صراع رباعي على رئاسة إمبراطورية كرة القدم

تتجه الأنظار يوم الجمعة إلى مدينة زيوريخ السويسرية التي تحتضن انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تعلن بدء حقبة جديدة من خلال رئيس جديد للمنظومة الكروية الأكبر في العالم, سيحمل على عاتقه مهمة محو الصورة السيئة التي ألحقتها فضائح الفساد بالفيفا والتي كان من بين ضحاياها السويسري جوزيف بلاتير المتربع على عرش هذه الهيئة الكروية لمدة 17 عاما.
ويدخل السباق أربعة مترشحين بعد انسحاب الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل, ويتعلق الأمر بكل من : جياني إنفانتينو (سويسرا) والأمير علي بن الحسين (الأردن) والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة (البحرين) وجيروم شامبان (فرنسا). وستكون هذه المرة الثانية التي تصوت فيها اتحادات اللعبة ال209 لاختيار رئيس جديد للاتحاد الدولي لكرة القدم خلال تسعة أشهر, حيث عقدت ''الفيفا'' جمعيتها العمومية رقم 65 في مايو الماضي, وتم اختيار بلاتر مجددا ليتولى رئاسة الاتحاد لفترة خامسة, بعد الانتخابات التي فاز في أولى جولاتها على الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم, وذلك ب133 صوت مقابل 73, قبل أن ينسحب الأردني من جولة الإعادة.
ولكن بعد أربعة أيام فقط, وتحديدا في الثاني من جوان لعام 2015, أعلن بلاتر الاستقالة والدعوة لجمعية عمومية غير عادية لاختيار رئيس جديد للاتحاد, وقال بلاتر حينها : "على الرغم من الدعم الذي حصلت عليه في الانتخابات, فإن هذا الدعم ليس من قبل الجميع, لهذا أقدم استقالتي, وأتخذ هذا القرار لتحسين صورة الفيفا, لأن الفيفا تحتاج لإعادة هيكلة عميقة".
وبعد استقالته, وجهت النيابة السويسرية لبلاتر اتهامات مرتبطة بسوء الإدارة وخيانة الثقة, حيث كشفت التحقيقات أن بلاتر قام بدفع مليوني فرنك سويسري للفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ب"صورة غير مستحقة", لتقرر لجنة الأخلاقيات بالفيفا إيقافه عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم لمدة 8 سنوات, كما تم إيقاف بلاتيني هو الآخر لنفس الفترة (العقوبة تقلصت أمس الأربعاء إلى ستة أعوام), وكذلك الحال بالنسبة للأمين العام للفيفا الفرنسي جيروم فالكه الذي تم إيقافه لمدة 12 عاما, بسبب تورطه في مخالفات متعلقة ببيع تذاكر مونديال 2014.
وقطعت هذه العقوبة الطريق أمام ترشيح بلاتيني لرئاسة الفيفا, حيث أن محكمة التحكيم الرياضية رفضت وقف عقوبة نجم فرنسا السابق احترازيا, فيما لم تنظر اللجنة الانتخابية في أوراق ترشحه, ليتم استبعاده من السباق الانتخابي لرئاسة الفيفا.