- الأعراس بين الأمس واليوم- قاعات الحفلات تُبخّر نكهة الأعراس قاعات الحفلات صارت شرطا ضروريا في أعراس اليوم فشرط إقامة الزفاف في قاعة فاخرة هو من الأمور التي لا تقبل النقاش في الوقت الحالي إذ ترى العائلات أن إقامة الأعراس في القاعة ينقص من التعب بحيث تكون القاعة مجهزة بكل مستلزمات العرس على خلاف البيوت إلى جانب أن إقامة العرس في القاعة من شأنه أن يضمن بقاء البيوت على حالها خاصة لما تخلفه الأعراس من فوضى لاسيما في يوم الزفاف. لكن الجانب السلبي وما فيه أن قاعات الحفلات سببت تقليص فترة العرس التي كانت في وقت مضى تدوم لسبعة أيام كاملة ويميزها حضور الأقارب ببيت العرس أما اليوم فتقلصت المدة إلى سويعات يقضيها الأقارب في قاعة الحفلات مما غيّب نكهة العرس وقضى عل ذكرياته الجميلة لتي كانت لا تنسى في وقت مضى بحيث يستمتع أهل العرس بكل دقيقة من فترة العرس مع الأقارب والأحباب الذين يشاركونهم الفرحة. تقربنا من بعض النسوة لمعرفة وجهات نظرهن في النقطة المثارة فكانت الآراء تصب في وعاء واحد تلخصت في كون قاعات الحفلات قضت نوعا ما على نكهة وأجواء الأعراس الجزائرية وأضحت تقلص فترة العرس ولا تسمح للأقارب بالالتقاء ومشاركة العريس والعروس فرحتهم مما قضى نوعا ما على علاقات القرابة وأضحى يهددها من كل جانب. تقول الحاجة الضاوية إن أعراس الأمس كانت تدوم لفترة طويلة لا تنزل مدتها عن سبعة أيام مما يعطي الفرصة أكثر للاستمتاع بأجواء العرس على خلاف أعراس اليوم التي اختزلت فترتها كثيرا مما أثر على الروابط الأسرية وأضافت أن ابنتها سوف تزف قريبا وبرمجت لعرس تقليدي محض يدوم لفترة ويجتمع فيه الأحباب والأقارب فهي لن تتخلى عن أعراف الأجداد على حد قولها على غرار عادة الحناء التي ستربط لابنتها ليلة قبل زفها إلى بيت عريسها وستتم من طرف أهل العريس ليلة الأربعاء إلى جانب عادة ذهاب العروس إلى الحمام الذي سوف يكون يوم الثلاثاء دون أن ننسى عرف (التشوار) ببيت العريس الذي يكون يوم بعد جلب الكبش للعروس لتضيف أنها كلها أعراف تتميز بها الأعراس الجزائرية وجب عدم الخروج عنها مما يضمن استمرار العرس لسبعة أيام كاملة على خلاف ما نراه اليوم لدى بعض العائلات التي لا تستغرق فيها أجواء العرس وبهجته إلا سويعات معدودة في قاعة الحفلات مما قد يفوت فرصة الوقوف على ذكرياته ولحظاته الجميلة. هو نفس ما راحت إليه الآنسة لمياء التي قالت إنها ضد تقليص فترة العرس وتفويت فرصة الحضور على الأقارب وأضافت أنها ستتزوج قريبا وهي ستلتزم بالقيام بكل العادات والتقاليد التي كانت تطبع أعراس الأمس وكان طعمها خاصا على خلاف أعراس اليوم التي صارت تختزل في أمسية يقضيها المدعوون في قاعة الحفلات وبعد سويعات معدودة يفترق الجميع هو ما لا يعجبها لذلك اختارت إحياء بعض العادات من أجل الاستمتاع بعرس حقيقي تتقاسم أجواؤه البهيجة مع الأقارب والأحباب. السيدة فهيمة قالت إن حياة السرعة في الوقت الحالي فرضت على العائلات شرط التقليص في كل شيء خاصة مع ارتباطات العمل وأعباء الحياة الأخرى الأمر الذي انقلب أيضا بالسلب على الأعراس وقلص فترتها ولم تعد تمكث إلا لسويعات في قاعة الزفاف وهي ترى أن الأمر يكون تبعا لظروف العائلات فمن العائلات من تمتلك الوقت ولازالت تحافظ على عادات الأعراس التي تستغرق أكثر من يوم وقد تصل إلى سبعة أيام فلكل ظروفه التي تحكم على مسار حياته. لكن ومهما تعددت الآراء ليس هناك مثيل للأعراس التي كانت تقام بالبيوت وبالأسطح فهي على الرغم من بساطتها كانت تجمع الأقارب للاستمتاع بأجواء رائعة لا تنسى على خلاف القاعات التي أضحت تمر فيها الأعراس في لمح البصر.