدخّل المعرفي والمقابلة الدافعية لرفع الوعي بالنواتج السلبية لسلوكه ولخلق التنافر المعرفي التكيّفي، وأنه لابد من أن يكون المعالج النّفسي على وعي بأن المريض قد يدافع عنه نفسه وينكر أن تكون لديه أيّ مشكلة يمكن استهداف المعوقات بفعالية من خلال استخدام المقابلة الدافعية، وأن يقدم التربية النّفسية للمريض بشكل محايد لا حكمي ولا جدلي. * تقنيات خاصّة ذكر ذات المختصّ أن من تقنيات التربية النّفسية تقنية إعادة البناء المعرفي، حيث أنه إذا كان تكرار وأهمّية المعارف غير المتناغمة تتفوّق على تكرار وأهمّية المعارف المتناغمة فمن المحتمل أن يتغيّر السلوك. وأضاف المختصّ أن هناك نموذجا لوصف كيف يغيّر النّاس هذه السلوكيات الإشكالية من خلال مراحل تتمثّل في مرحلة ما قبل التأمّل، حيث أن الأفراد الذين لا يفكّرون في التوقّف عن التدخين ولا يهتمّون بالتغيير يمكن اعتبارهم في مرحلة ما قبل التأمّل. من المفيد لهؤلاء المرضى البدء برفع مستوى الوعي بالمخاطر والمشكلات المرتبطة بالسلوكيات الحالية، وهذا من خلال المرحلة التالية وهي مرحلة التأمّل، حيث متى أصبح النّاس على وعي بالنتائج السلبية لسلوكياتهم فإنهم يدخلون إلى التأمّل، وهذه هي المرحلة التي يعتبرون فيها إذا ما كان عليهم تغيير سلوكياتهم أم لا. هنا، يقارن الأفراد بين مميّزات وعيوب التغيير مقابل عدم تغيير سلوكياتهم الإشكالية، مشيرا أن المرضى في هذه المرحلة متأرجّحون لأن هناك صراعا بين مبرّرات التغيير مقابل الاستمرار في التعاطي، ثمّ مرحلة الإعداد لأنه متى قلّ الصراع الداخلي فإن التأرجح ينحصر أيضا، ثمّ يقوم المرضى بعمل تعليقات مثل (ينبغي أن أقوم بعمل شيء بهذا الخصوص، لكنّي لا أعرف ماذا أفعل) وتعرف بمرحلة الإعداد وهي نافذة للأمل. مرحلة الفعل لأنه متى أصبح المرضى مستعدّين لتغيير سلوكياتهم فإنهم هنا يدخلون في مرحلة الفعل للتغيير من أجل تتبع أهدافهم، ثمّ مرحلة الإبقاء أو الصيانة، حيث ينمّي المرضى عادات جديدة ويحافظون عليها. وأخيرا مرحلة الإنهاء، حيث يصل إليها الفرد عندما لا يكون هناك أيّ إغراء أو يكون على قناعة بعدم النكوص إلى الأنماط المعرفية أو السلوكية اللاّ تكيّفية القديمة، ولكي يحافظ الخاضعين لهذا النمط العلاجي على تحسّنهم ولا ينتكسون إلى الأنماط القديمة من السلوك مرّات عديدة لابد وأن يرفق هذا النموذج العلاجي بالمقابلة الدافعية أو العلاج النفسي للتعزيز الدافعي. وأضاف ذات المتحدّث: (أمّا المقابلة الدافعية [العلاج النّفسي للتعزيز الدافعي] فهي مفيدة في رفع الوعي بالنتائج السلبية للسلوكيات اللاّ تكيّفية [في حال التدخين] وفي زيادة اللاّ تناغم بين الأهداف الشخصية والقيم والمعتقدات لدى المتعاطي من جهة [الاستمتاع بالحياة، الرغبة في أن يكون محبوبا، أن يكون فردا فعّالا في المجتمع، التمتّع بصحّة جيّدة وهكذا] وسلوكياته المتنافرة واللاّ تكيّفية [التدخين الذي يؤدّي إلى مشاكل أسرية واحتقار الآخرين له والإصابة بالمرض]). فالعلاج النّفسي للتعزيز الدافعي -حسب بوعلام قاصب- هو عبارة عن تدخّل موجز مشتقّ من مراحل نموذج التغيير لبروكاسكا ورفاقه يستهدف مباشرة دورة التغيير ويساعد المرضى في التحرّك نحو التغيير، صمّم لمخاطبة التأرجح في المراحل الأولى من التغيير من خلال انتقال المرضى من التأمّل إلى الفعل، كما اعتبر أن تقديمه في سياق اجتماعي -في إطار الدعم الاجتماعي- ضرورة مُلحّة لتمكين المريض من عدم الانتكاس إلى الوراء.