لا تكاد تنتهي الأشغال بالأرصفة حتى نشاهد أشغالا أخرى مما جلب الملل للراجلين المتنقلين عبرها من دون أن ننسى احتلالها من طرف البعض، فالأرصفة تضمن سلامة المتنقلين في كل الأحوال، لكن الاستغلال غير القانوني لها دفع بالمتنقلين إلى الخطر، فعادة ما يستغلها أصحاب الورشات بوضع الرمال والبلاط أمامها دون أن ننسى استغلالها غير المشروع من طرف أصحاب المحلات مما أدى أيضا إلى تنقل العابرين وسط الطريق والمخاطرة بأنفسهم، فيعلم الكل أن الوظيفة الأساسية لمختلف الأرصفة هي تنقل الراجلين عبرها من أجل ضمان الحماية وتجنب احتكاكهم بالسيارات عبر الطرقات، إلا أنها باتت في الآونة الأخيرة مكانا لكل شيء، لعرض السلع وركن السيارات واصطفاف الآجر والبلاط أمام بعض فيلات الخواص، مما يضطر الراجلين إلى النزول إلى الطرقات لاستكمال مشوارهم وتفادي العبور منها بل يستحيل العبور منها بسبب امتلائها بمختلف السلع، وهي الصورة التي ينزعج منها المواطنون في كل مرة بحيث تم احتلال مختلف الأماكن وسطت الظاهرة حتى إلى الأرصفة كأماكن كان من الواجب تركها لوظيفتها الأساسية في التنقل وعبور المواطنين، لكن الملاحظ أن الفوضى ملأتها من كل جانب وصار المتنقل مجبرا على النزول إلى الطريق ومواجهة خطر السيارات بسبب امتلاء الأرصفة عن آخرها بمختلف الأشياء. اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم فبينوا استياءهم من تلك الظاهرة التي عمت مختلف النواحي، بحيث صارت تلك الأرصفة مكتظة ولا تسع لتنقل الأشخاص عبرها ما وضحته السيدة فريال التي قالت إن الأرصفة لم تعد مخصصة للراجلين مثلما عهدناه بل استغلت من طرف أصحاب المحلات في نصب سلعهم بمحاذاة المساحة التي تحاذي محلاتهم وكأنها ملكيتهم الخاصة دون أن ننسى أصحاب الورشات والخواص الذين جعلوا من الأرصفة أمكنة لوضع سلع البناء والبلاط مما يعرقل حركة سير العابرين ويدفع بهم إلى الطرقات، وقالت إنها في مرة أوشكت على السقوط بعد أن تفادت الآجر وفي نفس الوقت تفادت السيارات فوجدت نفسها على حافة الرصيف وسترها الله من السقوط ورأت أنه من الضروري إزالة تلك الظاهرة ومنعها والعمل على إخلاء الأرصفة المخصصة للمشي لا لركن السيارات واصطفاف السلع. أما سيد آخر من بلكور فقال إن الأرصفة صارت تطبعها العشوائية من كل جانب وأضحى الماشي عبر شوارع العاصمة مضطرا إلى النزول والمشي عبر الطرقات لتجنب مختلف الأشياء الموضوعة عبر الرصيف مما يجلب الخطر، فعلى السلطات المحلية أن تنظر إلى ذلك الجانب وتعمل على إخلاء الأرصفة من كل تلك الملحقات وتنظيفها وجعلها مسخرة للعابرين. كان هو المطلب الوحيد الذي أجمع عليه كل من تقربنا منهم وهو ضرورة تطهير الأرصفة وإعادة صورتها الأولى، وعلى الرغم من الشروع في تطبيق ذلك الإجراء إلا أنه ما فتئت أن عادت الصورة الأولى التي مل منها المتنقلون ولحق الأمر حتى إلى المخاطرة بهم ورميهم العمدي وسط الطرقات بسبب الأفعال اللامسؤولة الصادرة من البعض.