الصين تؤكّد ثبات موقفها من القضية الصحراية    قانون الإجراءات الجزائية الجديد محور يوم دراسي    سعيود: خدمة المواطن في صميم أولويات الدولة    جلاوي يلتقي نائب رئيس الوكالة الصينية للتعاون الدولي    تعزيز مكانة الجزائر كفاعل رئيسي في التعاون الجبائي الإفريقي    سفير النمسا يشيد بدور الجزائر    الجزائر لم تتخلّف يوماً عن نصرة الأشقاء العرب    الجزائر تواصل رفع راية الحريّة والكرامة    بوعمامة يستقبل وزير الإعلام الفلسطيني    الشرطة تُحسّس من الأخطار    قافلة للذاكرة الوطنية    السوق الوطنية للتأمينات تسجل ارتفاعا بنسبة 1,8بالمائة    دراسة لإنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم 6 الرابط بين معسكر وسعيدة    عبد اللطيف تعرض ميزانية التجارة الداخلية    بيسط يشرح مقترح البوليساريو لتسوية القضية الصحراوية    ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 68643 شهيدا و170655 مصابا    مجموعة "أ3+" تؤكد أن الانتخابات المقبلة في جمهورية إفريقيا الوسطى فرصة أساسية لتعزيز السلام في البلاد    مشاركون في ندوة حول حربي 1967 – 1973..الجزائر لم تتخلف يوما عن نصرة أشقائها العرب    تكامل الجهود لصون مكانة الأسرة الثّورية    إحباط محاولة إدخال 7 قناطير من الكيف عبر الحدود مع المغرب    البليدة..غرس أكثر من 30 ألف شجيرة    رئيس مجلس الأمّة يزور سفارة الجزائر في أنغولا    محطة تاريخية حقّقت الاستقلال الإعلامي    "صباحيات الوقاية" تشرّح واقع السلامة والصحة المهنية    تجديد العهد مع النّضال ضد نظام المخزن    مشاريع استراتيجية لتخزين الحبوب    الفروع الرياضية على موعد مع منافسات محلية ودولية    بيتكوفيتش مرتاح لعودة بعض الركائز    "القاتل الصامت"يجدد الموعد مع انخفاض درجات الحرارة    الكشف المبكر حل أمثل للوقاية والعلاج    المستفيدون يطالبون بإنصافهم    ناصرية بجاية يواجه نادي سلوى الكويتي اليوم    دعوة لتأسيس قاعدة بيانات الأدب الجزائري المهاجر    الوقاية من مخاطر البحر وتعزيز ثقافة الأمن    تجذير الروابط الثقافية بين الجزائر وبلاد    إبراز الدور الريادي للإعلام الوطني    تسهيلات لفائدة المستثمرين والمنتجين    56 ألف إصابة بالسرطان في سنة واحدة بالجزائر    صالون الجزائر الدولي للكتاب يفتح أبوابه في طبعته ال28 تحت شعار "الكتاب ملتقى الثقافات"    عسلاوي تشارك في أشغال المؤتمر العالمي للعدالة الدستورية    المسار الإعلامي الجزائري طويل ومتجذر في التاريخ    تساهم في "توجيه السياسات الصحية بصورة أكثر دقة وفعالية"    الجزائر تؤكد التزامها الراسخ بتعزيز وحدة إفريقيا وخدمة قضاياها    ميسي يتطلّع لمونديال 2026    63 عاماً من السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون    الدكتور مصطفى بورزامة: الإعلام الجزائري منبر وطني حرّ وامتداد لمسار النضال    التلقيح ضروري لتفادي المضاعفات الخطيرة    بطولة الرابطة الثانية:اتحاد بسكرة يواصل التشبث بالريادة    كأس افريقيا 2026 /تصفيات الدور الثاني والأخير : المنتخب الوطني النسوي من أجل العودة بتأشيرة التأهل من دوالا    المنافسات الإفريقية : آخرهم مولودية الجزائر .. العلامة الكاملة للأندية الجزائرية    مباشرة حملات تلقيح موسعة ضد الدفتيريا بالمدارس    ميزانُ الحقِّ لا يُرجَّحُ    الشبيبة تتأهل    شروط صارمة لانتقاء فنادق ومؤسّسات إعاشة ونقل الحجاج    ما أهمية الدعاء؟    مقاصد سورة البقرة..سنام القرآن وذروته    فضل حفظ أسماء الله الحسنى    معيار الصلاة المقبولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي قطاف من بساتين الشعر العربي
نشر في أخبار اليوم يوم 22 - 11 - 2021


مراصد ثقافية
إعداد: جمال بوزيان
أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي
قطاف من بساتين الشعر العربي
ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها توثيقاً لإبداعاتهم وتكريما لأصحابها وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم المبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود بها قرائحهم.
هَذِي الجزائرُ..
الشاعر فريد مرازقة– الجزائر
هَذِي الجَزَائِرُ أُمُّ الشِّعْرِ وَالنَّغَمِ
فِي وَصْفِهَا تَعْجزُ الأجناسُ عَنْ كَلِمِ
الإنْسُ فِيهَا يَرَى مَا لَا العُيُونُ رَأَتْ
كَأَنَّهَا جَنَّةٌ فِي حَضْرَةِ الأُمَمِ
جَبَالُهَا فِي سَمَاءِ الفَخْرِ شَامِخَةٌ
تِلَالُهَا بِالهَوَا تَقْضِي علَى السَّقَمِ
صَحْرَاؤُهَا ذَهَبٌ لَا شَيْئَ كَدَّرَهُ
مِنْ صَرْعِهِ مَنْ رَأَى ذَا الحُسْنَ لَمْ يَقُمِ
بِشَرْقِهَا نَخْوَةٌ تَبْدُوا لِزَائِرِهِ
وَغَرْبُهَا فِيهِ أَهْلُ الجُودِ وَالكَرَمِ
شَمَالُهَا لَوْحَةٌ زَرْقَاء قَدْ رُسِمَتْ
وَرَمْلُهَا بَسْمَةٌ فِي ثَغْرِ مُبْتَسِمِ
تَوَسَّطَتْ أَرْضَهَا فِي غِبْطَة مُدُنٌ
سُكَانُهَا مِنْ كِبَارِ العِلْمِ وَالقَلَمِ
جَنُوبُهَا -وَيْلَتَاهُ- الحُسْنُ أَغْرَقَهُ
مَنْ عَاشَ فِي حُضْنِهِ بِالدِّينِ يَسْتَقِمِ
رِجَالُهَا جَيشُ جِنّ لَيْسَ يُخْضِعُهُ
مُحَارِبٌ شَرِسٌ سَلْ ثَوْرَةَ القِدَمِ
هُمْ كَالأُسُودِ إذَا حَلَّتْ بِهِمْ كُرَبٌ
لَمْ يَسْجُدُوا أَبَدًا إلَّا لِرَبِّهِمِ
أَقْمَارُ هُمْ فِي العُلَا بِالعِلْمِ قَدْ رُفِعَتْ
فِي جَمْعِهِمْ إِنْ سَمِعْتَ القَوْلَ لَمْ تَنَمِ
بِجَمْعِهِمْ لَا تَرَى حِقْدًا عَلَى أَحَد
وَالفَرْدُ لَيسَ إِذَا يَقْوَى بِمُنْتَقِمِ
نِسَاؤُهَا حُسْنُهُنَّ اللَّهُ أَبْدَعَهُ
مَا مِثْلُهُ فِي نِسَاءِ العُرْبِ وَالعَجَمِ
فِيهِنَّ مَا لَا يُرَى فِي الجِنِّ أَوْ مَلَك
مِنْهُنَّ شَمْسُ الدُّنَا تَغْتَاظُ فِي أَلَمِ
إِذَا بَدَيْنَ صَرَعْنَ الخَلْقَ مِنْ خَجَل
حَيَاؤُهُنَّ عَلَا كَالنَّسْرِ فِي القِمَمِ
لَكِنَّهُنَّ ظِبَاءٌ وَالظِبَا أَلَمٌ
إنْ خُنْتَهُنَّ تَرَ النِّيرَانَ فِي الظُّلَمِ
لَا تَعْجَبَنْ أَبَدًا! هَذِي جَزَائِرُنَا
أَرْضُ الشَّهَادَةِ وَالمِلْيُونِ مُعْتَصِمِ
أَرْضُ الحَرَاكِ وَفِيهَا الظُّلْمُ مُنْكَسِرٌ
مَنْ رَامَ فِي دَارِهَا الطُّغْيَانَ يَنْهَزِمِ
خَيْرَاتُهَا تُغْرِقُ الأَكْوَانَ فِي رَغَد
وَغَيْثُهَا يُخْرِجُ الحَبَّاتِ مِنْ عَدَمِ
فَإنَّهَا آيَةٌ للنَّاسِ كُلِّهِمُ
حَتَّى لِمَنْ بِهَوَى القُرْآنِ لَمْ يَهِمِ
شَبَابُهَا كَالأُسُودِ اللَّهُ يَحْفَظُهُمْ
فَكُلُّهُمْ عَاشِقٌ أَلْوَانَ ذَا العَلَمِ
تَرَاهُمُ حِينَ بَأْس وَاقِفِينَ مَعًا
كَأَنَّهُمْ وَاحِدٌ يَعْتَزُّ بِالقَسَمِ
إِذَا عَلَا صَوْتُهُمْ كُلُّ النُّجُومِ هَوَتْ
وَكَيفَ لَا وَهُمُ أَحْفَادُ مُلْتَزِمِ
وَأَصْلُهُمْ شَامِخٌ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمُ
(جَزَائِرِيٌّ) يَقُولُ الكُلُّ فِي نَغَمِ
بَنَاتُهَا قَدْ سَحَرْنَ الحُسْنَ فِي أَلَق
مَنْ غَيْرَهُنَّ هَوَى يحْيَا عَلَى نَدَمِ
شَاوِيَّةٌ عَيْنُهَا تُرْدِي الجُيُوشَ إذَا
تَرْقِيَّةٌ أَعْلَنَتْ حَرْبًا عَلى السَّدِمِ
تَلِّيَّةٌ إنْ شُعَاعُ الشَّمْسِ لَامَسَهَا
يَخْجَلْ وَأَنْوَارُهُ فِي الكَوْنِ لَمْ تَدُمِ
هُنَّ الحَرَائِرُ سَلْ بِنْتَ القَبَائِلِ قَدْ
تَحْظَى بِأَجْوِبَة يَا نَاظِمَ الكَلِمِ
تَارِيخُهَا ضَارِبٌ فِي الأَرْضِ مُذْ أَزَل
وَفَرْعُهَا شَامِخٌ يَعْلُو عَلَى الغَمَمِ
مِنْ قَبْلِ غَزْوِ الَّتِي لَا شَيئَ يُشْبِعُهَا
أَوْ بَعْدِهِ فَهْيَ لِلْعُدْوَانِ كَاللُّجُمِ
أُسْطُولُهَا كَانَ يَحْمِي البَحْرَ فِي زَمَن
فِيهِ الفِرَنْجَةُ كَانُوا مَجْمَعَ الخَدَمِ
يُخِيفُهُمْ دَائِمًا قُرْصَانُ بَحْرِهِمُ
لَكِنَّهُ إنْ رَأَى الأُسْطُولَ يَلْتَثِمِ
بِأَرْضِهَا يَرْقُدُ المِلْيُونُ فِي رَغَد
وَنِصْفُهُ اسْتُشْهِدُوا مِنْ أَجْلِ ذَا العَلَمِ
كَنَجْمَة وَهِلَال فِي العُلَا ارْتَقَيَا
وَرَدَّدَا (قَسَمًا) بِالقَوْلِ مِلْءَ فَمِ
هَذِي جَزَائِرُنَا لَا الغَيْمُ يَحْجُبُهَا
وَلَا كَلَامُ فَرَنْسِيّ مِنَ العَجَمِ
فَإنَّهَا جَمَعَتْ فِي حِجْرِهَا أُمَمًا
آخَتْ وَمَا زَوَّرَتْ مَا قِيلَ فِي القِدَمِ
لِفَحْلِهَا عِزَّةٌ لَا صَخْرَ يَكْسِرُهَا
حَتَّى وَلَوْ رُمِيَتْ مِنْ أَشْمَخِ القِمَمِ
يَقُومُ مِنْ عَثْرَة فِي حِينِهَا وَلَهُ
مِنْ بَعْدِهَا قَفْزَةٌ تُرْدِي ذَوِي الهِمَمِ
حَتَّى نُجُومُ العُلَا مِنْ بَأْسِهِ انْتَقَبَتْ
يَا لَيْتَ كُنَّا لَهُ قَالَتْ وَفِي نَهَمِ
يَا لَيْتَ كُنَّا نِسَاءً فِي مَنَازِلِهِ
فَحُسْنُهُ هَدَّنَا وَالنُّورُ لَمْ يَحُمِ
يَا لَائِمِي فِي الهَوَى شِعْرِي لَهَا سَنَدٌ
حَتَّى وَلَوْ بَعْدَهُ يُسْقَى التُّرَابُ دَمِي
فَهْيَ الَّتِي أَوْقَدَتْ بِالصَّدْرِ شُعْلَتَهَا
إنِّي فُتِنْتُ بِهَا بِالرَّغْمِ مِنْ سَقَمِي
لَوْ كُنْتَ يَا عَاذِلِي جَرَّبْتَ لَسْعَتَهَا
فِي الحُبِّ أَوْ ذُقْتَ مِنْهَا أَعْذَبَ النَّغَمِ
لَمِتَّ فِي عِشْقِهَا مُسْتَشْهِدًا وَلَقُلْ
تَ فِي صَبَابَتِهَا شِعْرًا وَلَمْ تَلُمِ
هِيَ الَّتِي حُسْنُهَا لَا حُسْنَ شَابَهَهُ
مَنْ عَاشَ فِي حُضْنِهَا يَخْرَسْ وَيَنْكَتِمِ
(مَازِيغُ) قَدْ مَدَّهَا فَخْرًا وَأَصَّلَهُ
(عُرُوبَةٌ) فَرْعُهَا ذِي أَعْظَمُ النِّعَمِ
لَا فَرْقَ بَيْنَ أَمَازيغ وَلَا عَرَب
فَكُلُّهُمْ إخْوَةُ الإسْلَامِ مُذْ قِدَمِ
خَابَ الَّذِي بَيْنَهُمْ يَهْوَى مُفَارَقَةً
فَإنَّهُ سَوْفَ يَلْقَى الدَّوْسَ بِالقَدَمِ
رُمُوزُهَا أَجْبُلٌ صَحْرَاءُ أَوْ فَنَكٌ
وَجَيْشُهَا سَاطِرٌ بِاللَّيْلِ لَمْ يَنَمِ
شَبَابُهَا وَعْيُهُ مَدَّ الدُّنَا أَمَلًا
لَا مِثلَ غَرْب يُحِبُّ الرَّكْضَ كَالغَنَمِ
شُيُوخُهَا عِلْمُهُمْ لَا أَرْضَ تُنْكِرُهُ
سَلْ شَامَنَا عَنْهُمُ وَلْتَسْتَمِعْ وَقُمِ
عَبْدُ الحَمِيدِ وَمُفْدِي أَغْرَقَا أُمَمًا
عِلْمًا وَشِعْرًا فَلَا تُنْكِرْ وَلَا تَلُمِ
هِيَ الَّتِي حُسْنُهَا لَا حُسْنَ شَابَهَهُ
مَنْ عَاشَ فِي حُضْنِهَا يَخْرَسْ وَيَنْكَتِمِ
(مَازِيغُ) قَدْ مَدَّهَا فَخْرًا وَأَصَّلَهُ
(عُرُوبَةٌ) فَرْعُهَا ذِي أَعْظَمُ النِّعَمِ
لَا فَرْقَ بَيْنَ أَمَازيغ وَلَا عَرَب
فَكُلُّهُمْ إخْوَةُ الإسْلَامِ مُذْ قِدَمِ
خَابَ الَّذِي بَيْنَهُمْ يَهْوَى مُفَارَقَةً
فَإنَّهُ سَوْفَ يَلْقَى الدَوْسَ بِالقَدَمِ
رُمُوزُهَا أَجْبُلٌ صَحْرَاءُ أَوْ فَنَكٌ
وَجَيْشُهَا سَاطِرٌ بِاللَّيْلِ لَمْ يَنَمِ
شَبَابُهَا وَعْيُهُ مَدَّ الدُّنَا أَمَلًا
لَا مِثلَ غَرْب يُحِبُّ الرَّكْضَ كَالغَنَمِ
شُيُوخُهَا عِلْمُهُمْ لَا أَرْضَ تُنْكِرُهُ
سَلْ شَامَنَا الأَقْصَى وَلْتَسْتَمِعْ وَقُمِ
عَبْدُ الحَمِيدِ وَمُفْدِي أَغْرَقَا أُمَمًا
عِلْمًا وَشِعْرًا فَلَا تُنْكِرْ وَلَا تَلُمِ
نَظَمتُ فِيهَا حُرُوفًا وَالحُرُوفُ إذَا
كَتَبْتُهَا فِي هَوَاهَا خُضِّبَتْ بِدَمِي
وَقُلْتُ فِيهَا قَرِيضًا لَيْسَ يَفْهَمُهُ
إلَّا الَّذِي طِيبُهُ مِنْ أَعْظَمِ الشِّيَمِ
آذَانُ كُلِّ الدُّنَا قْدْ مَدَّهَا طَرَبًا
حَتَّى الَّتِي سَمْعُهَا عَانَى مِنَ الصَّمَمِ
وَكَيْفَ لَا تَسْمَعُ الآذَانُ قَوْلَ فَم
إنْ قَالَ شِعْرًا جَثَا جِنٌّ وَلَمْ يَقُمِ
أَنَا الَّذِي شِعْرُهُ كَالنَّارِ مُلْتَهِبٌ
سَلِيلُ قَيْس أَتَى مِنْ أَعْرَقِ الأُمَمِ
إنْ قُلْتُ شِعْرَا رَأَيْتَ الوَزْنَ مُكْتَمِلًا
وَإنْ صَمتُّ صُخُورُ الأَرْضِ تَصْطَدِمِ
مَحَبَّتِي لِأَخِي لَا قَلْبَ يُنْكِرُهَا
فَالحُبُّ فِي خَافِقِي مِنْ أَكْمَلِ القِيَمِ
جَزَائِرِيٌّ أَنَا قَيْسِيُّ مَفْخَرَة
وَبَرْبَرِيُّ هَوًى مَا جِئْتُ مِنْ عَدَمِ
جَزَائِرِي هَذِهِ فِي عِشْقِهَا نُظِمَتْ
كُلُّ الفَرَائِدِ مِنْ شِعْر وِمِنْ حِكَمِ
فَهْيَ الَّتِي بَحْرُهَا لَا وَزْنَ أَدْرَكَهُ
تَفْعِيلَةٌ لَا تُرَى مِنْ شَاعِر قَزَمِ
أَنْغَامُهَا هَيَّجَتْ فِي الشِّعْرِ أَبْحُرَهُ
حَتَّى البَسِيطُ بَكَى مِنْ حَسْرَةِ النَّدَمِ
يَقُولُ: يَا لَيْتَ وَزْنِي كَانَ شَابَهَهَا
لِيَغْرَقَ الشِّعْرُ بِالأَوْزَانِ فِي النِّعَمِ
فَرِيقُهَا شَامِخٌ خَرَّتْ لَهُ فِرَقٌ
قَدْ عَذَّبَ القَوْمَ فِي المَيْدَانِ بِالقَدَمِ
رِجَالُهُ كُلُّهُمْ حَتَّى وَلَوْ مُنِعُوا
إصْرَارُهُمْ صَخْرَةٌ فِي وَجْهِ مُتَّهِمِ
(جَمَالُ) أَعْطَاهُمُ بَأْسًا وَمَوْعِظةً
حَتَّى الشِّبَاكُ بَكَتْ مِنْ ضَرْبِ مُقْتَحِمِ
أَهْدَافُهُمْ قَطَّبَتْ مَا المَكْرُ خَلَّفَهُ
وَالجُرْحُ إنْ ظَهَرَ الشُّجْعَانُ يَلْتَئِمِ
يَا مَنْ سَأَلْتَ قَرِيضًا فِي جَزَائِرِنَا
كُلُّ الَّذِي قُلْتُهُ رَأْسٌ مِنَ الهَرَمِ
وَلَوْ بَقيتُ طَوَالَ الدَّهْرِ أَمْدَحُهَا
لَشُفْتَنِي أُغْرِقُ الأَكْوَانَ فِي الكَلِمِ
هَذَا قَرِيضُ مَنِ الأَوْزَانُ تَعْشَقُهُ
لَا هَذْيَ مَنْ حُبَّ أَرْضِ الجَدِّ لَمْ يَرُمِ
هَذِي الجَزَائِرُ لَيْسَ الشِّعْرُ يَمْدَحُهَا
فَإنَّهَا الشِّعْرُ قُم للشِّعْرِ واحتَرِمِ!
بِهَا أَهِيمُ وَهَامَتْ بِي شَوَاطِئهَا
جِبَالُهَا جَنَّةُ المَهْوُوسِ بِالحُثُمِ
مُرُوجُهَا مِنْ إلَهِ الكَوْنِ مُعْجِزَةٌ
غَابَاتُهَا تُبرِئُ المَعْلُولَ مِنْ سَقَمِ
تُغْنِيكَ عَنْ كُلِّ طِبّ طَالَ مَوْعِدُهُ
وَعَنْ دَوَاء أَتَى مِنْ عَالِمِ العَجَمِ
فَشِيحُهَا رِيحُهُ يُشْفِيكَ مِنْ عِلَل
كُنْ حَافِظًا إرْثَهَا مِنْ كُلِّ مُغْتَنِمِ
تَرَى بِهَا مُعْجَمَا لَا شَخْصَ يَفْهَمُهُ
وَلَيْسَ مِنْ ضعْفِهَا قَوْلًا وَمِنْ يَتَمِ
بَلْ إنَّهَا أَتْقَنَتْ كُلَّ اللُّغَاتِ وَمَا
فِي أَرْضِهَا جَاهِلٌ لَهْجَاتِ ذِي الأُمَمِ
إنْ جِئْتَهُمْ زَائِرًا حَيَّوْكَ فِي أَلَق
بِلَهْجَة قُلْتَهَا فِي البَيْتِ مُذْ قِدَمِ
تَحْتَارُ مِنْ قُدْرَةِ الإدْرَاكِ عِنْدَهُمُ
إنْ كَلَّمُوكَ تَرَ الإبْدَاعَ فِي الكَلِمِ
عَلَى المَعَاصِي كِبَارٌ أَهْلُهَا وَلَهُمْ
أَمَامَ أَخْطَارِهَا جَمْعٌ مِنَ العِصَمِ
طَرِيقُهُمْ وَاضِحٌ حِينَ الصَّلَاةِ أَتَوا
كَأَنَّهُمْ وَاحِدٌ فَامْدَحْهُمُ وَقُمِ
لَا حِقْدَ بَيْنَهُمُ إخْوَانُ هُمْ أَبَدًا
كُنْ مِثْلَهُمْ وَبِحَبْلِ اللَّهِ فَاعْتَصِمِ
فَمَنْ حَذَا حَذْوَهُمْ يَهْنَأْ بِعِشَتِهِ
يَكُنْ سَعِيدًا وَيَبْلُغْ أَشْمَخَ القِمَمِ
هَذِي الجَزَائِرُ يَا مَنْ كُنْتَ تَجْهَلُهَا
هِيَ الَّتِي أَهْلُهَا كَالجَيْشِ فِي الأُجُمِ
كَاللَّهْبِ هُمْ دَائِمًا لَا شَيْئَ لَامَسَهُ
وَالنَّارُ إنْ جِئْتَهَا بِاللَّمْسِ تَضْطَرِمِ
تَرَاهُمُ اتَّحَدُوا إنْ هَدَّدَتْ كُرَبٌ
وَلَيْسَ فِي جَمْعِهِمْ مَنْ خَافَ مِنْ ظُلَمِ
هُمُ الَّذِينَ أَنَارُوا الكَوْنَ شَمْسُهُمُ
إذَا بَدَتْ فَجَّرَتْ نُورًا مِنَ العَتَمِ
كَلَامُهُمْ كُلُّهُ بَأْسٌ وَمَفْخَرَةٌ
مَا هَمَّهُمْ مَنْ يَسُدُّ الثَّغْرَ بِالأَكَمِ
حَقٌّ يُقَالُ وَلَوْ أَعْنَاقُهُمْ قُطِعَتْ
وَلَوْ تَأَذَّوْا وَلَوْ ذَاقُوا مِنَ الأَلَمِ
يَهْوَوْنَ مَنْ قَوْلُهُ فَصْلٌ وَلَيْسَ بِهِ
هَزْلٌ وَلَا يَبْتَغُونَ الخُرْمَ فِي الكَلِمِ
فِي قَوْلِهِمْ لَا تَرَى إلَّا الجَمَالَ وَمَا
تَرَى نِفَاقًا فَلَيْسَ الحُرُّ كَالقَتَمِ
هَذِي الجَزَائِرُ مَهْمَا قُلْتُ أَمْدَحُهَا
تَعْلُو عَلَى الشِعْرِ بَلْ وَالنَّاسِ كُلِّهِمِ
وَكُلَّمَا قُلْتُ بَيْتًا فِي مَحَاسِنِهَا
أَتَى أَخُوهُ يَقُولُ: الحُسْنُ فِي نَغَمِي
فِي مَدْحِهَا كُلُّ مَا قَدْ قِيلَ مَنْقَصَةٌ
مَهْمَا كَتَبْتُ وَمَهْمَا جُدْتُ بِالكَلِمِ
تَبْقَى الجَزَائِرُ أُمُّ الشِّعْرِ تَعْرِفُهُ
وَالشِّعْرُ يُدْرِكُ أَنِّي شَاعِر الزَّخَمِ
جَزَائِرِيٌّ أَنَا وَالفَخْرُ يَغْمُرُنِي
حُبُّ الجَزَائِرِ فِي ذَا القَلْبِ قَبْلَ فَمِي
أُحِبُّهَا وَهَوَاهَا فِي العُرُوقِ سَرَى
فَحُسْنُهَا مُذْ بَدَا دَسَّ الهَوَى بِدَمِي
عَشِقْتُهَا ثَمِلًا وَالعِشْقُ مَحْرَقَةٌ
وَلَيْسَ لِي مَهْرَبٌ يَا سَامِعًا كَلِمِي
هَذِي الجَزَائِرُ إنَّ اللَّهَ يَحْفَظُهَا
وَالحَمْدُ للَّهِ رَبّ العُرْبِ وَالعَجَمِ.
*****
جمال بلماضي وفريقنا الوطني
الشاعر الدكتور بومدين جلالي- الجزائر
وَزِيرَ السَّعَادَةِ دُمْتَ سَعِيدَا***وَدَامَتْ رُؤَاكَ سَبِيلاً رَشِيدَا
تُدَرِّبُ جِيلاً أَنِيقاً وَفِيّاً *** بِصِدْق يُؤَسِّسُ فِعْلاً سَدِيدَا
تُنَمِّي جَلَالَ الْبُطولَةِ فِيهِ*** وَتَغْرِسُ غَرْساً سَلِيماً مُفِيدَا
فَيَلعَبُ بِالْقَلْبِ دُونَ حِسَاب *** وُيْبدِعُ سِحْراً جَمِيلاً شَدِيدَا
يُؤَدِي اللِّقَاءَ بِجُهْد عَظِيم ***يَجُودُ عَلَى الْعُشْبِ جُوداً فَرِيدَا
يُدَافِعُ.. يُتْحِفُنَا بِالتَّصَدِّي*** يُهَاجِمُ دَوْماً هُجُوماً عَنِيدَا
يُرَاوِغُ حِينَ الصِّعَابِ بِفَنّ *** يُلَحِّنُ دَفْعَ الصِّعَابِ نَشِيدَا
يُمَرِّرُ وَالْعَيْنُ عَيْنُ ذَكَاء *** بِوَحْي تُهَنْدِسُ خَطّاً جَدِيدَا
يُسَجِّلُ مِنْ كُلِّ صَوْب بِعَزْم ***فَتَغْدُو النَّتَائِجُ فَوْزاً أَكِيدَا
فَرِيقُ الْجَزَائِرِ يَمْلَأ قَلْبِي*** بِنَصْر أرَاهُ مِثَالاً عَمِيدَا
أرِيدُ بِحُبّ لِشَعْبِي وَقَوْمِي*** صِنَاعَةَ عِزّ يَفُلُّ الْحَدِيدَا
بِكُلِّ قِطَاع تُبَثُّ الْأمَانِي *** فَتَسْعَى الشَّبِيبَةُ سَعْياً مُجِيدَا
وشُكْراً إِلَيْكَ -جَمال بلادي-*** أَعَدْتَ إِلَيْنَا شُعُوراً بَعِيدَا
جَزَاكَ الْكَرِيمُ الْعَزِيزُ تَعَالَى*** وَدُمْتَ بِنُبْلِ الْجُهُودِ سَعِيدَا.
*****
ذكرى نوفمبر
الشاعرة نور الشمس نعيمي–الجزائر
أيها الفاتح من نوفمبر يا يومنا المنشود
فجرنا بصبحك ثورة على العدو اللدود
من قمة الأوراس هب الرجال كالأسود
زأروا فَخَرُّوا العدا على أقدامهم سجود
والله لانرغب العيش إلا أن نكون أحرار
ولن يطيب المقام لطامع بأرضنا والدار
ولنرص الجسوم حول الحدود كالسوار
فلا نهاب ارتفاع موج أو زوابع الإعصار
بالفاتح من نوفمبر بركان أج بالظالمين
وسيوف الحق قطعت أعناق الطامعين
أقسم أهل الجزائر من الجدود الثائرين
نصر أو شهادة أو موت لكل غدار لعين
شعبنا الحر ثار على العدا بحماس كبير
يضحى بالنفس والنفيس غني أو فقير
أرهب المحتل وحوله النار وكأنها سعير
نعلن النصر ليرحل المحتل مُهانٌ وحقير
يا فرنسا بهذا الثرى نحن لاندفن الأعداء
هذا التراب معطر منذ الأزل بدم الشهداء
اسألي راياتنا تنطق الحق بلا لغو أو حياء
هذه أرض الجزائر نورثها الرجال الأوفياء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.