بعد حول من الجدل ويزيد، يبدو أنه أصبح أخيرا بإمكان كلّ جزائري أن يستخرج جواز سفر بكلّ يُسر وسهوله ودون مشقّة تذكر، وهذا بعد تلك الإجراءات الجريئة المتّخذة من طرف وزارة الداخلية بقيادة السيّد الوزير دحّو ولد قابلية بعد تلك التعليمات التي اتّخذها مجلس الوزراء وبتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة الذي يؤكّد في كلّ مناسبة أن الإدارة في خدمة المواطن، وأن هدف العملية برمّتها هي تقديم خدمة عمومية للشعب الجزائري دون معاناة أو تلاعب بيروقراطي لا طائل منه. إن ما أقدمت عليه وزارة الداخلية من حذف وثيقة الجنسية من ملف طلب جواز سفر هي حقيقة وبكلّ صراحة تخفيف أكيد عن الجماهير الواسعة الرّاغبة في استخراج هذه الوثيقة الهامّة التي لا تعدّ ضرورية، خاصّة بالنّسبة لأولئك الذين يحملون أصلا بطاقة تعريف أو جواز سفر وينوون تجديد أحدهما أو كلاهما. وما تأكيد السيّد الوزير المعني بالقطاع أمام السادة الولاّة أمس على ضرورة السعي يوميا إلى جعل الإدارة أداة تنمية ووسيلة تقارب بين المواطن والسلطات في مختلف المواقع إلاّ دليل قاطع على نيّة الدولة في مواصلة تحسين الأداء الإداري في جميع القطاعات والمرافق العامّة، خاصّة تلك التي لها علاقة مع الجمهور، والتي يتردّد عليها يوميا كالبلديات والدوائر والمديريات ومقرّ الولايات. أنظروا كيف كانت حالة طالبي جواز سفر بالأمس القريب عندما كان يطلب منهم ملفا يعجز عن تحضيره الكثيرون نظرا لاحتوائه على وثائق ومعلومات تكاد تكون تعجيزية، ليس فقط لأن بها شهادة الجنسية وشهادة ميلاد "س12" وشهادة ميلاد الأمّ وإنما لأنها كانت تتطلّب إحضار من يثبت أنك أنت نفسك طالب الجواز، وأنه يجب أن تتذكّر من درسوا معك وأدّوا الخدمة الوطنية، ويجب أن تحلق لحيتك إذا كنت ملتحيا وتنزع خمارها من كانت متحجّبة وتبصم بالعشرة أنت وليس أحدا آخر قد انتحلت شخصيته رغم كلّ الوثائق الثبوتية المقدّمة والصور التي أخذت له من جميع الجهات، لكن اللّه سلّم وسلمنا من كلّ تلك المنغّصات أخيرا.