أمور مشبوهة ومشاهد عنف الأفلام الكارتونية.. خطر على الأطفال انتشرت في الآونة الأخيرة القنوات الفضائية المخصصة للأطفال والغريب أنها في تزايد رهيب فبين الفترة والأخرى نلاحظ ترددات لقنوات جديدة تدخل حيز البرمجة لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هذه القنوات تغربل جيدا ما تقدمه للطفل بغية تنشئته تنشئة سليمة أم تجعله وعاء لإفراغ السلبيات والأمور المشبوهة وتغذية عقله الصغير بمختلف السموم؟! وبذلك تكون قد حادت عن غايتها ورسالتها التربوية. ي. آسيا فاطمة للأفلام الكرتونية الموجهة للأطفال تاريخ طويل جدا فهي تعود لعشرينيات القرن الماضي أي مع بداية ظهور التلفزيون ولعل بداية تطورها وانتشارها كان بفضل الشخصية (ميكي ماوس) لوالت ديزني وقد كان مضمونها في ذلك الوقت هو التسلية والفكاهة ولكن مع تطور وسائل الإعلام وانتشار القنوات الفضائية تغير مضمونها وباتت تدعو لما هو خطير جدا فقد باتت تعتبر سما مدسوسا في عقول الصغار بشهادة الأخصائيين. رموز (12-) أو(18-) مموّهة للأطفال بعض البرامج الكرتونية أو حتى بعض الأفلام الحقيقية الموجهة للمراهقين تضع رمز 12 أو 18 وهذا الرمز لا يعلم معناه الكثيرون فهو يقصد به أن هذا البرنامج لا يسمح بمشاهدته إلا من طرف أشخاص تجاوزوا سن الثانية عشر أو الثامنة عشر وهذا المعنى خطير جدا في الواقع أي أن الفيلم يحتوي على مشاهد ممنوعة على الأطفال الصغار ومحاولة منا لتقصي الوضع أكثر أردنا الاطلاع على بعض هذه الرسوم وكم كانت دهشتنا كبيرة بما يشاهده أبناؤنا يوميا فأول ما لفت انتباهنا هو كثرة المشاهد الدموية والعنيفة في هذه الأفلام وعلى رأي علماء النفس ومن مختلف الجامعات فإن لمثل هذه المناظر تأثير سيء على الأطفال فهي تجعلهم أكثر عنفا وعدوانية وليس لنا أن نوضح أكثر فيكفي أن نرى طباع أطفالنا اليوم حتى نعي مدى خطورة الأمر وكيف أثر هذا على سلوكهم أيضا ما لحظناه على ثياب أبطال هذه الرسوم وحتى الأفلام بأنها فاضحة جدا ومخلة بالحياء وهذا يؤثر كثيرا في رغبة الأطفال بالتشبه بأبطال هؤلاء الأفلام بمحاولة تقليد لباسهم كما أن المتجول يجد تشكيلات واسعة من الأدوات المدرسية التي تحمل صورا لهؤلاء والتي من شأنها أن تزيد من تعلق الأطفال والمراهقين بهم ولعل أكثر ما أدهشنا هو تلك اللقطات الخادشة للحياء التي يتم عرضها بين الفينة والأخرى والتي من شأنها إيقاظ الغرائز للأطفال وفي هذا الصدد تعالت أصوات المنددين الرافضين لمثل هذه الأفكار الخبيثة بدعوى صريحة لمقاطعتها ومنع الأطفال من مشاهدتها من خلال نشر لصور ومقاطع الفيديو الموضحة للسموم التي تبثها هذه القنوات. الرغبة في التقليد أدت إلى حوادث مميتة ! من المعروف عن الأطفال رغبتهم الشديدة في تقليد كل ما يؤثر فيهم فهم يقلدون كل ما يشاهدونه على التلفاز من رسوم متحركة وأفلام موجهة للصغار ولعل أفضل مثال عن هذا هو ما أقدم عليه طفل من مدينة تيزي وزو حيث أنه قتل نفسه تأثرا بشخصية المحقق كونان الشهيرة والجدير بالذكر بأن هذه الشخصية تحاكي في بعض الأحيان جرائم حقيقية ولكم أن تتصوروا إلى أي مدى يؤثر هذا على الأطفال هذا من جهة أما من جهة أخرى فإننا بتنا نلاحظ تغيرا كبيرا في طباع المراهقين اليوم فالواضح أنهم هم أيضا تأثروا بما يشاهدونه ليل نهار من أفلام تحمل طابع الفكاهة خارجيا ودعوة صريحة لكل ما هو مخل بالحياء داخليا وهذا ما أثار حفيظة الكل خاصة وأن هذه القنوات هي بطريقة غير مباشرة تحاول القضاء على أسس التعاليم الدينية فحربها الحقيقية هي مع الإسلام لأنها تحاول غرس ذهنية مختلفة في عقول الأطفال والمراهقين والملاحظ أن من يطلع على حال الأطفال اليوم من جراء المشاهدة الطويلة لهذه الأفلام الكرتونية التي تظهر في ظاهرها أنها موجهة للأطفال إلا أنه من يغوص في مشاهدتها يجد الكثير من المفاجآت المذهلة. الخبراء يدقون ناقوس الخطر لقد توالت التحذيرات والدراسات من مختلف البقاع المنددة بمحتوى هذه الأفلام فعلى رأس أهل الدين نجد الفقيه نبيل العوضي الذي نشر مقطعا لفيديو يحذر فيه الآباء من خطر الفيلم الكرتوني (سبونجبوب) وما يحتويه من أفكار شاذة من شأنها أن تؤدي لانحراف الطفل كما أن الدراسات التي قدمتها كبرى الجامعات العالمية أجمعت على أن مشاهدة الرضع المفرطة للتلفاز من شأنها أن تكون واحدة من أسباب مرض التوحد لأن الرضيع لا يستمع إلا لما يبث يوميا ويتكرر ليل نهار من طرف هذه القنوات فيصبح منعزلا عن العالم الخارجي ولا يتفاعل معه كما أن الإفراط في الجلوس أمام التلفاز أيضا يؤدي لزيادة عدوانية الأطفال وكذا ظهور بما يعرف بفرط النشاط لأن الشخصيات الكارتونية غالبا ما تكون جد نشيطة أيضا تشتت ذهن الأطفال ونقص تركيزهم أثناء الدراسة وغيرها من الأمراض. ولتفادي كل هذا وجب على الأهل مراقبة أبنائهم أكثر والاهتمام بمتطلباتهم وعدم حرمانهم من اللعب في الخارج والتفاعل مع الطبيعة حتى تنمو عقولهم بطريقة سليمة.