ضمن مسعاها لجعل بلادها قوّة كروية عظمى ملايين الأندية الصينية تغري (فقراء) أمريكا الجنوبية تفتقد إلى مكانة وهيبة وتاريخ برشلونة الإسباني أو تشيلسي الإنجليزي لكن الأندية الصينية تغري بملايينها لاعبين موهوبين من أمريكا الجنوبية ضمن مسعاها لجعل الصين قوّة كروية عظمى في الوقت الذي ينعم فيه الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار بأمجاد وأموال برشلونة فهناك (فيلق) لاتيني أقلّ شهرة يلبّي النداء القادم من الشرق حيث تعقد الصفقات الخيالية التي تبعد هؤلاء اللاّعبين عن شبح الفقر. يرى لويس باولو روزنبرغ الخبير الاقتصادي ونائب رئيس نادي كورنثيانز البرازيلي سابقا أن لاعبين من هذا النوع هم (فاعلون اقتصاديون بحتا) مضيفا: (طالما أنهم يحصلون على هذه الملايين فالأمر سيّان بالنّسبة لهم إذا كانت الصين تملك كرة قدم جيّدة أو سيّئة في حين وخلافا للأندية الأمريكية التي تستقطب نجوما كبار في أواخر مشوارهم الكروي مثل الإنجليزيين ديفيد بيكهام وستيفن جيرارد فإن الأندية الآسيوية تريد نجوما في قمّة عطائهم وهو ما جعل الأندية الصينية تدفع بشكل خاصّ أموالا طائلة للحصول على هؤلاء النّجوم في صفقات تضاهي من الناحية المادية تلك التي تحصل في البطولات الأوروبية الكبرى التي بدأت تخسر أيضا بعض نجومها اللاّتينيين لمصلحة الدوري الصيني مثل البرازيلي راميريش الذي انتقل من تشيلسي إلى جيانغسو سونينغ مقابل 31 مليون دولار ثمّ لحق به مواطنه ألكيس تيكسيرا بعدما تفوّق الفريق الصيني في معركته مع ليفربول الإنجليزي من أجل الحصول على خدمات هذا اللاّعب من شاختار دانييتسك الأوكراني مقابل 56 مليون دولار. كما انتقل الدولي العاجي جيرفينيو من روما الإيطالي إلى هيبي تشاينا فورتشون مقابل 18 مليون أورو في حين تعاقد شانغهاي شينهوا مع الدولي الكولومبي فريدي غوارين مقابل 13 مليون أورو قادما من إنتر الإيطالي. تطغى النكهة البرازيلية على الدوري الصيني الذي يضمّ 26 لاعبا من بلاد (السامبا) التي تزوّد دوري الدرجة الثانية الصيني ب 12 لاعبا آخرين حسب موقع (ترانسفرماركت) المتخصّص في تسجيل الانتقالات فيما كشفت وسائل الإعلام البرازيلية أن 134 لاعبا من بلادها مرّوا بالصين بين 2003 و2010. ويحلّل روزنبرغ هذه الظاهرة قائلا: (اللاّعب البرازيلي لا يبدأ مسيرته وهو يهدف إلى اللّعب مع المنتخب الوطني أو التوقيع مع برشلونة بل يبدأها وهو يفكّر في إيجاد حلّ لمشاكله الاقتصادية الناجمة عن خلفيته المتواضعة العديد منهم لديهم الكثير من الأقارب والأصدقاء الذين بحاجة إلى مساندتهم وبالتالي سيسعون للحصول على أكبر عائدات ممكنة). وفي الأيّام التي كانت فيها الانتقالات المماثلة نادرة جدّا توّج غوانغجو إيفرغراند بلقبه الأوّل في الدوري في العام الذي ضمّ خلاله لاعب الوسط الأرجنتيني داني كونكا في 2011 ثمّ كرت السبحة حتى وصل الأمر بأندية الدوري السوبر الصيني إلى إنفاق 314 مليون دولار خلال فترة الانتقالات الحالية حسب (ترانسفرماركت). يأتي ذلك في الوقت الذي وضع فيه الرئيس الصيني الحالي شي جينبينغ الذي يعتبر من أشدّ أنصار اللّعبة استضافة المونديال والفوز به هدفا له وهو يريد (تحويل الصين إلى قوّة رياضية عظمى كجزء من الحلم الصيني).