ربيقة يزور المجاهد رابح زراري المدعو الرائد عزالدين للاطمئنان على وضعيته الصحية    نائب رئيس الوزراء الأيرلندي يؤكد أن تحرك الاتحاد الأوروبي ضد الكيان الصهيوني "متأخر للغاية"    تأكيد على ضمان تمدرس التلاميذ في ظروف لائقة وآمنة    تنبيه من مخاطر استغلالها في تمويل الارهاب والجرائم المالية    الطريق العابر للصحراء نموذج لالتزام بتجسيد الإندماج الإفريقي    أبناء الريف ينتفضون ضد الممارسات القمعية و التمييزية    تعبئة ما يقارب 6000 عون بحملة مكافحة الحرائق    تسجيل موجة حر وتساقط أمطار    هلاك 10 أشخاص وجرح 262 آخرين    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني    الحكومة الفرنسية في عين الإعصار    الجزائر في قلب الاندماج الإفريقي ..التزام تاريخي ورؤية مستقبلية    تجديد حظيرة الحافلات: سعيود يترأس اجتماعا لتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية    استيراد فوري ل10 آلاف حافلة وعجلات المركبات    وتيرة متزايدة في حركة المسافرين وشحن البضائع    الجزائر عضو في الهيئة التنفيذية للمنظمة العربية للهلال الأحمر    الأمم المتحدة تطالب الكيان الصهيوني بالكشف عن النتائج    مشاركتي في "الكان" مستحيلة وسأقاتل من أجل المونديال    تكريم للأبطال وتكريس لثقافة الوفاء للأجيال    البروز في موعد بلغاريا رهان الرباعي الجزائري    "بريد الجزائر" تحذّر من المحتالين    تدشين وكالة الخطوط الجوية الجزائرية بتمنراست    التحضير للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية- التونسية    رئيس مجلس الأمة يهنّئ    تجربة الجزائر في التحرّر ألهمت شعوب أمريكا اللاتينية    وفدان من شباب تمنراست وورقلة بسكيكدة    شلالات وادي البارد.. جنة سياحية بحاجة للاهتمام    انطلاق المسابقة التصفوية لاختيار العشرة الأوائل    "صيدال" تتطلع لتوسيع أسواقها في القارة    القفطان محور مهرجان الزي التقليدي السابع    "المدينة الخضراء" تعرض موروثها للجمهور التلمساني    تجارة: الجزائر تشارك في الطبعة ال62 لمعرض دمشق الدولي    تنديد دولي بمجزرة مجمع "ناصر" في غزة ومطالب بمحاسبة الكيان الصهيوني    الأسبوع الوطني للقرآن الكريم في طبعته ال27 : بلمهدي يشرف على انطلاق المسابقة التصفوية    خلال موسم 2024-2025..إنتاج أكثر من 12600 قنطار من السلجم الزيتي بقالمة    الاحتلال المزدوج: فلسطين والصحراء الغربية بين الجدران والقمع والنهب    النعامة : إيلاء أهمية بالغة لتشجيع وتعميم الدفع الإلكتروني    انطلاق الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي يوم السبت المقبل بالعاصمة    ضبط أزيد من قنطارين من الكيف المعالج قادمة من المغرب    انطلاق برنامج ألحان وشباب    تأكيد قوي لالتزام الجزائر بالوحدة والتنمية    يوم الجمعة الموافق ل 5 سبتمبر القادم    نستهدف تجديد 84 ألف حافلة على دفعات على المستوى الوطني    المسيلة: افتتاح المعرض الدولي للفنون التشكيلية بمتحف ''نصر الدين ديني'' ببوسعادة    كرة القدم(اقل من 16 سنة/ تحضيرات): المنتخب الوطني يختتم أول تربص له بالمركز التقني لسيدي موسى    تواصل فعاليات الإقامة الفنية الإفريقية بدار عبد اللطيف بالجزائر العاصمة    انتقاء الوكالات السياحية المرشحة لتنظيم حج 2026    ذكرى المولد النبوي الشريف ستكون يوم الجمعة الموافق ل 5 سبتمبر القادم    الكرة الطائرة / مونديال 2025 (أكابر رجال): المنتخب الجزائري يواصل تحضيراته في بولندا    كرة القدم : مشاركة 25 متربصا في دورة التكوين الخاصة بنيل شهادة "كاف أ" للمجموعة الثانية    لا إله إلا الله كلمة جامعة لمعاني ما جاء به جميع الرسل    قطاف من بساتين الشعر العربي    نادي بارادو واتحاد خنشلة يتعثران    الخضر يخيّبون    برامج توعوية مخصّصة للمعتمرين    غزوة أحد .. من رحم الهزيمة عبر ودروس    وهران: تدعيم المؤسسات الصحية ب 134 منصبا جديدا لسنة 2025    حج 2026: تنصيب لجنة دراسة العروض المقدمة للمشاركة في تقديم خدمات المشاعر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعادة ترتيب العالم أم تعميق لركوده وأزماته؟
نشر في أخبار اليوم يوم 14 - 04 - 2025


بقلم: لطفي العبيدي
عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة مثّل استمرارا لمرحلة قمع التجارة الحرة والتعددية باعتبارها وسيلة للتفاهم بين الكتل الاقتصادية الكبرى. ويبدو أنّ عدم قدرة واشنطن على التخلّص من عقلية الحرب الباردة والتحيّز الأيديولوجي تترك الحلفاء متوجّسين على نحو متواصل خاصة بعد التطورات التجارية الأخيرة والنهج السياسي الذي يمضي فيه الرئيس الأمريكي على نحو غير معهود.
الولايات المتحدة الأمريكية بشكل ما تستبدل الاتحاد السوفييتي بالصراع مع الصين. وهذا سيحدث شرخا في علاقاتها مع حلفائها التقليديين ما لم تستوعب واشنطن أن اختلاف النُظم الاجتماعية والأيديولوجيات يجب ألا يقف في طريق التعايش السلمي بين الدول. ولكن هذا يبدو بعيد المنال مع رئيس بمثل عقلية ترامب ونرجسيته المتعالية. ميزان القوى الجديد الذي يقسم العالم نصفين لم يعد مستقرا مع عودة ترامب إلى الحكم حيث تقف في نصفه الشرقي قوى منافسة صاعدة تُوصف بالتعديلية على غرار الصين وروسيا في مواجهة قوى مقابلة تمثّلها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون حيث تجد مصالحها محفوظة عبر الإبقاء على وضع الهيمنة قائما في النصف الغربي من العالم ومنع قوى الشرق من أن تُحاكي نموذجها في الهيمنة. السؤال الآن مع كل هذه التطورات التي تأتي من البيت الأبيض: هل تخلى دونالد ترامب عن حلفائه الأوربيين بعد كل الإجراءات العدائية التي قام بها سواء في مجال التجارة والرسوم أو التعامل الدبلوماسي والعسكري وما يخص حلف الأطلسي وحساسية الملف الأوكراني؟ إذا استمر هذا التآكل في الثقة بين أمريكا وحلفائها التقليديين فستكون العواقب وخيمة على جميع الأصعدة.
*التعايش السلمي بين الدول
يُصر ترامب على أنه سينتزع أراضي من حلفاء أمريكا في الناتو وقد أوقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا من أجل الضغط على كييف للحصول على ثروات هذا البلد من الموارد الطبيعية والمعادن النادرة. وقد وصف هو ونائبه جيه دي فانس الأوروبيين بأنهم أعداء أكثر منهم أصدقاء وردّد أكثر من مرة بأنّ حلف شمال الأطلسي قد عفا عليه الزمن. وتستغل إدارته بشكل واضح اعتماد الحلفاء والجيران على السوق الأمريكية لشن حروب تجارية عقابية والتهديد حتى بالاستيلاء على الجزر وضم الدول على نحو تصريحاته بشأن غرينلاند وكندا. الخلافات بين الحلفاء ليست بالأمر الجديد لكن هذا يبدو مختلفا. هناك قلق متزايد خاصة في المجتمع عبر الأطلسي من أن اعتماد الحلفاء يُستغل الآن من قبل قوة عظمى ذات توجه غير ليبرالي وتعديلي بتوصيف أستاذ الدراسات الدولية جونز هوبكنز. عالم التحالفات الجديدة بعد أكثر من عقدين من الزمن على أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت كافية لإنهاء لحظة الأحادية القطبية التّي بشّر بها تشارلز كروثامر يوم انهزم السوفييت وتفكك صرح معسكرهم الاشتراكي الشرقي. لقد صارت ملامح هذه النهاية بادية للعيان كما أكّدها جون ميرشايمر وستيفن وولت وذلك مع كلّ حرب جديدة تُشن أو حلف جديد يُعقد أو اعتراض فيتو مشترك في مجلس الأمن على إرادة الولايات المتحدة في مسألة دولية ما. ناهيك من بشائر سياسة أمريكا مع دونالد ترامب الذي يقود العالم نحو أزمة اقتصادية غير مسبوقة وهو الذي يعتقد أنه يعيد ترتيب الأمور لصالح بلده. جوهر الأشياء في كل ما يحدث هو أنّ التنافس بين النظامين المحدودين اللذين تقودهما الصين والولايات المتحدة سوف يُورّط كلاهما في منافسة اقتصادية وعسكرية تامّة عاجلا أم آجلا مثلما كان الحال مع النظامين المحدودين اللذيْن هيمنت عليهما موسكو وواشنطن أثناء الحرب الباردة. وحتّى إن لم تصبح الصين وروسيا قوى عظمى مهيمنة وبقي العالم أحاديّ القطبية فسوف يستمر النظام الليبرالي في التهاوي بسبب عيوبه الجوهرية. فتطورات الاقتصاد الرأسمالي ومسارته الليبرالية الجشعة هي التي خلقت المشاكل الكبرى التي يواجهها العالم الآن مثل تدمير البيئة والأزمة العامة في الأنظمة الديمقراطية والحروب التجارية وتزايد التفاوت الطبقي وغياب العدالة والتسابق نحو التسلح وصعود الأحزاب والشخصيات الاستبدادية والديماغوجية حتى في الأنظمة التي تدّعي عراقة ديمقراطية مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
*التنافس بين أمريكا والصين
التنافس بين أمريكا والصين تحوّل إلى حرب تجارية متواصلة تلقي ظلالها على العالم من حيث تسييس المسائل الاقتصادية والبحث عن تكتلات والضغط على الحلفاء الذين طالتهم تداعيات الحرب التجارية وإعلان الرسوم الجمركية التي أطلقها دونالد ترامب. الولايات المتحدة تتوقع من حلفائها أن ينصاعوا ولا يعنيها أن تعتمد نهجا تشاوريا. ويبدو واضحا أنه ليس لدى الأوروبيين طموحات مثل الأمريكيين. حكومات أوروبية فاقدة لقرارها السياسي والاستراتيجي المستقل ولا ننسى ما حدث من تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. تم تشكيله ليضمّ الولايات المتّحدة وبريطانيا وأستراليا للتصدّي لبكين ومشاركة الولايات المتحدة تكنولوجيا الغواصات الخاصة بها مع كانبيرا وذلك لأول مرة منذ 50 عاما بعد أن شاركتها في السابق مع بريطانيا. وقد أظهرت هذه الخطوة مرّة أخرى أنّ واشنطن لا تهتم عندما تشكّل تكتلات إقصائية.
في المحصلة ستبقى الدول في القرن الحادي والعشرين في حالة تنافس وصراع من أجل المكانة والهيبة والنفوذ في عالم تحكمه المصالح وحسابات توازن القوى. وعندما تعظّم الدول التعديلية ما تشتهيه أكثر ممّا تمتلك حاليا فقد توظّف القوة العسكرية لتغيير الوضع القائم وتوسّع حدود ما تُعظّمه وتشتهيه. وإذا ما اتجهت الصين مثلا هذه الوجهة فالصدام يصبح حتميا حينها مع الولايات المتحدة خاصة عندما تتحوّل النزاعات التجارية إلى حروب عقابية غير محسوبة العواقب على نحو يجعل الأمور تزداد تعقيدا ويصعب في مرحلة ما تداركها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.