الشيخ قسول جلول إلى وقت قريب كانوا يقولونا لنا إن البلاد الإسلامية تتميز عن غيرها من البلدان بالآذان فعندما تسمع الآذان تعلم بأنك في بلد إسلامي ويتميز الأشخاص بالوضوء والصلاة والتعاون والتراحم الخ .... لكن في السنوات الأخيرة ظهرت تعاريف جديدة في بلدان المسلمين كبداية لعودة الطائفية والملل والنحل التي جاهدها العلماء في قبرها ودفنوها وشعارهم.المسلمون !!! {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ}. بعض الناس يريدون أن ينتفعوا ويستغلوا ويريدون الإسلام لوحدهم لايشاركهم غيرهم فتارة بأسماء إضافية .... نحن أتباع محمد (المحمديون ...السلفيون...الإخوان ....الصوفيون ....الخ وتارة أخرى بلباس سموه اللباس الإسلامي !!!). محطات التزود بالحقد والتشدد والكراهية وكميلاد لهذا الصراع القديم الجديد المتجدد!!أصبحنا نسمع في بلادنا: العرس الإسلامي !؟ ...الزواج الإسلامي ؟!.اللباس الإسلامي !..الدفن الإسلامي !...العائلة المسلمة !.. الأخ المسلم !...الأخت المسلمة ! قاعةالحفلات إلإسلامية !.....شواطيء إسلامية !.الخ هذا تميز على من ؟...وهذا تصنيف على من ؟! وسيأتي يوم ونقول هذا المسجد الإسلامي !!!! نبقى في اللباس الإسلامي تحديده شكله ولونه للرجال وللنساء .....يحمل في طياته توجها جديدا وثقافة جديدة لا تعكس ثقافتنا والكلام عنه أصبح من المسلمات بأدلة دينية لا تحتمل التأويل فهي قطعية الدلالة قطعية الثبوت والخروج عنها حرام !!!جفت الأقلام ورفعت الصحف. وإذا كان اللباس الجزائري لايسمونه إسلاميا بل يسمى تقليدي رغم ما فيه من المواصفات الإسلامية للنساء وللرجال على حد سواء أين نضع هذا التساؤل ؟؟ أصبح الصراع على أشده في ولائمنا وفي أعراسنا ....وحتى في تأبين موتانا وتشييع جنائزنا !! فتشتت العائلات وحل محلها الكراهية بين الإخوة والأخوات الإخوة الأعداء ! وتفرقت الأسر كأن المقاطعة حلت في مجتمعنا. هؤلاء يريدون وأولائك يريدون !! أقول ما من إنسان على وجه الأرض في القارات الخمس من أيّ ملة ونِحلة ودين أرضي أو سماوي من أية طائفة من أي مذهب عند الموت تنكشف له الحقيقة التي جاء بها الأنبياء. (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ الآية)(22) وأصبح كل فريق يدعي أنه الحق وسبب خصومتهم إسلامهم .... فإسلامنا تصحيحي توضيحي ......فمن خالفنا لا نريده بل ننزع عنه حصانة الإسلام !!.....لا يتزوجوا منا ولا نتزوج منهم لا نسلم عليهم لا نرد عليهم السلام لا نصاحبهم لا نناصحهم كأنها المقاطعة الاجتماعية التي سلطها المشركون على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه اجتمعوا في خيف بني كنانة في مكان في وادي المحصب فتحالفوا على بني هاشم وبني المطلب ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يجالسوهم ولا يخالطوهم ولا يدخلوا بيوتهم ولا يكلموهم. والله أشد أنواع المقاطعة التي يقومون بها اتجاه الأخرين من مقاطعة قريش لرسول الله. وألا يقبلوا من بني هاشم صلحاً أبداً وألا تأخذهم به رأفة حتى يسلموا محمداً للقتل. سبحان الله كأنها تتكرر اليوم مع الذين نصبوا العداء لمجتمعهم !!! بل أن مقاطعة المشركين لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه دامت ثلاث سنوات وهؤلاء مقاطعتهم قد تدوم عقود وعقود لا يتنازلون عن ما اعتقدوه ويعتبرونه أنه الحق المبين ؟ والفريق الآخر أيضا لا يتنازعون عن ماألفوه في المجتمع فهم يحافظون على موروثهم الثقافي ومرجعيتهم الدينية ويعتبرون ذلك هو الحق المبين !! فكيف العمل إذا يا علماء الدين ؟ وياعلماء الاجتماع ؟ يا ساسة يا كرام !!!نحن بحاجة إلى ما يعرف بالبديل الثالث !! البديل الثالث للتقارب فيما بيننا لإزالة الأحقات والعصبية فهي قواعد للتغيير والنجاح وأفكار واقعية وموضوعية يمكنها أن تحدث التغيير فينا عند تطبيقها بعض العلماء يقدمون أفكار التغيير والنجاح بطريقة وعظية ظنا منه أنه قد قدم ما فيه إلهام للقارئ لاتخاذ طرق في الحياة تجعل منه رجلا صالحا أو مجتمعا صالحا فهو في واد وواقع الناس في واد آخر فالحاجة ماسة إلى هذه الأفكار مع كثرة التحديات وتعقيدات الحياة فهو يعطينا مفاتيح وأفكار للتواصل في البيت أو المجتمع أو العمل ويفتح لنا باب رؤية جديدة قائمة على إشراك الجميع في دائرة حوار مفتوحة تأسيسا للتعاون على البر والتقوى بالحوار والمناقشة لإثارة الفكرة وتوليد أفكار وبمبدإ التعاون على البر والتقوى التي تنتج واقعا جديدا أفضل بكثير من الواقع الذي نعشه وتذيب جليد الحقد والكراهية بين الناس ... بعض الناس يلجأون ويدعون إلى الحلول الوسطية ولا يعرفون أن الفرق بين الحل الوسط والتعاون على البر والتقوى هو أن الحل الوسط يفقد كل طرف شيئا من مطالبه. حياة جديدة والتعاون على البر والتقوى يعطي نتيجة جديدة للاختلاف حيث يثير كل الأطراف بوعد جديد وتغيير جديد .. وبالتعاون بين البشر يستطيعون فعل أشياء لا يتخيل أحدهم إمكانية فعلها وفقا لقدراته الفردية ...فالمؤمن بأخيه فالأسرة الجزائرية أفضل مثال على التعاون على البر والتقوى وخلاصة كل أسرة أنها كانت تبنى على الحب والتعاون على البر والتقوى وآخرون يريدون إقصاء الآخر !!... أصحاب هذا التفكير لا يرون الآخرين على أنهم بشر مثلهم بل لا يرون فيهم إلا الإيديولوجيات فلا يرغبون حقا في الاستماع ولا يقدرون وجهات النظر المختلفة ووسيلتهم الهجوم فقط .. !! والعنف فقط !! علما أن القاعدة تقول: (أنا أحتاج لك حتى أكون أنا وأنت تحتاج لي حتى تكون أنت) لقد سلبت الحضارة المعاصرة البشر حرياتهم ليس لأن ثقافة معينة تكبت ثقافة أخرى بل لأننا فقدنا الخيال لمعنى الرؤية وللمعنى الحقيقي لتلك القدرات وسلبت منا التعاون بمفهومه الإنساني فالحكماء لا يكبتون الصراع أو ينكرونه بل يعتبرونه فرصة للتقدم للأمام ويعرفون أنه لا يوجد نمو أو اكتشاف أو إبداع ولا سلام بدون طرح الأسئلة المثيرة للهمم!!!ومما يقوي هذا الأسلوب الحوار والتواصل وعدم الإقصاء. ما هي النتيجة العملية للاستماع المتفهم ؟ إذاً التعايش بلغة العصر مطلوب أن تحاور أن تتعاون مع أخيك المسلم وأن تهنئه بمولود جاءه وأن تقدم له هدية كل هذا مطلوب شرعا كل إنسان له مع ربه علاقة هو حر في أن يقيمها في أعلى مستوى وينبغي أن يكون منهج الله عزوجل مطبقاً في الأرض ومنهج الله يتسع لغير المسلمين فكيف بالمسلمين الذين جعلوا في اختلاف المسلمين تجارة رائجة يبيعون ويشترون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.