الرزقُ في اللغة: مايُنتفع به يُقال رزق الخلقَ رَزقًا ورِزقًا فالرَزقُ بفتح الراء هو المصدر من رَزْق. والرِزق بكسر الراء هو اسم يُعبَّر به عن المصدر ويُقال: رِزقًا اسم المصدر ويستخدم أحيانا موضع المصدر الأصلي. ويُجمع رِزق ورَزق على أرزاق والرزاق من أبنية المبالغة على صيغة فعَّال. ورود الاسم في القرآن والسنة: ورد اسم الله الرزاق مفردًا مرة واحدة في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58] وقد قُرِئ الرازِق ها هنا في في قراءة ابن مُحيصن وغيره {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّازِقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58] وورد بصيغة الجمع خمس مرات منها قول الله تعالى {وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [المائدة:114] وقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة:11] هكذا في سورة الجمعة. وورد قول النبي لإثبات هذا الاسم في الحديث أنه قال: (إن اللهَ هو المسعر القابض الباسط الرازق) [صححه الألباني] اسم الله الرزاق نبدأ باسم الله الرزاق ثم نعرج بعد ذلك على اسمه تعالى الرازق لبيان الاختلافات الواردة. ورد في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: (أقرئنى رسول الله إني أنا الرزاق ذو القوة المتين) [صححه الألباني] وورد الحديث الذي مر بنا في رواية الترمذي والتى صححها الألباني كذلك أن النبي قال: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق) [صححه الألباني]. حقيقة الرزق قلنا ماينتفع به وهو العطاء المتجدد الذي يأخذه صاحبه في كل تقدير يومي أو سنوي أو عمري فينال ما قسم الله له في التقدير الأزلي والميثاقي. يعنى هذا الرزق عطاء يتجدد من الله سبحانه وتعالى للعبد على حسب أقدار منها تقدير يومي أي يكتب له رزق ُاليوم وهناك تقدير سنوي وهناك تقدير عُمُرِي وهو أرزاقه التي كُتبت لهُ على مدى عُمُرِهِ. والرزاق سبحانه وتعالى هو الذي يتولى تنفيذ المقدر في عطاء الرزق المقسوم والذى يخرجُه في السموات والأرض. فإخراجه في السموات يعنى أنه مقضيٌّ مكتوب وإخراجه في الأرض يعنى أنه سينفذ لا محالة. فالرزق أولا مكتوب في اللوح المحفوظ ثم بعد ذلك ينزل في السموات لتعرفه الملائكة وتنزل به إلى صاحب الرزق في الأرض فينفذ على صاحبه. ولذلك قال الله تعالى في شأن الهدهد الموحد ومخاطبته سليمان {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل: 25] الخبء: أي الشيء الخفي المخبوء. فهنا أدرك الهدهد أن الرزق مكتوبٌ في السماء قبل أن يكون واقعًا مقدرًا في الأرض. وقد قال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات:22] وقال عن تنفيذ ماقسمه لكل مخلوق {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّة لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت:6] وقال {وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا}[هود: 6] إذا فالرزاق سبحانه هو الذي يتولى تنفيذ العطاء الذي قدرهُ لأرزاق الخلائق لحظةً بلحظة فهو المفيضُ بالأرزاقِ رزقًا بعد رزق ومبالغةً في هذا الإرزاق وهذا الإنفاق ولذلك ليس من أحد يُسمى بهذا الاسم إلا الله جل في علاه ولا ينبغي أن يوصف به بشر فلا يقال عن أحد أنه رزاق أبدًا لأن هذه صفه استأثر الله سبحانه وتعالى بها لنفسه. ويروى عن امرأة أنه لما هددها زوجها بمنع النفقة قالت: (إنما أنت أكال) أي تأتي لنا بالأكل أما الرزاق فهو الله سبحانه وتعالى.