الدولة تتصدّى ل "أصحاب الفيل" بمركّب ديني في أغريب أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيّد بو عبد اللّه غلام اللّه يوم الخميس أن 36 ألف جزائري وجزائرية سيؤدّون هذا العام فريضة الحجّ التي ستنطلق الإجراءات التحضيرية الخاصّة بها مباشرة عقب إجراء عملية القرعة المقرّرة في غضون هذا الأسبوع، وبذلك يُنتظر أن "يُبشّر" 36 ألف جزائري بقرب تمكينهم من أداء الرّكن الخامس من أركان الإسلام خلال الأيّام القليلة القادمة· وذكر السيّد غلام اللّه على هامش جلسة علنية للمجلس الشعبي الوطني خصّصت للأسئلة الشفوية أن اللّجنة المكلّفة بتحضير عملية الحجّ ستعمل خلال هذا الموسم على "الارتقاء" بعملها اتجاه الحجّاج الجزائريين من خلال توفير كلّ الشروط المادية والبشرية الضرورية، وأضاف أن البعثة الجزائرية ستسهر على راحة الحجّاج الذين سيصل عددهم هذه السنة إلى 36 ألف حاجّ، إلى جانب تحسين الإيواء والنّقل باستئجار حافلات جديدة وحديثة وذلك لتفادي المشاكل التي واجهوها السنة الفارطة· وبخصوص بناء المسجد الكبير في الجزائر العاصمة، قال السيّد غلام اللّه إن دفتر الشروط الخاصّ بهذا المشروع يوجد حاليا لدى المؤسسات التي وافقت على المشاركة في بناء المسجد وستعرف في شهر جوان المقبل نهائيا المؤسسة التي ستكلّف رسميا بهذه المهمّة، وذكّر في هذا المجال بوجود 7 مؤسسات ما بين جزائرية وأجنبية تمّ اختيارها من أصل 15 مؤسسة ترشّحت لإنجاز هذا المشروع الكبير· على صعيد آخر، أعلن وزير الشؤون الدينية عن مشروع بناء مركّب ديني ببلدية أغريب بولاية تيزي وزو، مشيرا إلى أن هذا المركّب يحوي مسجدا ومدرسة قرآنية ومكتبة وهو يتربّع على مساحة تقدّر بألفين و600 متر مربّع ومضيفا أن الدولة تتكفّل "كلّية" ببناء هذا المركّب، مشيرا إلى أن الجمعية الدينية لهذا المركّب تتشكّل من ممثّلين عن لجان القرى المكوّنة لبلدية أغريب· وفي هذا الشأن أبرز أن هذه المبادرة "الممكنة التحقيق لقيت ترحاب الأغلبية الساحقة من السكان ممّا يمكن -كما قال- من تجنّب صراع مردّه السياسة ووسيلته الدين، وقد يؤدّي إلى اِنفلات للعقد الاجتماعي بالمنطقة الذي يجب أن يجتهد الجميع في تمتينه وتقويته قاعدتيه الأساسيتين هما التمسّك بالإسلام وحبّ الوطن"· وفي معرض حديثه عن منع بناء مسجد بأغريب السنة الفارطة، أكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن تسييس هذه الحادثة "ينطوي على مخاطر كبيرة لأنه يستند على خلفيات إديولوجية اتجاه الذين منعوا بناء المسجد وعلى أخرى اتجاه الذين أرادوا بناء المسجد، فضلا عن الخصوصية الاجتماعية للمنطقة التي ينبغي تفهّمها"· وترجع قضية مسجد أغريب إلى المداولة التي انتهت إليها لجنة القرية التي قرّرت بمقتضاها توسيع المسجد القديم الواقع في محيط مقبرة عتيقة، وبعد الإجراءات الإدارية اللاّزمة انطلقت الأشغال بالفعل إلى أن ظهرت جماعة "أخطأت" أهل القرية، حيث اعتبرت أن "الصلاة في مسجد به قبر باطلة"، وقال في هذا الخصوص إن تكييف قرار هذه اللّجنة تكييفا إيديولوجيا وسياسيا "هو الذي عفّن الوضع الذي انتهى إلى الاحتدام، بل وإلى الصراع"، وأضاف أن "طرفي النّزاع احتكما إلى العدالة التي يجب أن تأخذ مجراها بعيدا عن الاستغلال السياسي والتوجيه الإيديولوجي"·