فيما غيّبت البدائل الرقمية هواية المطالعة الكتب الورقية تحتضر في زمن التكنولوجيا لا يختلف اثنان على أن المطالعة والقراءة غابت في زمن الرقمنة والتكنولوجيا بحيث توارت الكتب عن الأنظار وأضحت في رفوف الارشيف يعلوها الغبار أمام هيمنة الكتب الإلكترونية المطبوعة فيكفي الكبس على زر للاطلاع على مئات الكتب عبر الأنترنت في عصر التكنولوجيات الحديثة. نسيمة خباجة بين عصر وعصر تختفي وسائط المعرفة التقليدية وتبزغ وسائط جديدة وبين هذه وتلك دائمًا ما تثار الأسئلة عن التحديات وسبل البقاء ومواجهة الفناء.. يبدو هذا شديد الانطباق على الكتاب الورقي الذي أصبح الآن بين فريقين: أولهما يرى أن زمنه قد ولى انتهى ومصيره إلى الزوال تحت تأثير الميديا الحديثة وثورة المعلومات الرقمية والاتصالات وتوافر البدائل الرقمية المتعددة والمتنوعة للكتاب في صورته المادية التقليدية. يجسد هذا التصور عبر رسوم كاريكاتورية عادة ما نشاهدها و المثيرة للتأمل والنظر فالكتاب يشيع عبرها إلى القبر وأما المشيعون الذي يرفعون جثته ويستعدون لمواراته التراب هم أجهزة الآي باد والتابلات وأجهزة القارئ الإلكتروني مما يجسد سطوة الوسائط الرقمية الحديثة. الكتب الورقية تقاوم لأجل البقاء فريق ثان ما زال متمسكًا بدافع الحنين و النوستالجيا وأمل خفي في بقاء الكتاب الورقي يؤكد هذا الفريق أنه لا يمكن الاستغناء عنه مهما توافرت البدائل الرقمية وانمحت الحدود والمسافات التجربة والممارسة التي يستند إليها مؤيدو هذا الفريق أنه بالرغم من الثورة الإلكترونية الحاصلة وتوافر كل سبل الحصول على المعلومات واستقاء المعرفة فإن الواقع والحقيقة يؤكدان عزوف رواد الميديا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي عن التعامل مع الوسائط الرقمية في القراءة بشكل كامل ربما كسلًا أو تكاسلًا وربما عدم تمرس واعتياد لكن الأكيد أن السهولة المتناهية في الوصول إلى المعرفة وجمع المعلومات قد صار بوجه من الوجوه سببًا في قلة البحث والتدقيق والتوثيق ومراجعة المعلومات في مضامنها الأصلية عبر الكتب الورقية القديمة. صراعات الأجيال في بقاع متعددة من العالم ومنها عالمنا العربي تبدو الإشكالية أكثر تعقيدًا وتداخلًا فالكتاب الورقي لم يعد يلقى رواجًا كبيرًا وقد أحجم عن قراءته جمهور كبير فكيف بقراءة الكتاب الإلكتروني البعيد عن الشيوع والاستخدام حتى الآن في الوقت الذي مازال فيه الكتاب الكبار والقراء من الأجيال التي تجاوزت الخمسين يفزعون من الكتابة الإلكترونية ولا يزالون يثقون بالورق والكتابة بالقلم فكيف يكون استقبالهم للكتاب الإلكتروني ويتخلون عن الكتاب الورقي؟ هذا في ظن البعض مستحيل وخارج نطاق التصور فضلًا عن التحقق! مزايا وعيوب كثيراً ما نقع في الحيرة على المستوى الذاتي في المفاضلة ما بين القراءة الورقية أو الالكترونية ولا نستطيع تحديد النوع المناسب لنا هل نقرأ من خلال كتاب ورقي؟ أو من خلال وسيط الكتروني؟ القارئ لعملية تطور الكتابة أو الوسيط الكتابي سيجد أن الإنسان قديماً كانت تتجلى متعته في القراءة من خلال الأحجار ليتطور الأمر بعد ذلك على ورق البردي فتأخذ الأمور شكل أسرع في التطور لتصل الى الورق وفي كل مرة كان يواجه المعتادين على وسيط معين اشكالية في التغيير الى وسيط جديد. ومع تطور التقنيات ظهرت ملامح ثورة جديدة في عالم القراءة خصوصاً بعد ظهور الأجهزة اللوحية ذوات الشاشة الكبيرة زد على ذلك هو تطور بيئة الإنترنت والمحتوى العالمي والمحلي حيث أصبحت بالمتوفر على الدوام العديد والعديد من الكتب الحديثة والقديمة وهذا يؤثر بشكل كبير في تحديد عملية القراءة الأنسب للشخص. وعلى ضوء ماسبق فإننا سنورد في التالي أهم الفوارق بين القراءة الالكترونية وتلك الورقية من خلال عقد مقارنة توضيحية للعديد من النقاط: - الكتب الورقية :وجود إحساس حقيقي من خلال حاسة اللمس (لمس الورق). - سهولة تمييز بعض أجزاء الكتاب من خلال وضع علامات وأيضاً وضع فواصل للعودة. - الكتب الورقية قد تُباع تستبدل وتُعار . - الكتب الإلكترونية:التوفر على الدوام حيث يمكنك دائماً وضعه في الحاسوب او في الجهاز اللوحي او في هاتفك المحمول. -السرعة في الإيجاد فقد تحتاج للبحث عن كتاب في موضوع معين فإنك وبفضل التقنية الالكترونية تستطيع ايجاد عشرات الكتب لنفس الموضوع. - سهولة الشراء كل ما عليك هو تحديد الكتاب الذي تريد من بعض المتاجر الالكترونية المتخصصة بالكتب قم بعملية الدفع وستحصل على الكتاب فوراً. اما العيوب فنجد ان الكتب الورقية تتميز بغلاء أسعارها مقارنة بالكتب الإلكترونية الى جانب الوزن أحياناً قد يكون ثقيل مما يعيق فكرة اصطحاب الكتاب في أي مكان وفي حال القراءة ليلاً فإنك بحاجة لإضاءة كما قد يتعرض للتلف أو يتمزق فيفقد قيمته حينها. الى جانب ان بعض العناوين المعينة التي تحتاجها قد لا تجدها في البلد الذي تسكن فيه ما يدفعك لشراءه من الخارج وعليه فإنك ستدفع تكلفة اضافية تتعلق بالشحن ناهيك عن ضياع الوقت والإنتظار لوصول الكتاب. أما الكتب الإلكترونية فمن عيوبها ان تكون الحاجة لوجود كهرباء متوفرة على الدوام وطاقة متوفرة بالجهاز بشكل كامل في حين نفاذ الطاقة قد تفقد متعة القراءة بالانقطاع بالاضافة الى الخوف من وجود أعراض جانبية مستقبلية على العين لكثرة الإطالة في النظر للشاشة والتمعن في القراءة.