ربيقة يتفقد مشاريع و مرافق تابعة لقطاع المجاهدين و ذوي الحقوق بعين الدفلى    اجتماع مجلس الأمن: إدانات لحرب التجويع في غزة    البليدة: السيطرة على حريق الشريعة وتواصل عملية إخماد "بعض المواقد"    جمعيات إسبانية تؤكد على أهمية ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير    جودو/مونديال-2025 /أشبال (أقل من 40 كلغ): مرتبة سابعة للجزائرية نادين داحومان    دراجات/طواف كوربي ببولندا : تتويج الجزائري ياسين حمزة بالمرحلة الأولى    بريد الجزائر: التحذير من محاولات احتيال الكتروني عبر روابط وهمية تحاكي الصفحة الرسمية للمؤسسة    حج/وكالات/قائمة تنظيم حج 1447ه/2026م: الإعلان عن القائمة الأولية لوكالات السياحة والأسفار المؤهلة    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 62895 شهيدا و158927 مصابا    "فينيق الصحراء" رواية جديدة توثق معاناة الشعب الصحراوي وصموده ضد الاحتلال المغربي    الرابطة الأولى "موبيليس" (الجولة 2): تأهيل ملعب مصطفى تشاكر لاحتضان مباراة, اتحاد الجزائر/مولودية الجزائر    506 وكالة مرخص لها بتنظيم نشاط العمرة لموسم 1447ه لحد الآن (ديوان)    منظّمة التعاون الإسلامي تشيد بتبّون    مشروع صيني جديد بالجزائر    زروقي يؤكّد إيلاء أهمية بالغة    عطّاف يلتقي نظيره المصري    لقاء تفاعلي مع الجمعيات بعين وسارة    قرارات رئيس الجمهورية في مجال النقل ستضمن نقلة نوعية في ميدان السلامة المرورية    المدارس المهترئة تحت المجهر    بلمهدي يشرف على انطلاق المسابقة التصفوية    المولد النبوي يوم الجمعة    الجزائر تفوز بعضوية الهيئة    باريس مستمرة في ممارسة سياسة الابتزاز بخصوص ملف التأشيرات    وزير الصحة يلتقي السفيرة الأمريكية بالجزائر    الخطوط الجوية الجزائرية: اضطراب في الرحلات بسبب "قيود تشغيلية"    مكافحة تبييض الأموال: ضبط ما يقارب 124 مليار سنتيم وما يزيد عن مليون يورو بوهران    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تفند خبر رفع احتكار "نفطال" لاستيراد زيوت المحركات    معرض التجارة البينية الإفريقية 2025 بالجزائر: محطة مفصلية في مسار الاندماج الإفريقي    المجلس الشعبي الوطني يبرز من غواتيمالا الأهمية التي توليها الجزائر لتعزيز التعاون جنوب-جنوب    تسجيل موجة حر وتساقط أمطار    هلاك 10 أشخاص وجرح 262 آخرين    تنبيه من مخاطر استغلالها في تمويل الارهاب والجرائم المالية    أبناء الريف ينتفضون ضد الممارسات القمعية و التمييزية    وفدان من شباب تمنراست وورقلة بسكيكدة    شلالات وادي البارد.. جنة سياحية بحاجة للاهتمام    الأسواق التضامنية تشرع في بيع المستلزمات المدرسية    تكريم للأبطال وتكريس لثقافة الوفاء للأجيال    الأمم المتحدة تطالب الكيان الصهيوني بالكشف عن النتائج    وتيرة متزايدة في حركة المسافرين وشحن البضائع    الجزائر ثالث بلد إفريقي من حيث انخفاض سعر الوقود    رئيس مجلس الأمة يهنّئ    مشاركتي في "الكان" مستحيلة وسأقاتل من أجل المونديال    "صيدال" تتطلع لتوسيع أسواقها في القارة    القفطان محور مهرجان الزي التقليدي السابع    "المدينة الخضراء" تعرض موروثها للجمهور التلمساني    الأسبوع الوطني للقرآن الكريم في طبعته ال27 : بلمهدي يشرف على انطلاق المسابقة التصفوية    انطلاق الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي يوم السبت المقبل بالعاصمة    انطلاق برنامج ألحان وشباب    نستهدف تجديد 84 ألف حافلة على دفعات على المستوى الوطني    يوم الجمعة الموافق ل 5 سبتمبر القادم    انتقاء الوكالات السياحية المرشحة لتنظيم حج 2026    كرنفال بهيج مع "عمو جحجوح" و"فيفي"    ترقب كبير لقائمة بيتكوفيتش لمباراتي بوتسوانا وغينيا    ذكرى المولد النبوي الشريف ستكون يوم الجمعة الموافق ل 5 سبتمبر القادم    نادي بارادو واتحاد خنشلة يتعثران    لا إله إلا الله كلمة جامعة لمعاني ما جاء به جميع الرسل    قطاف من بساتين الشعر العربي    الخضر يخيّبون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاجئون المأزق مستمرّ !
نشر في أخبار اليوم يوم 27 - 03 - 2017


بعد سنة كاملة على الاتفاق الأوروبي -التركي
**
تخشى أوروبا اليوم من تجدّد تدفّق المهاجرين طالبي اللجوء إليها لا سيّما أنّ العلاقة بين بعض دولها وتركيا متوتّرة في الآونة الأخيرة. يأتي ذلك وسط قلق تعبّر عنه منظمات إنسانيّة عدّة بعد عام على بدء تنفيذ اتفاق الهجرة واللجوء بين تركيا والاتحاد الأوروبي ما زال الجدال الأوروبي مستمراً حول ما سمّي منذ خريف عام 2015 أزمة اللاجئين. وقد تصاعدت أخيراً التحذيرات من عودة ذلك المشهد على الرغم من انخفاض أعداد الوافدين خصوصاً مع الأزمة التركية الأوروبية المستجدّة.
ق. د/ وكالات
تشير أرقام المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الإحصاء الأوروبي (يورستات) إلى أنّ عام 2015 شهد تدفّق أكثر من 856 ألف مهاجر نحو اليونان. وفي النصف الثاني من عام 2016 أي بعد بدء تطبيق الاتفاقية الأوروبية التركية انخفض العدد إلى نحو 22 ألفاً. يُذكر أنّ 86 في المائة من هؤلاء هم من الأفغان والسوريين والعراقيين.
آمال لم تتحقق
في مارس 2016 كان نحو 30 ألف مهاجر يأملون باستمرار رحلتهم نحو دول الاتحاد الأوروبي إلا أنّ إغلاق مسار البلقان أدّى إلى تكدّس آلاف من هؤلاء في ظروف قاسية وصعبة على العائلات والشبان غير المصحوبين مع وعود كثيرة بدراسة أوضاعهم من دون نتيجة عملية بعد مرور عام كامل.
بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي فإنّ انخفاض نسبة الوافدين عبر اليونان بنحو 98 في المائة خلال الأشهر الاثني عشر من تاريخ بدء التطبيق هو ما يُعدّ الأهم. لكنّ الخشية تتزايد في الأسابيع الأخيرة من أن يرخي الأتراك قبضتهم فيعود التدفّق مرّة أخرى عبر بحر إيجه بحسب تحذيرات منظمات محلية وإقليمية ودولية تعنى بشؤون المهاجرين واللاجئين والمخاطر التي يتعرّضون لها في رحلتهم نحو أوروبا. واليوم يرغب الأوروبيون في تثبيت الوضع الذي خلقه الاتفاق المشار إليه آنفاً على الرغم من توتر العلاقة بين تركيا وعدد من دولهم.
تقول الخبيرة ميتا إبيلغوورد وهي متخصّصة في شؤون اللجوء والهجرة في آرهوس وسط الدنمارك إنّه في حال نظرنا إلى الطبقة السياسية في أوروبا نرى أنّها تخشى الموقف التركي في مجال فتح بحر إيجه أمام قوارب التهريب نحو اليونان. لكن على المستوى البيروقراطي وعند مقرّري شؤون الهجرة في البرلمانات كذلك نسجّل تعبيراً عن حالة من عدم الارتياح من قبل هؤلاء حين يسمعون تصريحات سياسية متشابكة مع تركيا. فالأتراك عملياً أنقذوا أوروبا من وفود أكثر من مليون مهاجر لاجئ خلال 12 شهراً.
قلق ومخاوف
واليوم تُثير حياة عشرات الآلاف ممن تقطعت بهم السبل في اليونان مخاوف عدد من المنظمات. ويبدو أنّ مخيّم ريستونا (86 كيلومتراً إلى شمال أثنيا) يعبّر عن مأساة حقيقية يعانيها هؤلاء خصوصاً الذين يحملون أطفالهم على مدى أشهر آملين بالوصول إلى الاتحاد الأوروبي على الرغم من إغلاق البلقان حدوده في وجههم. ويزداد الواقع مأساوية مع التشديدات الكبيرة التي أدخلتها حكومات دول شرق أوروبا ووسطها من مقدونيا إلى المجر. وقد ظهر أخيراً تهديد باستخدام قوة حرس حدود من المدنيين مستعدة لاستخدام العنف بهدف منع وفود المهاجرين. يُضاف إلى ذلك بناء مزيد من السياجات والجدران في وجه هؤلاء.
ما يقلق المنظمات الحقوقية وتلك التي تهتم بمصالح المهاجرين واللاجئين ليس فقط ما يفوق 64 ألف مهاجر طالب لجوء تقطّعت بهم السبل في اليونان في ظروف غير محتملة بل الانتخابات (في ألمانيا خصوصاً) التي بدأت تدفع في اتجاه إعادة المهاجرين طالبي اللجوء إلى اليونان.
وعود لم تنفّذ
دول الاتحاد الأوروبي كانت قد وعدت باستقبال 160 ألف مهاجر طالب لجوء من الجزر اليونانية وإيطاليا حتى سبتمبر المقبل لكنّ واقع الحال يشير وفقاً لما جرى خلال عام إلى أنّ الاتحاد لم يستقبل أكثر من خمسة آلاف وأنّه ترك اليونان وإيطاليا تواجهان مشكلتهما وحدهما بعيداً عن شمال أوروبا بحسب ما قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة أثنيا ديمتريس كريستوبولوس. من جهته رأى المتحدث الرسمي باسم رئيس بلدية ليسبوس ماريوس أندريوتيس أنّ ثمّة من يبدو من الجانب التركي غير راغب في التقيّد بما عليه أن يفعل وفقاً للاتفاقية. بالنسبة إلى أندريوتيس فإنّ المخاوف تتعاظم مع حلول الربيع والشعور بأنّ الفرامل في الجانب الآخر بدأت تتراخى.
في مقابل التراجع الذي يشهده بحر إيجه في نسب المهاجرين الذين يحاولون عبوره تشير أرقام الاتحاد الأوروبي إلى أنّه في الشهرين الأولين من العام الجاري أنقذ 15 ألفاً و760 مهاجر طالب لجوء في عرض البحر بواسطة البواخر الأوروبية. ويُعدّ ذلك زيادة بنسبة 50 في المائة بالمقارنة مع جانفي 2016. إلى عمليات الإنقاذ تلك انتشلت كذلك 477 جثة لغرقى في الفترة نفسها بالإضافة إلى العثور على 140 جثة على شواطئ ليبيا.
بالنسبة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة هيومان رايتس ووتش بالإضافة إلى منظمات حقوقية محلية فإنّ التعديلات الصارمة التي أدخلها الاتحاد الأوروبي على سياسة اللجوء والهجرة بعد عام 2015 دفعت بسوق التهريب نحو الازدهار مع ما يحمله ذلك من مخاطر كبيرة على حياة البشر. وتنامي المنافسة على السيطرة على شواطئ التهريب يدفع ثمنه المهاجرون طالبو اللجوء في محاولتهم العبور والوصول إلى أوروبا. وفي فيفري الماضي صرّح المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة جويل ميلمان: نشهد نشاطاً متزايداً في صناعة التهريب التي وصلت إلى حدود ومستويات يُمارس فيها العنف وإطلاق النار للمنافسة على خطوط التهريب.
ويبدو أنّ القلق الأوروبي يتزايد من تصاعد موجة الهجرة نحو إيطاليا بعدما وصل في العام الماضي 181 ألف مهاجر طالب لجوء من شمال أفريقيا إلى شواطئ الجزر الإيطالية. يُذكر أنّ التخبّط الذي يعيشه الاتحاد الأوروبي في خططه التي أطلقها في عام 2015 تحت عنوان عملية صوفيا من خلال نشر السفن في البحر الأبيض المتوسط أدّى كذلك إلى العجز عن كبح تهريب البشر. وأصبحت السفن الحربية المفترض بها حراسة شواطئ أوروبا تعمل كفرق إنقاذ في عرض البحر.
تجدر الإشارة إلى أنّ قادة الاتحاد الأوروبي في قمة مالطا خصّصوا 200 مليون يورو لمحاربة التهريب على شواطئ شمال أفريقيا بدلاً من انتظار الناس في عرض البحر وتحديداً في المياه الإقليمية لليبيا والضغط عليها لمزيد من السيطرة على الشواطئ في المرحلة الأولى. لكنّ حقوقيين ومنظمات وطنية تدافع عن اللاجئين والمهاجرين ينتقدون خطوات الاتحاد الأوروبي واعتماده على مبالغ هزيلة وفي الوقت ذاته تخفيض المعونات لدول أفريقية لن توقف عمليات التهريب.
وفي حين يأتي الشعار الاتحاد الأوروبي يقوم بحماية الحدود إلا أنّ الواقع يُظهر بأنّ سفن إيطاليا وبريطانيا الخارجة من الاتحاد هي التي كانت تضطلع بالمهمة في المتوسط وإن من دون نتائج حاسمة لوقف عمليات التهريب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.