قد لا ينتبه بعض المواطنين إلى الأخطار التي يمكن أن تحدث لهم عبر هاتفهم النقال، ولا يعلمون أنّ خطأ واحدا يمكن أن يكلفهم كثيرا، خاصّة إن لم يحسنوا استعماله، أو إن وضعوا ثقتهم في من لا يكون أهلا للثقة، وهو ما يحدث عندما نذهب عند بائع الهواتف النقالة حتى نزود هاتفنا ببرنامج جديد، والذي يتمكن نقل الملفات والصور الخاصة بك عبر برنامج كمبيوتر جديد. مصطفى مهدي عادة ما نذهب عند بائع الهواتف النقالة لكي نزود هواتفنا ببعض البرامج، ولكن بعض هؤلاء الباعة، وعبر برنامج "بلوتوث" حديث يتصل بالكمبيوتر، يستخدمونه لتركيب البرامج للجوال من الكمبيوتر، من صور ومقاطع فيديو وصوت، بمجرد اتصال الذاكرة بالكمبيوتر، يقوم البرنامج بنسخ تلقائي كامل لجميع ملفات الذاكرة الخاصة، وبعض المواطنين، وخاصة من الفتيات لا ينتبهن إلى ذلك، ويضعن ثقتهن في صاحب المحل، او يجهلن هذه الطريقة في النسخ، والتي وان لم تكن خطيرة إذا ما وقعت في أيدي أمينة، إلاّ أنها يمكن أن تحدث مشاكل كثيرة إذا ما استعملها آخرون في أغراض دنيئة. كون الهاتف النقال أداة شخصية فإنّ الكثيرين يضعون فيه صورا وفيديوهات ورسائل شخصية، ويثقون في أنها لن تتسرب إلى آخرين، إن لم يفعلوا بأنفسهم، خاصة إن وضعوا لتلك الملفات كلها شفرة سرية لا يطلع عليها إلاّ من يملك الرقم، وفي هذه الحالة فحتى إن أضاعوا الهاتف، فيكونون مطمئنين إلى أن لا احد يمكن الاطلاع على ما فيه، ولكن مع صدور هذا البرنامج "bluesoleil2011 " صار بالإمكان لبائع الهواتف النقالة وهو ينقل برنامجا ما إن ينسخ كل ملفات الهاتف، بل يتم نسخها بشكل تلقائي، والمأساة إن وقع هذا الهاتف في أيدي تكون لها نوايا سيئة، مثلما مع حدث مع بعض الفتات خاصة، واللائي وقعن ضحية للابتزاز بسبب ذلك، ومنهن حسينة، والتي وضعت صورها وصور زميلاتها في الجامعة، وكذلك صور أسرتها الشخصية في هاتفها النقال، بل وحتى صورا لها مع خطيبها، وهي صورا، تعترف لنا، غير لائقة، وقد اتجهت يوما إلى باب الواد، فقررت أن تزود برنامجها الهاتفي، ففعلت، وتفاجأت وهي تتلقى اتصالا من شخص مجهول يخبرها أنه يملك لها صورا فاضحة، وانه عليها أن ترضخ لطلباته إن كانت لا تريد أن تنشر على الانترنيت، حسبت في البداية أنها مزحة، ولكن تفطنت بعدها إلى أنّ الأمر في غاية الجدية، خاصة بعدما اخذ عنها عنوان بريدها الالكتروني، وأرسل لها تلك الصور، ما يعني انه يملك نسخة عنها، فطالبها في البداية بمبلغ مالي، فقدمته له، ولكن عندما ازدادت طلباته لم توافق فنشر تلك الصور، ولكن أسرتها لا تهتم بالانترنيت، فلم تنتبه، ولحسن الحظ، تقول، لم يتجرأ على القدوم إلى الحي، وتهديدها بان يفضح تلك الصور لدى أسرتها وأقاربها. فتاة أخرى من بومرداس تقول لنا إنها وقعت ضحية لذلك البرنامج، أو للخبث البشري، حيث إن ابن الحي الذي اعتادت أن تبرمج عنده هاتفها أعطى صورها لصديق له، والذي هددها فيما بعد بان يفضحها، خاصة وأنها صور لها مع صديقها، ولكنها أدركت إن الأمر يتعلق بابن الحي، خاصة بعدما سمعت بذلك البرنامج، ولكنها لم تكن تملك دليلا وحتى هو أنكر، وكانت مضطرة إلى أن تخضع لذلك التهديد، فطلب منها مصاحبته ففعلت، ولكنها كانت تخطط إلى أن تهدد صاحب المحل بصور التقطتها مع أخته في البيت، أي بلباس عاري نوعا ما، واقتطعت منها صورتها وتركت صورة أخته، ولما هددته بأن ترسلها إلى كل من تعرفهم في الحي، رغم أنها لم تكن تنوي أن تفعل، اعترف بذنبه، ووعد كل منهما الآخر بأنه سيتحفظ على الصور.