مع اقتراب المولد النبوي.. طاولات بيع الألعاب النارية تغزو الشوارع تقترب مناسبة المولد النبوي الشريف كمناسبة خاصّة تحييها الأسر بعادات وتقاليد متنوعة ولعلّ حضور الألعاب النارية صار عرفا ملزما لدى البعض ما يعكسه اصطفافها عبر الشوارع حتى أنّ محلاّت تمّ كراؤها خصيصا للاستثمار في المناسبة ورغم العديد من السلبيات التي تطارد العادة المشينة إلا أن الألعاب النارية تبقى حاضرة خلال المناسبة ويهرع إلى اقتنائها كبار وصغار على حد سواء. نسيمة خباجة قابلتنا العشرات من طاولات بيع الألعاب النارية عبر الأزقة والشوارع تعرض مختلف الأنواع وعرفت إقبالا من طرف الزبائن بعد أن تحوّلت إلى عادة لا مفر منها خلال المولد النبوي الشريف لكن لا تغيب عنها العديد من السلبيات بالنظر إلى استعمالها السلبي واللاعقلاني من طرف الأطفال مما يؤدي إلى تسجيل إصابات متنوعة خلال المولد وحتى قبله فأغلب الأحياء الشعبية التزمت بخلق أجواء المولد وإشعال المفرقعات قبل حلوله بأيام. الألعاب النارية حاضرة بقوّة رغم حظرها قانونيا بالنظر إلى مخاطرها الناجمة عن سوء الاستعمال إلا أن الألعاب النارية تحولت إلى عادة لا نقاش فيها في مجتمعنا تقترن بمناسبة المولد النبوي الشريف وبالأمس كانت تُستخدم البسيطة منها من طرف الأطفال وتحت أعين الأولياء ورقابتهم لكن في الوقت الحالي ظهرت أخطر الألعاب المضاعفة المفعول والتي قد تؤدي إلى إصابات وعاهات مستديمة لدى فئة الأطفال خاصة مثلما أثبتته التجارب في كل سنة. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم فوجدنا تبايناً فهناك من يرى أن حضورها ملزم وهناك من يبتعد عنها خوفا من مخلفاتها السلبية ومخاطرها العديدة. تقول السيدة مروة التي كانت تتفقّد طاولة لبيع مستلزمات المولد النبوي بساحة أول ماي بالجزائر العاصمة إن تلك الطاولات تخلق أجواءً ممتعة قبل المولد وعن الشراء فقالت إنها تقتني بعض الأنواع البسيطة من المفرقعات والنوالات وبعض الشموع إلى جانب العنبر لإضفاء أجواء المولد في البيت وأضافت أن استعمال تلك الألعاب يكون تحت رقابتها ولا تترك أطفالها بمفردهم خوفا من أي طارئ. أما السيد عبد الوهاب فقال إن العادة سلبية جدا لكونها خطر على الأطفال وحتى على الكبار ومن الممكن أن تُسبّب إصابات وحتى حوادث اشتعال على مستوى البيوت والعمارات في ظل استعمالها السيئ ورأى أن المناسبة العظيمة لا تمت بصلة إلى تلك السلوكات السلبية التي تؤدي إلى أضرار متنوعة على الأشخاص والممتلكات وتسجيل حوادث اشتعال بسبب الشموع أو المفرقعات بعد رميها عشوائيا فيحدث ما لم يكن في الحسبان. ما لاحظناه عبر طاولات البيع هو عرض مختلف الألعاب النارية على غرار الشموع بمختلف الأحجام والألوان والتي تراوحت أسعارها بين 10 دنانير بالنسبة للرقيقة و30 دينار بالنسبة للشموع الغليظة لتصل الشموع الراقية إلى 300 دينار اما المفرقعات فتختلف أسعارها فالبسيطة منها المتوسطة المفعول عرضت ب300 دينار للعلبة تتكون من 20 مفرقعة أما المضاعفة المفعول فتصل إلى 250 دينار للمفرقعة الواحدة الفيميجان والبوق أسعارهما تعلو وتصل إلى 1500 و2000 دينار ورغم تباين الأسعار فالإقبال واسع ولا مفرّ منه من طرف الزبائن. الحذر مطلوب تكثر حملات التحسيس والتوعية التي تطلقها مصالح الحماية المدنية عشيّة المولد النبوي الشريف إذ تنبّه إلى خطورة استخدام الألعاب النارية خلال المناسبة والتي تؤدي إلى أضرار بشرية ومادية وتسجيل حوادث الاحتراق عبر البيوت والأحياء إلا أن العادة متواصلة للأسف في كل سنة رغم التحذيرات بضرورة توخّي الحذر. ومن الناحية الشرعية يرى أئمة أن إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف عادة حميدة تذكّرنا بمولد خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن ما يشوبها ويعكّر صفوها هو الاستعمال السلبي للألعاب النارية مما يؤدي إلى الإضرار بالأشخاص والممتلكات ووجب الكف عن ذلك كما أن استعمال الألعاب النارية فيه إهدار للمال وهو ما ينهانا عنه ديننا الإسلامي الحنيف.