في سياق الحضور المتنامي للجزائر على الساحة الدولية، جرت اليوم السبت 20 سبتمبر 2025 بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، على هامش الدورة الحالية للجمعية البرلمانية الدولية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الأيبا)، مراسم الانضمام الرسمي للمجلس الشعبي الوطني كعضو ملاحظ داخل هذه المنظمة البرلمانية الوازنة. وقد شارك في مراسم الانضمام وفد المجلس الشعبي الوطني برئاسة السيد منذر بودن، نائب رئيس المجلس، ممثلاً للسيد إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، بحضور سعادة سفير الجزائربماليزيا السيد عبد الحفيظ بونور، حيث تم رفع العلم الوطني في لحظة رمزية جسدت الحضور الرسمي لبلادنا داخل هذا الفضاء البرلماني الدولي. وفي هذا السياق، منح رئيس الأيبا والأمينة العامة للجمعية القرار الرسمي الخاص بعضوية الجزائر بصفة عضو مراقب إلى السيد منذر بودن والسفير الجزائريبكوالالمبور، تأكيداً للمصادقة بالإجماع على انضمام الجزائر. هذا المكسب الجديد يضاف إلى الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية في ظرف زمني قصير، بعد قبول انضمام المجلس الشعبي الوطني السنة الماضية كعضو ملاحظ في برلمان عموم أمريكا اللاتينية والكاريبي (البرلاتينو). كما يندرج في إطار مواكبة الدبلوماسية البرلمانية للديناميكية التي تشهدها الدبلوماسية الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لاسيما بعد توقيع الجزائر على معاهدة الصداقة والتعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بما يعكس وحدة الرؤية والتكامل بين الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية. تأسست الجمعية البرلمانية الدولية لرابطة دول جنوب شرق آسيا سنة 1977 بالعاصمة الفلبينية مانيلا، وتضم اليوم عشر دول أعضاء دائمين في مقدمتها إندونيسيا، ماليزيا، تايلندا، الفلبين، وفيتنام، إضافة إلى 25 عضواً ملاحظاً من بينهم قوى كبرى كالصين، روسيا، الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وتشكل الأيبا منصة للحوار البرلماني حول القضايا السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، فضلاً عن دورها المحوري في تعزيز السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي. انضمام الجزائر إلى الأيبا بصفة ملاحظ يُعد إضافة نوعية للدبلوماسية الجزائرية، خاصة وأن الجزائر تُعتبر بوابة إفريقيا وجسراً بين ضفتي المتوسط، بما يمنحها وزناً استراتيجياً داخل هذا التكتل البرلماني البارز. كما يعكس هذا الانضمام التزام المجلس الشعبي الوطني بالمساهمة الفعلية في أشغال المنظمة، وتوظيف عضويته لخدمة القضايا العادلة وتعزيز التعاون البرلماني الدولي. يحمل هذا الانضمام دلالات متعددة الأبعاد، إذ يعكس على الصعيد السياسي تنامي الاعتراف الدولي بمكانة الجزائر ودورها الفاعل في الدفاع عن القضايا العادلة، فيما يفتح على المستوى الاقتصادي آفاقاً واعدة للتعاون مع اقتصادات صاعدة في جنوب شرق آسيا بما يعزز جهود تنويع الشركاء واستقطاب الاستثمارات، أما برلمانياً فيمثل فرصة ثمينة لتبادل الخبرات مع برلمانات المنطقة وتوسيع مجالات التعاون التشريعي. إن انضمام الجزائر إلى الأيبا لا يقتصر على كونه حدثاً بروتوكولياً، بل يعد مؤشراً على فعالية الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية وقدرتها على التموقع في فضاءات جديدة، بما ينسجم مع التوجهات الكبرى للدولة الجزائرية في بناء نظام دولي أكثر عدلاً وتوازناً. وبهذا، يرسخ المجلس الشعبي الوطني مكانة الجزائر كفاعل محوري في الربط بين آسيا، إفريقيا والعالم العربي، خاصة مع استمرار رئاسة الجزائر للاتحاد البرلماني العربي للسنة الثانية على التوالي.