تتحول ولاية تيزي وزو في موسم الاصطياف إلى قطب سياحي يوفر لزواره مواقع خلابة تمزج بين سحر الطبيعة وجبالها العالية وبين زرقة البحر وشواطئه النقية، الأمر الذي يغري الزوار الباحثين عن الهدوء والراحة. وبعيدا عن صخب المدن الكبرى، توفر تيزي وزو بمواقعها الجبلية الخلابة، وعلى طول شريطها الساحلي الممتد على 85كلم، والقرى التابعة لها، تجربة فريدة للسياح بحيث تتزاوج بهذه الولاية التقاليد العريقة مع السياحة المتنوعة. وتمثل الشواطئ الثمانية المسموح بها للسياحة الموزعة على دوائر تيقزيرت وأزفون وفرعون وغيرها، وجهة مفضلة للمصطافين على غرار شاطئ "الجنة الصغيرة" و "الخروب" و "تاسالاست". وإلى جانب السياحة والأنشطة البحرية، يمكن للزوار اكتشاف ثراء التراث الثقافي والحرفي المحلي من خلال معارض ومهرجانات ينظمها قطاع السياحة والحرف التقليدية في المدن الساحلية، على غرار المعرض الذي يحتضنه ميناء تيقزيرت. وتسمح هذه المعارض بالتعرف على المهارات الحرفية المحلية، سواء تعلق الأمر بالفخار أو النسيج أو صناعة السلال أو الحلي البربرية أو الأزياء التقليدية، مقدمة بعدا ثقافيا يثري أيام الاصطياف وتمنح للمصطافين فرصة العودة بتذكار أصيل من المنطقة. وضمن مساعي ترقية السياحة وجذب السواح أكثر، تجند المجلس الشعبي البلدي لأزفون (بلدية ساحلية تقع شمال تيزي وزو) لترقية قطاع السياحة، وفق ما ذكره ل / وأج رئيس المجلس، اسماعيل شعلال، الذي أكد أن الخطوة تهدف إلى تنويع العرض بما يتجاوز السياحة الشاطئية من خلال استكشاف فرص سياحية جديدة. فعلاوة على الشاطئين اللذين تملكهما البلدية، "الشاطئ المركزي" و "الخروبة" والواجهة البحرية التي استفادت من أشغال التطهير والتهيئة والتجميل، تعتزم مصالح البلدية العمل على تثمين المواقع غير الشاطئية، كما هو الأمر بالنسبة ل"تاقمونت بوذرار" الذي يعد موقعا أثريا للنزهة والمشي ويوفر إطلالة "بانورامية" على البحر الأبيض المتوسط. من جهة أخرى، وبالنسبة لعشاق الطبيعة، تعد مرتفعات جبال جرجرة وجهة لا غنى عنها، بشرط أن تنظم الرحلات الراجلة من طرف مختصين للمحافظة على تنوعها الحيوي الطبيعي، سيما منها الأنواع المحمية. وبفضل قممها الشامخة ومناظرها الطبيعية الخلابة وبحيراتها الموسمية، على غرار تامدة وأوقلميم أو حتى شواطئها ومنابعها، تسجل المنطقة تنظيم جولات ورحلات تجذب العديد من محبي الهواء الطلق. كما توفر مرتفعات جرجرة مشاهد خلابة على القرى الواقعة على سفوح الجبال، وهو إرث طبيعي من الضروري الحفاظ عليه من أي شكل من أشكال التلوث البشري الذي قد يضر بالنظام البيئي الهش في الحديقة الوطنية لجرجرة المصنفة كمحمية للمحيط الحيوي. تشهد ولاية تيزي وزو خلال موسم الصيف سلسة من المهرجانات والاحتفاليات التي تنظم في قرى الولاية ومن بينها سجاد آث هشام وحلي آث يني وفخار معاتقة وآث الخير، التين في لمسلا والجبة القبائلية والتين الشوكي ومهرجان الحدادة ببوزغن، وهي أنشطة حرفية ومنتجات من التراث المحلي تحتفل به القرى وتستقطب الزوار. وتعد بلدية "آث بوعدو" الواقعة جنوب غرب تيزي وزو دائرة إيواضين, مثالا لاستغلال التراث المحلي في السياحة, فلقد قرر مسؤولو هذه البلدية الجبلية استغلال الموارد المحلية لخلق الثروة لتطوير توجهها السياحي. وفي هذا الشأن، قال رئيس المجلس الشعبي البلدي، سليمان بوعزي، أن " عمل على استغلال وتثمين المؤهلات التي نملكها من أجل خلق الثروة وتطوير الاقتصاد المحلي، لهذا اخترنا تنمية السياحة الجبلية". وأشار إلى أن العديد من المشاريع السياحية رأت النور وأخرى هي حاليا قيد الانجاز بهذه البلدية التي تمتلك مواقع جذابة على غرار بحيرة "تامدا أوقلميم" التي تحظى باهتمام كبير من السواح. وذكر السيد بوعزيز أن من بين المشاريع المبرمجة، تهيئة موقع "تامدا أوفران" ومشروع استغلال "مغارة ساحرة" الذي هو حاليا محل دراسة مع المصالح المعنية. وبالموازاة مع ذلك، تستقطب القرى المتوجة بجائزة "رابح عيسات" لأحسن القرى النظيفة والمزينة، أعدادا متزايدة من الزوار، إذ تعد نموذجا حقيقيا في التحضر والحفاظ على البيئة، حيث تثير فضول السياح الذين يأتون للاستمتاع بثمرة الجهد الجماعي للمجتمع في سبيل توفير إطار حياة مريح.