أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، السيدة حورية مداحي، التزام الجزائر بتعزيز البنية التحتية السياحية وتشجيع استثمار مستدام يوازن بين متطلبات العصرنة والحفاظ على الأصالة والثوابت الوطنية، وذلك في كلمة لها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة المصادف ل27 سبتمبر من كل عام، والمنظم هذه السنة تحت شعار "السياحة والتحول المستدام". واعتبرت الوزيرة أن هذا الموعد يمثل فرصة للتأكيد على الالتزام الجماعي بضرورة تطوير السياحة كقطاع حيوي ورافد اقتصادي وثقافي أساسي في مسار التنمية المستدامة، مبرزة أن الجزائر تحتفل بهذا اليوم أسوة ببقية دول العالم إيمانا منها بقدرة السياحة على أن تكون قوة للتغيير الإيجابي، وعلى فتح آفاق جديدة للتحول نحو ممارسات مبتكرة ومستدامة قادرة على خلق مناصب شغل وتنشيط الاقتصاد المحلي. وأضافت أن السياحة تسهم أيضا في تعزيز الروابط بين الشعوب والثقافات، وتلعب دورا محوريا في صون التقاليد المتنوعة التي تشكل رصيدا حضاريا للجزائر. وشددت السيدة مداحي على أن الدولة تولي اهتماما خاصا بدعم وتمكين فئات المجتمع المختلفة باعتبارها الركيزة الأساسية في بناء مستقبل سياحي مستدام، وذلك من خلال الاستثمار في الطاقات البشرية وتأهيلها، وتعزيز إدماجها في مختلف المجالات ذات الصلة. كما أشارت إلى أن الجزائر تراهن على جعل المشاريع السياحية قاطرة للتنمية المحلية ومحركا للتشغيل، عبر توفير آليات التمويل المناسبة، وإنشاء ومرافقة الحاضنات، وإقامة شراكات مع هيئات دولية، فضلا عن تشجيع الابتكار والتكنولوجيا وتنظيم المعارض الدورية التي تتيح لأصحاب المؤسسات وحاملي المشاريع إبراز قدراتهم. وفي ذات السياق، أبرزت الوزيرة أن الجزائر تعمل على إرساء مقاربة تقوم على تعزيز البنية التحتية السياحية وتشجيع الاستثمار المسؤول الذي يترجم مؤشرات سياحة جزائرية أصيلة، تمزج بين الحداثة والمحافظة على الثوابت الوطنية. كما أكدت على ضرورة تكثيف الجهود لخدمة أهداف السياحة المستدامة من خلال رفع وعي المجتمع الدولي بأهمية هذا القطاع وقيمته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واعتماد إدارة ذكية للمقومات السياحية قادرة على الحد من الآثار البيئية والاجتماعية والثقافية السلبية. وفي ختام كلمتها، دعت السيدة مداحي جميع الشركاء والمؤسسات السياحية والمستثمرين إلى الانخراط الفعلي في مسعى بناء سياحة مسؤولة ومستدامة، والعمل على اكتشاف الجزائر كوجهة أصيلة تتميز بتنوعها وغناها، بما يجعلها نموذجا سياحيا يحترم الإنسان ويحافظ على البيئة في آن واحد.