الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد
الأمة العربية
الأيام الجزائرية
البلاد أون لاين
الجزائر الجديدة
الجزائر نيوز
الجلفة إنفو
الجمهورية
الحصاد
الحوار
الحياة العربية
الخبر
الخبر الرياضي
الراية
السلام اليوم
الشباك
الشروق اليومي
الشعب
الطارف انفو
الفجر
المساء
المسار العربي
المستقبل
المستقبل العربي
المشوار السياسي
المواطن
النصر
النهار الجديد
الهداف
الوطني
اليوم
أخبار اليوم
ألجيريا برس أونلاين
آخر ساعة
بوابة الونشريس
سطايف نت
صوت الأحرار
صوت الجلفة
ماتش
وكالة الأنباء الجزائرية
موضوع
كاتب
منطقة
Djazairess
افتتاح الملتقى الوطني حول "الأمن القانوني وأثره على التنمية الاقتصادية"
ضرورة تعزيز مكانة الجزائر كمركز موثوق اقتصاديا وآمنا قانونيا
الخطوة تأتي في سياق تأبى فيه الجزائر إلا أن تكون ندا للدول الكبرى
انخفاض أسعار النفط بأكثر من 2 بالمائة
غارات عنيفة يشنها الاحتلال الصهيوني
فلسطين : الاحتلال الصهيوني يعتقل 8 مواطنين
أيام تحسيسية واسعة لمكافحة تعاطي وترويج المخدرات في الوسط المدرسي
برودة شديدة على العديد من ولايات الوطن
البليدة : افتتاح المهرجان الثامن لموسيقى وأغنية العروبي
أم البواقي : تنظم مهرجان البراعم بعين مليلة
أعرب عن "فخري" بالتاريخ الوطني لعائلتي رجالا ونساء
رفض عربي وإسلامي وإفريقي قاطع
التصويت بالإجماع على قانون تجريم الاستعمار وفاء لرسالة الشهداء
الجزائر تهيب بكافة الأطراف اليمنية للتحلّي بروح المسؤولية
تراجع فاتورة واردات البيع على الحالة إلى 7 ملايير دولار
فتح الأفق لشراكات تسهم في دفع التنمية الاقتصادية
رقمنة الخدمات وتوسيع الشبكة خلال 2026
قانون تجريم الاستعمار جاء لتكريس العدالة التاريخية
قانون تجريم الاستعمار الفرنسي قرار سيادي لصون الذاكرة
"الخضر" لتأمين التأهل للدور ثمن النهائي
بيت الجدة.. بين الشوق ومتاعب الأحفاد
شكولاطة الأسواق تحت المجهر
التنمية تغيّر وجه منطقة سيدي بختي
اتحادية الشطرنج تختار ممثلي الجزائر في الموعدين العربي والقاري
نخبة العدو الريفي تختتم تربص بجاية الإعدادي
صدور كتاب "رحلتي في عالم التعبير الكتابي"
إعادة بعث الوحدات الصناعية مشروع اقتصادي متكامل
شنقريحة يوقّع على سجل التعازي
شروط جديدة لاعتماد المدارس الخاصّة
بداري: الجامعة الجزائرية ماضية
وكالة النفايات تحسّس
لوكا زيدان فخور
الخضر .. بين الثقة والحذر
وهران.. أفضل وجهة سياحية صاعدة في إفريقيا
تكريم رئاسي لعلّامة بارز
لاناب تحتفي ب خليفة
برنامج علمي وروحي بجامع الجزائر لفائدة 52 طالباً من أبناء الجالية بالخارج
نجل فرحات مهني يعلن تبرؤه من مشروع "الماك" ويؤكد تمسكه بالوحدة الوطنية
منجم "غار اجبيلات" رسالة قوية تكرس مبدأ السيادة الاقتصادية الوطنية
غارات عنيفة يشنها الاحتلال الصهيوني
خنشلة : توقيف 04 أشخاص و حجز صفيحة مخدرات
تمديد مدة المرحلة الثانية للتلقيح ضد شلل الأطفال
انطلاق الطبعة14 لمهرجان موسيقى الحوزي
مقتل إسرائيلييْن في عملية طعن ودهس نفذها فلسطيني..غزة تستقبل العام الجديد بأوضاع كارثية وأزمة إنسانية كبيرة
رأس السنة الأمازيغية : برنامج غني للإحتفالات الوطنية في بني عباس
مشروع قانون جديد للعقار الفلاحي قريبا على طاولة الحكومة لتوحيد الإجراءات ورفع العراقيل عن الفلاحين
معنى اسم الله "الفتاح"
.. قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
مستعدون لتقديم كل ما لدينا من أجل الفوز
تغلب ضيفه مستقبل الرويسات بثنائية نظيفة..اتحاد العاصمة يرتقي إلى الوصافة
الرابطة الأولى موبيليس : الكشف عن برنامج الجولة ال14
التقوى وحسن الخلق بينهما رباط وثيق
الجزائر ماضية في ترسيخ المرجعية الدينية الوطنية
اتفاقيات لتصنيع أدوية لفائدة شركات إفريقية قريبا
التكفل بمخلفات المستحقات المالية للصيادلة الخواص المتعاقدين
صحيح البخاري بمساجد الجزائر
صناعة صيدلانية: تسهيلات جديدة للمتعاملين
انطلاق المرحلة الثانية للأيام الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
هل أنت مستعد لرمضان؟
أخبار اليوم
نشر في
أخبار اليوم
يوم 06 - 04 - 2021
*الشيخ أحمد الحزيمي
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ.. الْكُلُّ يَسْتَعِدُّ نَعَمْ الْكُلُّ يَسْتَعِدُّ لِرَمَضانَ.. فَالتُّجَّارُ يَسْتَعِدُّونَ.. وَالْقَنَوَاتُ تَسْتَعِدُّ.. وَالْمَقَاهِي وَالاِسْتِرَاحَاتُ تَسْتَعِدُّ.. فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدٌّ لِرَمَضانَ؟
نَعَمْ.. لَمْ يَتَبَقَّ - أَيهَا الإِخْوَةُ - عَلَى فَتْحِ أَبْوَابِ الْجِنَانِ وَتَغْلِيقِ أَبْوَابِ النِّيَرانِ وَتَصْفِيدِ الشَّيَاطِينِ إلّا أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ. فِي هَذِهِ الْأيَّامِ اسْتَشْعِرْ أَنَّ أَمَامَكَ مَوْسِمًا عَظِيمًا التَّفْرِيطُ فِيه حِرْمَانٌ وَخَسَارَتُهُ تَعْنِي الْخَسَارَةَ بمعناها الْكَامِلِ.
الاِسْتِعْدَادُ لِهَذَا الشَّهْرِ يَعْنِي اسْتِحْضَارَ نِيَّةِ التَّحَدِّي وَالتَّنَافُسِ فِي أَبْوَابِ الْخَيرَاتِ وَالطَّاعَاتِ ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ نَعَمْ رَمَضانُ هُوَ الْوَقْتُ الْمُخَصَّصُ لِلتَّغْيِيرِ وَلَكِنَّ الاِسْتِعْدَادَ لَهُ بَاكِراً يَصْنَعُ فَرْقًا كَبِيرًا.
إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ رَمَضانَ بِهِمَّة عَالِيَة فَلَا بُدَّ مِنْ تَمَارِينِ الْعَزِيمَةِ وَالْهِمَّةِ وَهَذِهِ التَّمارينُ تُعْتَبَرُ اسْتِعْدَادًا حَقِيقِيًّا عَمَلِيًّا قَبْلَ رَمَضانَ تُرَوَّضُ فِيهَا النَّفْسُ فَتَتَعَوَّدَ عَلَى الطَّاعَةِ وَتَأْلَفُهَا حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَمَضانُ كَانَتْ نَفْسُكَ لَيِّنَةً مُنْقَادَةً فَلَا تُخَالِفُكَ فِيمَا تُطَالِبُهَا بِهِ مِنْ طَاعَات كَمَا هُوَ الْحالُ فِي الْمُسَابَقَاتِ الرِّياضِيَّةِ الْمُتَنَوِّعَةِ حَيْثُ لَا بُدَّ لِمَنْ يُرِيدُ الْمُنَافَسَةَ مِن فَتْرَة كَافِيَة مِنَ التَّدْرِيبِ والتَّأهِيلِ حَتَّى يَسْتَطِيعَ أَنْ يُنَافِسَ.
وَكَثِيرٌ مِنَ الأَعْمَالِ فِي رَمَضانَ هِي أَعْمَالٌ بَدنِيَّةٌ تَحْتَاجُ إِلَى صَبْر وَتَحَمُّل فَمَنْ دَخَلَ عَلِيهِ الشَّهْرُ وَلَمْ يُرَوِّضْ نَفْسَهُ فَإِنَّه رُبَّمَا مَلَّ مِنْ مُغَالَبَةِ نَفْسِهِ وَقَهرِهَا عَلَى نَوَافِلِ الْعِبَادَاتِ فَيَنْقَطِعُ عَنِ الْمُتَسابِقِينَ وَيَكْتَفِي بِالْفَرَائِضِ مَعَ تَقْصيرِهِ فِيهَا وَيُحْرَمُ بَرَكَةَ رَمَضانَ وَفَضْلَهُ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَعِدَّ بِهِ لِرَمَضانَ أَنْ تَتَأَهَّبَ لَهُ قَبْلَ دُخُولِهِ بِنَفْس مُسْتَبْشِرَة وَأَنْ تَتَلَهَّفَ وَتَسْتَشْرِفَ لِقُدُومِهِ وَهَذَا مِنْ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ نَعَمْ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِقُدُومِ شَهْرِ رَمَضانَ ويَستَبشِرونَ وَيَحْمدُونَ اللهَ أَنْ بَلَّغَهُمْ إِيَّاهُ وَيَعْقِدُونَ الْعَزْمَ عَلَى تَعْمِيرِهِ بِالطَّاعَاتِ وَزِيادَةِ الْحَسَنَاتِ وَهَجْرِ السَّيِّئَاتِ وَأُولَئِكَ يُبَشَّرُونَ بَقولِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾. لِماذا؟ لِأَنَّ مَحَبَّةَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَالاِسْتِبْشَارِ بِهَا فَرْعٌ عَنْ مَحَبَّة اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ: وَمِنْ صُوَرِ الاسْتِعْدَادِ لِهَذَا الْمَوْسِمِ الْعَظِيمِ: التَّوْبَةُ إِلَى اللهِ فَنَحْنُ مُنْذُ مَا يَزِيدُ عَلَى عَشْرَةِ أَشْهُر وَنَحْنُ نُخَالِطُ الذُّنُوبَ وَنُقَصِّرُ فِي الطَّاعَاتِ وَها قَدْ أَقْبَلَتْ أيَّامُ الْمُصَالَحَةِ وَالتَّوْبَةِ فَإِنَّ هَذَا الْقَلْبُ الضَّعِيفُ تُغَطِّيهِ الذُّنُوبُ وَالسَّيِّئَاتُ وَيَعْلُوهُ الرَّانُ وَيَثْقُلُ عَنِ الطَّاعَةِ وَيَنْغَمِسُ فِي الدُّنْيا وَشَهَوَاتِهِا فَمِثْلُ هَذَا الْقَلْبِ يَحْتَاجُ إِلَى تَطْهِير وَتَزْكِيَة وَتَمْرِينٌ عَلَى الطَّاعَةِ لِيَدْخُلَ مَوْسِمَ الْخَيْرِ وَهُوَ مُشْتَاقٌ لِلْعِبَادَةِ مُعْتَادٌ عَلَيهَا فَالتَّوْبَةُ وَاجِبَةٌ فِي كُلِّ وَقْت لَكِنْ بِمَا أَنَّنَا سُنقدِمُ عَلَى شَهْر عَظِيم مُبَارَك فَإِنَّ مِنَ الأَحْرَى أَنْ نُسَارِعَ بِالتَّوْبَةِ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَبِّنَا مِنْ ذُنُوب وفِيمَا بَيْنَنا وَبَيْنَ النَّاسِ مِنْ حُقوق لِيَدْخُلَ عَلَينَا هَذَا الشَّهْرُ الْمُبَارَكُ فنَنشَغِلَ بِالطَّاعَاتِ وَالْعِبَادَاتِ بِسَلاَمَةِ صَدْر وَطُمَأْنِينَةِ قَلْب . ولْنُكْثِرْ مِنَ الاِسْتِغْفارِ فَالذُّنُوبُ تَحْجُبُ الْخَيرَاتِ. قَالَ تَعَالَى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
وَمِنْ صُوَرِ الاِسْتِعْدَادِ لِرَمَضانَ: الصِّيَامُ وَهُوَ أَوَّلُ مَا يَنبغِي أَنْ يَتَدَرَّبَ عَلَيه الْعَبْدُ قَبْلَ دُخُولِ رَمَضانَ خَاصَّةً فِي هَذَا الزَّمَنِ الَّذِي طَالَ فِيه النَّهَارُ وَقَصُرَ فِيه اللَّيْلُ وَزَادَ فِيه عَدَدُ سَاعَاتِ الصِّيَامِ وَرُبَّما وَافَقَ حُرٌّ شَدِيدٌ يُصْبِحُ الصِّيَامُ شَاقًّا عَلَى النَّفْسِ مُتْعِبًا لَهَا. فَلَا بُدَّ مِنْ تَمرِينِ النَّفْسَ عَلَى هَذِهِ الطَّاعَةِ. وَقَدْ كَانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ الْإكْثَارُ مِنَ الصِّيَامِ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الصِّيَامِ عِنْدَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَلَا نَنْسَ أَنْ نُذَكِّرَ أَخَوَاتِنَا وَبَنَاتِنَا بإِبرَاءِ ذِمَّتِهِمْ للهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الصِّيَامِ الْوَاجِبِ عَلَيهِمْ. فَإِذَا كَانَ عَلَيهَا أيامٌ مِنْ رَمَضانَ السَّابِقِ فَلْتُسْرِعْ بِصِيَامِهَا قَبْلَ دُخُولِ رَمَضانَ التَّالِي فعَنْ أَبِي سَلَمةَ قَالَ: سَمِعَتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ متفقٌ عليهِ.
وَمِنْ صُوَرِ الاِسْتِعْدَادِ أيضاً: قِرَاءةُ الْقُرْآنِ يَقُولُ أَنَسُ بْنُ مَالِك صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا دَخَلَ شَعْبَانُ انْكَبُّوا عَلَى الْمَصَاحِفِ فَقَرَؤُوهَا وَأَخْرَجُوا زَكاةَ أَمْوَالِهِمْ تَقوِيةً لِلضَّعِيفِ وَالْمِسْكِينِ عَلَى صِيَامِ رَمَضانَ . وَقَالَ أحَدُ السَّلَفِ: شَعْبَانُ شَهْرُ القُرَّاءِ فَالَّذِي تَعَوَّدَ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَى وِرْدِهِ الْقُرْآنِيِ قَبْلَ رَمَضانَ سَيُحَافِظُ عَلَيهِ إِنَّ شَاءَ اللهُ فِي رَمَضانَ... وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَعْمَالِ العبادية الَّتِي يَتَهَيَّأُ بِهَا قَبْلَ دُخُولِ هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيمِ كَقِيَامِ اللَّيْلِ والتَّبكيرِ لِلْمَسْجِدِ وَالْمُكْثِ فِيهِ طَوِيلاً قَبْلَ الصَّلاَةِ وَبَعْدَهَا وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى نَوَافِلِ الْعِبَادَاتِ وَالْإكْثَارِ مِنَ الذِّكْرِ وَحِفْظِ الْبَصَرِ وَالسَّمْعِ وَاللِّسَانِ عَمَّا حرَّمَ اللهُ.
وَمِنْ صُوَرِ الاِسْتِعْدَادِ والتَّهيِئَةِ: قِرَاءةُ فَضَائِلِ رَمَضانَ وَصِيَامِهِ وَقيامِهِ وَفَضَائِلِ قِرَاءةِ الْقُرْآنِ وَفَضَائِلِ الْعَشرِ الْأَخِيرَةِ وَفَضَائِلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَتَدَبُّرِ مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالْأَحادِيثِ وَمَعْرِفَةِ مَا فِيهَا مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ فَإِنَّ مَعْرِفَةَ فَضْلِ ذَلِكَ يُحَفِّزُ النَّفْسَ إِلَى تَحْصِيلِهِ وَعَدَمِ إِضاعَةِ شَيْء مِنْه.
وَمِمَّا يُوصَى بِهَا فِي الاِسْتِعْدَادِ لِهَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ: تَحْدِيدُ الْأَهْدَافِ وَنَقْصِدُ بِتَحْدِيدِ الْأَهْدَافِ: مَا الَّذِي تُرِيدُ تَحْقِيقَهُ فِي رَمَضانَ؟ وَكَيْفَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ مِنْه؟ فَمِنْ أَعْظَمِ مَا يُرَادُ تَحْقِيقُهُ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ تَقْوَى اللَّهِ وَهِي الثَّمَرَةُ الْعَظِيمَةُ وَالْغَايَةُ السَّامِيةُ مِنَ الصِّيَامِ فَشَهْرُ رَمَضانَ هُوَ دَوْرَةٌ تأهيليَّةٌ مُكَثَّفَةٌ تَعِيشُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا صَلاَةً وَذِكْرًا وَصَدَقَةً وَبِرًّا ثَلَاثِينَ يَوْمًا تُرَاقِبُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَفْعَالِكَ وَأَقْوَالِكَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا لَا تَقْتَرِبُ مِنَ الْمَعَاصِي خَشْيَةً للهِ وَخَوْفًا عَلَى صِيَامِكَ أَنْ يَضِيعَ.
وَمِنْ أَهَمِّ الْأَهْدَافِ وَأَعْظَمِهَا وَالَّتِي لَا بُدَّ أَنْ تَضَعَهَا نُصْبَ عَيْنَيْكَ فِي رَمَضانَ: الْعِتْقُ مِنَ النَّارِ فإِنَّ مَن نَالَهُ نَالَ - واللهِ - فَوْزًا عَظِيمًا نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ عُتقَائِهِ مِنَ النَّارِ. قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْم وَلَيْلَة لِكُلِّ عَبْد مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَعْنِي: فِي رَمَضانَ رَوَاهُ الْإمَامُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الألبانيُّ.
وَمِنَ الأَهْدَافِ الَّتِي يَنبَغِي أَلَا تَغِيبَ عَنِ الأذهانِ: إِدْرَاكُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّمَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ متفقٌ عليه فاجْعَلْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ نُصْبَ عَيْنَيْكَ وَضَعْهَا هَدَفًا عَظِيمًا لَكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَإِذَا فُزْتَ بِهَا فُزْتَ بِخَيْر عَظِيم قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْقَدْرِ: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْر ﴾.
رَمَضانُ - أَيُّهَا الْكرامُ - فُرْصَةٌ لَا تُعَوَّضُ هُوَ نَفْحَةٌ مِنْ نَفْحَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّعِيدُ مَنِ اسْتَغَلَّهَا وَفَازَ بِهَا فَاسْتَعِدَّ لَهُ جَيِّدًا بَلَّغَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ رَمَضانَ وَأَعَانَنَا عَلَى عِبَادَتِهِ فِيه عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يُرْضِيهِ عَنَّا.
بَارَكَ الله لي ولكم في القرآن.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
هكذا يكون التدريب على الطاعات في شهر شعبان
وقفات تربوية مع شهر شعبان:
وقفات تربوية مع شهر شعبان
الاستعداد لرمضان:
عشر وقفات تربوية مع شعبان
أبلغ عن إشهار غير لائق