الغلاء يُغيّب أجواء العيد عبر الأحياء الشعبية سماسرة الكباش يُلهبون أسعار الأضاحي * كباش تباع ب27 مليون سنتيم! يبدو أن الغلاء الفاحش هذه السنة غيّب الكثير من الأجواء عن الأحياء الشعبية التي كانت تزورها مظاهر العيد مبكرا وأضحت سنة النحر بعيدة المنال عن الأسر المحدودة الدخل التي تتخوف من العجز عن أداء السنة المؤكدة هذه المرة كما أن الغلاء جعل الإقبال ضئيلا على أسواق الكباش التي تقلصت هي الأخرى خلال هذه السنة ونحن على بعد أيام قلائل من حلول عيد الأضحى المبارك . نسيمة خباجة غابت الأجواء الحامية التي كانت تسبق العيد عن الأحياء الشعبية بعد أن تضاءل حضور الكباش عبرها فحتى الاسر التي كانت تجلب الأضاحي باكرا تخلت عن العادة والسبب غلاء الأسعار بحيث لم تقو العديد من العائلات على اقتناء الكباش بسبب الغلاء بحيث تراوحت الأسعار بنقاط البيع التابعة للخواص ما بين 50 ألف بالنسبة للكبش الصغير وتصل إلى حدود 10 و18 مليون كما صنعت بعض أنواع الكباش الحدث ووصلت إلى 27 و30 مليون سنتيم وهو سعر مرتفع جدا من توقيع سماسرة الكباش الذين يعلنون جشعهم خلال مناسبة عيد الأضحى في كل سنة. الأسر البسيطة في حيرة تقف الأسر البسيطة في حيرة ونحن على بُعد أيام قلائل من عيد الأضحى بسبب الغلاء الذي تشهده أسعار الأضاحي والتي تصل إلى 10 و11 مليون سنتيم في هذه السنة وهي أسعار مرتفعة لا تتوافق والدخل الشهري لأغلب الأسر فكما مسّ الغلاء وارتفاع الأسعار مختلف المواد قفز في هذه المرة إلى الكباش مما يؤثر على إتيان السنة المؤكدة خلال هذه السنة بحيث أبدت الكثير من الأسر عزوفها عن شراء الأضاحي في حال استمرار تلك الأسعار الجنونية والتي لا تقوى عليها أغلب الأسر. تقول السيدة مريم إن عائلتها تعودت على النحر في كل سنة لكن الأسعار خلال هذه السنة لا تبشر بالخير فلكي يجلب رب الأسرة كبش لائق للنحر واستيفاء السنة الحميدة يستوجب الأمر توفير أزيد من 7 ملايين سنتيم وهو مبلغ لا تقوى عليه الأسر البسيطة وقالت إنها سمعت عن كباش وصلت إلى حدود 18 و20 مليون سنتيم وهو أمر غير معقول بتاتا في مناسبة دينية عظيمة ننتظرها لتقديم الكبش والنحر قربانا لله سبحانه وتعالى وإحياءً لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . إقبال محتشم على الأسواق حسب ما اعتدنا عليه خلال السنوات الماضية كانت أسواق الكباش تشهد زحمة وطوابير أدت في الكثير من المرات إلى اختناق مروري حاد عبر تلك النقاط على غرار الشراقة اولاد فايت بابا علي بئر توتة.. إلا ان تلك المشاهد غابت ونحن على بعد أقل من أسبوعين من حلول عيد الأضحى المبارك والسبب الرئيسي والأساسي هو الغلاء الذي غيب الزبائن عن نقاط البيع التابعة للخواص التي ألهبت الأسعار ودخل عبرها سماسرة الكباش حلبة الصراع للكسب السهل السريع باستغلال مناسبة دينية عظيمة لإلهاب الجيوب بحيث باتوا يحددون أسعار الكباش وكأنهم يمارسون صيغة البيع بالمزاد العلني فالبيع لمن يدفع اكثر والغريب في الامر ان هناك من يرضخ ويقتني كباشا بأسعار خيالية بحيث تداولت أخبار مفادها اقتناء كبش ب27 مليون على مستوى الحراش بضواحي الجزائر العاصمة ولكل واحد رغبة وراء ذلك فالبعض يقتني كباش بتلك الأسعار الخيالية لإدخالها حلبة المصارعة والتناطح أو كما تعرف ب الدقة وهناك من يقتنيها بغرض التباهي والتفاخر امام الجيران والمعارف فتلك السلبيات طالت حتى مناسبة عيد الأضحى المبارك كمناسبة دينية بريئة من كل تلك السلوكيات. لتبقى الأسواق المفتوحة مؤخرا من طرف الشركة الجزائرية للحوم ملاذ الكثيرين للظفر بأضحية العيد أين تراوحت الأسعار ما بين 38 و70 ألف دينار بحيث تباينت الأسعار بينها وبين النقاط التابعة للخواص واحتدم التنافس بين الأسواق العمومية والخاصة على كسب اكبر عدد من الزبائن الحالمين بالظفر بأضحية العيد في زمن الغلاء.