أخلاق نبوية نماذج من رفق النَّبي صلى الله عليه وسلم - كان النَّبي صلى الله عليه وسلم رفيقًا هيِّنًا ليِّنًا سهلًا في تعامله وفي أقواله وأفعاله وكان يحب الرِّفق ويحث النَّاس على الرِّفق ويرغِّبهم فيه فعن عبادة بن شرحبيل قال: ((أصابنا عام مخمصة فأتيت المدينة فأتيت حائطًا من حيطانها فأخذت سنبلًا ففركته فأكلته وجعلته في كسائي فجاء صاحب الحائط فضربني وأخذ ثوبي فأتيت النَّبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال للرجل: ما أطعمته إذ كان جائعًا أو ساغبًا ولا علمته إذ كان جاهلًا فأمره النَّبي صلى الله عليه وسلم فردَّ إليه ثوبه وأمر له بوسق من طعام أو نصف وسق)) [صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه]. كان النبى صلى الله عليه وسلم يُبيِّن للناس الأمور بالرِّفق ومن ذلك الشاب الذي طلب منه أن يأذن له بالزنى فعن أبي أمامة قال ((إن فتى شابًّا أتى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه فقال: ادْنُه فدنا منه قريبًا قال: فجلس قال: أتحبُّه لأمِّك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا النَّاس يحبونه لأمهاتهم قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال: ولا النَّاس يحبونه لبناتهم قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا النَّاس يحبونه لأخواتهم؟ قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا النَّاس يحبونه لعماتهم قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا النَّاس يحبونه لخالاتهم قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء)) [صحح إسناده الألبانى فى السلسلة الصحيحة] - كما أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يرفق بأبناء المسلمين فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الآخر ثم يضمهما ثم يقول: اللهم ارحمهما فإنِّي أرحمهما)) [رواه البخارى]. نماذج من رفق الصحابة رضي الله عنهم: رفق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: (خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابَّة فقالت: يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغارًا والله ما ينضجون كراعًا ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت أن تأكلهم الضبع وأنا بنت خُفاف بن إِيماء الغفاري وقد شهد أبي الحديبية مع النَّبي صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض ثُمَّ قال: مرحبًا بنسب قريب ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطًا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعامًا وحمل بينهما نفقة وثيابًا ثم ناولها بخطامه ثُمَّ قال: اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير فقال رجل: يا أمير المؤمنين أكثرت لها قال عمر: ثكلتك أمُّك والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانًا فافتتحاه ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه) [رواه البخارى]. - وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذهب إلى العوالي كل يوم سبت فإذا وجد عبدًا في عمل لا يطيقه وضع عنه [رواه مالك].