الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد
الأمة العربية
الأيام الجزائرية
البلاد أون لاين
الجزائر الجديدة
الجزائر نيوز
الجلفة إنفو
الجمهورية
الحصاد
الحوار
الحياة العربية
الخبر
الخبر الرياضي
الراية
السلام اليوم
الشباك
الشروق اليومي
الشعب
الطارف انفو
الفجر
المساء
المسار العربي
المستقبل
المستقبل العربي
المشوار السياسي
المواطن
النصر
النهار الجديد
الهداف
الوطني
اليوم
أخبار اليوم
ألجيريا برس أونلاين
آخر ساعة
بوابة الونشريس
سطايف نت
صوت الأحرار
صوت الجلفة
ماتش
وكالة الأنباء الجزائرية
موضوع
كاتب
منطقة
Djazairess
وزير الاتصال يعزي في وفاة المصور الصحفي السابق بوكالة الانباء الجزائرية محرز عمروش
وزير الاتصال يدشّن المقر الجديد لإذاعة الجزائر من بشار وبني عباس: مفخرة إعلامية بمواصفات عصرية
وزارة الصحة تُقيّم تحديات استئصال شلل الأطفال بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية
تنظيم العمرة لموسم 1447ه: نشر قائمة الوكالات السياحية المتحصلة إلى غاية الآن على الترخيص
الجزائر تدين وتستنكر العدوان السافر على إيران
السيد مولى يجري بجنيف محادثات مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية
فرقة "الصنعة" للموسيقى الأندلسية تطفئ شمعتها الأولى بتكريم عميد أساتذة هذا الفن, محمد خزناجي
ألعاب القوى/الدوري الماسي-2025 : مرتبة خامسة للجزائري محمد ياسر تريكي في الوثب الثلاثي بأوسلو
العاب القوى/ذوي الهمم: الجزائري اسكندر جميل عثماني يفوز بسباق 100م (ت13) لملتقى أوسلو للدور الماسي
بكالوريا 2025: مخطط خاص لتأمين مجريات الامتحان
الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا ترحب بالانضمام القريب للجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا
حج 2025م/ 1446 : عودة أول فوج من الحجاج إلى وهران
الشيخ القاسمي يدعو إلى نشر خطاب ديني جامع لتعزيز الوحدة الوطنية
العدوان الصهيوني على إيران: موجة غضب وتوعد بالرد "القوي" و "الصارم"
إيران تدعو إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن بعد العدوان الصهيوني على أراضيها
تحيين أزيد من نصف مليون بطاقة "الشفاء" على مستوى الصيدليات المتعاقدة مع هيئات الضمان الاجتماعي
الرابطة الأولى موبيليس (الجولة ال 28): النتائج الكاملة والترتيب
حبوب: انطلاق حملة الحصاد و الدرس عبر الولايات الشمالية و مؤشرات تبشر بمحصول وفير
مؤسسة "اتصالات الجزائر" تنظم حملة وطنية للتبرع بالدم
الجزائر تواصل التزامها بحماية حقوق الطفل
مداحي: الرقمنة والعصرنة خيار استراتيجي لتسيير المرافق السياحية
المعرض العالمي بأوساكا: عروض فرقة "أروقاس" من جانت تستقطب اهتمام الجمهور الياباني
مراد: تنمية المناطق الحدودية على رأس أولويات الدولة
موسم الاصطياف 2025 والاحتفالات بالذكرى 63 لعيد الاستقلال محور اجتماع للمجلس التنفيذي لولاية الجزائر
مؤسسة صناعات الكوابل ببسكرة: إنتاج 2000 طن سنويا من الكوابل الخاصة بالسكة الحديدية
جامعة "جيلالي اليابس" لسيدي بلعباس: مخبر التصنيع, فضاء جامعي واعد لدعم الابتكار
اختبار مفيد رغم الخسارة
رانييري يرفض تدريب إيطاليا
منصوري تشارك في أشغال الاجتماع الوزاري
الجيش يواصل تجفيف منابع الإرهاب
قافلة الصمود تعكس موقف الجزائر
رفعنا تحدي ضمان التوزيع المنتظم للماء خلال عيد الأضحى
الأسطول الوطني جاهز للإسهام في دعم التجارة الخارجية
قضية الصحراء الغربية تبقى حصريا "مسألة تصفية استعمار"
ولاية الجزائر : مخطط خاص لتأمين امتحان شهادة البكالوريا
الفواكه الموسمية.. لمن استطاع إليها سبيلاً
بنك بريدي قريبا والبرامج التكميلية للولايات في الميزان
الجزائر نموذج للاستدامة الخارجية قاريا
الاحتلال الصهيوني يتعمّد خلق فوضى شاملة في غزّة
الارتقاء بالتعاون الجزائري- الكندي إلى مستوى الحوار السياسي
تطوير شعبة التمور يسمح ببلوغ 500 مليون دولار صادرات
"الطيارة الصفراء" في مهرجان سينلا للسينما الإفريقية
تأكيد على دور الفنانين في بناء الذاكرة
برنامج نوعي وواعد في الدورة الثالثة
تأجيل النهائي بين ناصرية بجاية واتحاد بن عكنون إلى السبت
استقبال مميز لمنتخب كرة السلة 3*×3 لأقل من 21 سنة
ميسي أراح نفسه وبرشلونة
إنجاز مقبرة بحي "رابح سناجقي" نهاية جوان الجاري
رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان
"كازنوص" يفتح أبوابه للمشتركين من السبت إلى الخميس
فتاوى : أحكام البيع إلى أجل وشروط صحته
اللهم نسألك الثبات على الطاعات
القرآن الكريم…حياة القلوب من الظلمات الى النور
الشروع في إلغاء مقررات الاستفادة من العقار
صور من مسارعة الصحابة لطاعة المصطفى
جريمة فرنسية ضد الفكر والإنسانية
حجّاج الجزائر يشرعون في العودة
لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
لا ل الحقرة وبخس الناس أشياءهم !
إمام مسجد حيدرة العاصمة
نشر في
أخبار اليوم
يوم 19 - 08 - 2016
الشيخ: قسول جلول
إِنَّ قَوَاعِدَ السُّلُوكِ وَالأَخْلاَقِ وَالتَّعَامُلِ تَنْبَثِقُ مِنْ قَاعِدَة أَسَاسِيَّة أَصِيلَة مِنْهَا تَنْتَشِرُ كُلُّ فَضِيلَة وَتُعْدَمُ كُلُّ رَذِيلَة هَذِهِ القَاعِدَةُ هِيَ إِفْرَادُ اللهِ بِالأُلُوهِيَّةِ وَالعِبَادَةِ وَلِذَلِكَ قَدَّمَها شُعَيْبٌ-عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِي دَعْوَتِهِ حَيْثُ هِيَ أَسَاسُ رِسَالَتِهِ وَقَاعِدَةُ دَعْوَتِهِ فَمَنْ بَخَسَ الأَشْيَاءَ وَظَلَمَ النَّاسَ واحتقرهم فَبِنَاؤهُ قَائمٌ عَلَى غَيْرِ قَاعِدَة
وَأَسَاس فَحُسْنُ المُعَامَلَةِ مِنْ جَوْهَرِ الدِّينِ بِهِ تَستَقِيمُ الحَيَاةُ وَيَتََحَقَّقُ الانْسِجَامُ ويَتَرَسَّخُ الإِخَاءُ وَيَعُمُّ الخَيْرُ وَالرَّخَاءُ فَالمُعَامَلَةُ الطَّيِّبَةُ تَكْفُلُ لِلنَّاسِ سَعَادَتَهُمْ وتُحَقِّقُ لَهُمْ رَاحَتَهُم. ومعنى احتقر الشَّيءَ حقَره استصغره استهان به ونظر إليه نظرةَ ازدراء من المؤسف أن يحتقر المؤمنون إخوانهم ويأذونهم با لأفعال والأقوال والأوصاف وهو ما يعرف عند العامة بالحقرة أي استصغره استهان به ونظر إليه نظرةَ ازدراء واحتقار لا تحتقر كيد الضَّعيف فرُبَّما ... تموت الأفاعي من سموم العقاربِ !!
أحتقره وأحتقر علمه (كم من علماء جزائريين لهم مكانة عالمية في الفقه والدين ....ولكن عندنا نقلل من قيمتهم ...ونقدر غيرهم ممن ليسوا من أهلنا ولو كانوا تلاميذ عندهم) كم من مهندسين وأطباء ومختصين يشهد لهم العالم إلا أننا نزدريهم ونقلل من قيمتهم !!). ووووكم من مخترع ومن منتج أحتقر سلعته وأبخس أشياءه !!!كأننا نطبق المقولة ..(مطرب الحي لا يطرب) ( ولا نبي تنبأ في قومه) والله يقول ((لاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ )) ومَنِ استَهَانَ بِشَأْنِ أَخِيهِ الإِنْسَانِ وَاحتَقَرَهُ فَقَدَْ بخَسَهُ حَقَّهُ وَحَطَّ قَدْرَهُ لأَنَّ حَقَّ الإِنْسَانِ عَلَىَ خِيهِ الإِنْسَانِ أَنْ يُعَامِلَهُ بِاحتِرَام وَتَقْدِير وَإِعْزَاز وَتَوقِير وأمَرَ الله عِبَادَهُ بِتَحقِيقِ العَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَإِعْطَاءِ الحُقُوقِ دُونَ بَخْس وَنُقْصَان وَجَعَلَهُ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ وَأَجْمَلِ الأَوصَافِ وَنَهاهُمْ عَنِ الظُّلْمِ وَحَذَّرَهُمْ مِنَ الحَيْفِ وَالإِجْحَافِ والاحتقار !!
إِنَّ لِلنَّاسِ حُقُوقاً وَعَلَيْهِمْ وَاجِبَات بِمُرَاعَاتِهَا َستَقِيمُ الحَيَاةُ وَتَنْتَظِمُ وَتَتَعَافَى جِرَاحُ الأَخْلاَقِ وَتَلْتَئِمُ فَمَنَ عَرَفَ وَاجِبَاتِهِ فَأَدَّاهَا وَعَرَفَ حُقُوقَهُ فَلَمْ يَطْلُبْ سِوَاهَا سَلِمَتْ أَخْلاَقُهُ مِنَ الاضْطِرَابِ وَالخَلَلِ وَبَرِئَتْ مِنَ الأَسقَامِ وَالعِلَلِ فَوَضَعَ بِذَلِكَ الدَّلِيلَ وَالبُرْهَانَ عَلَى حُسْنِ الإِيمَانِ فَالخُلُقُ السَّلِيمُ السَّوِيُّ وَلِيدُ إِيمَان قَوِيّ وَفِي كَثِير مِنْ أَحَادِيثِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- نَلْحَظُ الرَّبْطَ الوَثِيقَ وَالوَصْلَ الدَّقِيقَ بَيْنَ الإِيمَانِ وَالأَخْلاَقِ فَهُوَ -صلى الله عليه وسلم- يَنْفِي الإِيمَانَ عَنِ الإِنْسَانِ الذِي آذَى جَارَهُ بِالفِعْلِ أَو سَلاَطَةِ اللِّسَانِ فَيَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: ((وَاللهِ لاَ يُؤمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤمِنُ قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا بَوائِقُهُ؟ قَالَ: شَرُّهُ)) كَمَا يَنْفِي -صلى الله عليه وسلم- الإِيمَانَ عَنْ شَخْص آخَرَنُزِعَ مِنْهَ الحَيَاءُ فَاقْتَرَفَ الرَّذَائلَ عَلَناً لَمْ
يَمْنَعْهُ خَجَلٌ وَلَمْ يَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّذِيلَةِ شُعُورٌ بِخَوْف وَوَجَل فَرَاحَ يَقْتَرِفُ الخَطَايَا وَيَفْعَلُ الدَّنَايَا غَيْرَ آبه لِشُعُورِ الآخَرِينَ وَلاَ مُكْتَرِث لِفعْلِهِ المَشِينِ يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-:
(الحَيَاءُ وَالإِيمَانُ قُرَنَاءُ جَمِيعاً إِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الآخَرُ))
وَمِنَ الأَخْلاَقِ التِي حَرَصَ الإِسْلاَمُ عَلَى استِمْرَارِهَا وَبَقَائِهَا وَسَلاَمَتِهَا وَنَقَائِهَا إِعْطَاءُ كُلِّ ذِي حَقّ حَقَّهُ دُونَ تَعقِيد أَو مَشَقَّة وَهُوَ لَوْنٌ مِنْ أَلْوَانِ السَّمَاحَةِ التِي يُرِيدُهَا الإِسْلاَمُ وَاقِعاً مَلْمُوساً وَيُرِيدُ أَثَرَهَا مُشَاهَداً مَحْسُوساً كَمَا أَنَّهُ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ الرِّفْقِ فِي التَّعَامُلِ وَالرِّفْقُ فِي كُلِّ الأُمُورِ زِينَةٌ وَجَمَالٌ وَسُمُوٌّ وَكَمَالٌ يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيء إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيء إِلاَّ شَانَهُ)) وَالرِّفْقُ إِذَا تَوَارَى أَو عُدِمَ حَلَّ العُنْفُ مَحَلَّهُ فَهُضِمَتْ بِذَلِكَ حُقُوقٌ وَضَاعَتْ وانْتَشَرَتِ المَظَالِمُ وَشَاعَتْ يَقُولُ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: ((إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ويُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى العُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى سِوَاهُ)).
إِنَّ إِعْطَاءَ الحُقُوقِ لأَرْبَابِهَا وَإِيصَالَهَا لأَصْحَابِهَا بِيُسْر وَسُهُولَة هُوَ سِمَةُ العِفَّةِ وَالشَّهَامَةِ وَالبُطُولَةِ لِذَلِكَ حَرَّم اللهُ عَلَى كُلِّ مَنْ تَحَلَّى بِهَا واتَّصَفَ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ لأَنَّهَا مَأْوَى كُلِّ غَلِيظ مُتَكبِّر جَبَّار يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَو بِمَنْ تََحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ تَحْرُمُ عَلَى كُلِّ هَيِّن لَيِّن سَهْل )) وانْطِلاَقاً مِنْ مَبْدأِ الرِّفْقِ وَالسَّمَاحَةِ وَاليُسْرِ وَالسُّهُولَةِ حَرَّمَ الإِسْلاَمُ البَخْسَ والإحتقار وَهُوَ نَقْصُ الشَّيءِ عَلَى سَبِيلِ الظُّلْمِ وَقَدْ شَاعَ استِعْمَالُهُ فِي المَوازِينِ وَالمَكَاييلِ وَقَدْ أَعَدَّ اللهُ لِمَنِ اقتَرَفَهُ العَذَابَ الوَبِيلِ فَقَالَ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ: ((وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْم
َظِيم يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)).
احذروا البخس
وَالتَّعَامُلُ بِالبَخْسِ والاحتقار إِذَا شَاعَ فِي أُمَّة وَانْتَشَرَ عُدِمَ الخَيْرُ وَانْدَثَرَ فَدَمَّرَها اجتِمَاعِيَّاً وَأَخْلاَقِيَّاً واقتِصَادِيَّاً وَمَاذَا يَبقَى لِهَذِهِ الأُمَّةِ َعْدَ هَذَا التَّدْمِيرِ الذِي يَشْمَلُ كُلَّ مُقَوِّمَاتِ حَيَاتِهَا؟
إِنَّ عَوَاقِبَ البَخْسِ والاحتقار إِذاً جِدُّ خَطِيرَة لاَ يَستَهِينُ بِهَا إِلاَّ جَاهِلٌ مَطْمُوسُ البَصِيرَةِ فَلاَ عَجَبَ أَنْ أَرْسَلَ اللهُ بَعْضَ رُسُلِهِ فِي أُمَم مَارَسَتْ هَذِهِ المُعَامَلاَتِ المَشِينَةِ واقتَرَفَتْ هَذِهِ التَّصَرُّفَاتِ
المُهِينَةِ فَعَمَّ الظُّلْمُ فِيهِمْ وَسَادَ وَأَوقَعُوا فِي الأَرضِ الفَسَادَ وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَ أَنْ تَبقَى الأَرْضُ صَالِحَةً مُطهَّرَةً وَمَعَالِمُ الخَيْرِ مِنْهَا وَاضِحَةً ظَاهِرَةً يَقُولُ اللهُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ شُعَيْب -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- لِقَوْمِهِ: ((يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) ومَنِ استَهَانَ بِشَأْنِ أَخِيهِ الإِنْسَانِ وَاحتَقَرَهُ فَقَدْ َخَسَهُ حَقَّهُ وَحَطَّ قَدْرَهُ لأَنَّ حَقَّ الإِنْسَانِ عَلَى أَخِيهِ الإِنْسَانِ أَنْ يُعَامِلَهُ بِاحتِرَام وَتَقْدِير وَإِعْزَاز وَتَوقِير فَالإِنْسَانِيَّةُ رَحِمٌ بَيْنَ كُلِّ النَّاسِ عَلَى اختِلاَفِ العَقَائِدِ وَالأَلْوَانِ وَالأَجْنَاسِ وَلَقَدْ أكَّدَ القُرآنُ الكَرِيمُ هَذَهِ الحَقِيقَةَ فِي أَكْثَرَ مِنْ آيَة حَيْثُ رَدَّ أَنْسَابَ النَّاسِ جَمِيعِهِمْ إِلَى ذَكَر وَاحِد وَأُنْثَى وَاحِدَة هُمَا بِمَنْزِلَةِ دَوْحَة تَوَحَّدَ َصلَُهَا وَتَشَعَّبَتْ فُرُوعُهَا وَأَغْصَانُهَا يَقُولُ اللهُ َعَالَى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً))(4) وَقَدْ جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَشَعُّبَ النَّاسِ إِلَى شُعُوب وَقَبَائلَ مَثَارَ تَعَارُف لاَ تَنَاكُر وَمَدْعَاةَ ائتِلاَف لاَ اختِلاَف فَقَالَ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ ِعنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))(5) وَقَدْ أَشَارَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى هَذِهِ الرَّحِمِ الإِنْسَانِيَّةِ وَالآصِرَةِ القَوِيَّةِ فِي أَرْوَعِ جُمُوع حَاشِدَة ضَمَّتْ قُلُوباً نَقِيَّةً وَعُقُولاً رَاشِدَةً فَقَالَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ: ((أَيُّها النَّاسُ: ِنَّ رَبَّكَمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ كُلُّكُمْ لآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَاب )). وَلَقَدْ مَرَّتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- جِنَازَةٌ فَقَامَ لَهَا فَلَمَّا أُخْبِرَ بِأَنَّهَا جَنَازَةُ غَيْرِ مُسلِم أَجَابَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّها نَفْسٌ بَشَرِيَّةٌ لَهَا حَقٌّ مَكْفُولٌ وَرَحِمٌ مَوْصُولٌ.
أَنَّ بَخْسَ النَّاسِ أَشْيَاءَهُمْ والتَّنْقِيصَ مِنْ أَقْدَارِهِمْ هَدْرٌ لِلْحُقُوقِ وَظُلْمٌ وَعُقُوقٌ.
مَنْ وُكِلَ إِلَيْهِ عَمَلٌ مِنَ الأَعْمَالِ لَهُ شَأْنٌ وَعَلاَقَةٌ بِالنَّاسِ وَخِدْمَاتِهِمْ ومُتَطلَّبَاتِهِمْ فِي الحَيَاةِ لَزِمَهُ أَنْ يُيَسِّرَ لِلنَّاسِ أُمُورَهُمْ ويَقْضِيَ لَهُمْ مَطَالِبَهُمْ ويُحَقِّقَ لَهُمْ مَآرِبَهُمْ مَا استَطَاعَ ِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً ذَلِكَ حَقُّهُمْ عَلَيْهِ وَقَدْ وَرَدَ عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهَ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((أَعْطُوا الأَجِيرَ حَقَّهُ قَبْلِ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ)) إنَّ كُلَّ جُهْد يُبْذَلُ وعَرَق يَتَصَبَّبُ وفِكْر ُبْتَكَرُ يَجِبُ أَنْ يَلْقَى مُقَابِلاً مَعقُولاً تُقَدَّرْ حَقَّ قَدْرِهَا فَصَاحِبُ المَالِ يُصَانُ مَالُهُ وَالعَامِلُ يُقَدَّرُ جُهْدُهُ وتُثَمَّنُ أَعْمَالُهُ لاَ تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ.....
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
ماذا يقول الإسلام عن العنف؟
سنن مهجورة ترك عيب الطعام
ترك عيب الطعام
ترك عيب الطعام
سُنَّة ترك عيب الطعام
أبلغ عن إشهار غير لائق