خلال العدوان الأخير على غزّة القسّام تعلن استشهاد أبو عبيدة أعلنت كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس استشهاد الناطق الرسمي باسمها أبو عبيدة خلال العدوان الأخير على قطاع غزّة وقالت القسّام إن أبو عبيدة واسمه الحقيقي حذيفة صهيب الكحلوت استشهد في غارة صهيونية نهاية أوت الماضي. ورغم أن الاسم الحقيقي والصورة الكاملة لأبي عبيدة ظلا طي الكتمان لما يقارب عقدين من الزمن فإن صوته وحده كان كافيا في كل مرة يظهر فيها لإثارة القلق في الاحتلال الصهيوني رسميا وشعبيا الأمر الذي جعله على رأس قائمة الأهداف الصهيونية منذ سنوات طويلة. ويعد أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسّام من أكثر الشخصيات الفلسطينية غموضا وتأثيرا في المشهد الإعلامي والعسكري إذ ارتبط اسمه بصوت المقاومة ورسائلها الميدانية وبالتحولات الكبرى في مسار المواجهة مع الاحتلال الصهيوني. وبكوفيته الحمراء وعصبته الخضراء وصوته الحاد تحولت إطلالاته المصورة إلى محطات ينتظرها الملايين داخل فلسطين وخارجها لما تحمله عادة من رسائل مفصلية تتعلق بسير الحرب أو بملفات الأسرى أو بالتصعيد والتهدئة. وخلال عامين من حرب الإبادة الجماعية الصهيونية على قطاع غزّة بات لقب أبو عبيدة من أكثر الأسماء تداولا على منصات التواصل الاجتماعي ليس فقط في فلسطين والدول العربية والإسلامية بل داخل الاحتلال الصهيوني نفسه حيث ارتبط ظهوره بحالة ترقب أمني وإعلامي غير مسبوقة. ولم يكن الإعلان عن أي خطاب مرتقب له مجرد حدث إعلامي عابر بل غالبا ما ارتبط بتسريبات أو توقعات حول تطورات حاسمة سواء فيما يتعلق بالعمليات العسكرية أو بصفقات تبادل الأسرى أو بمصير جنود صهيونيين محتجزين لدى المقاومة. ولد أبو عبيدة عام 1984 في مخيم جباليا شمالي قطاع غزّة ونشأ في أسرة فلسطينية محافظة داخل المخيم وهو أب لعدد من الأبناء. تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية في غزّة حيث حصل لاحقا على درجة الماجستير في تفسير القرآن الكريم. وانخرط مبكرا في صفوف حركة حماس وكتائبها العسكرية مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 حيث تدرج في العمل الميداني والإعلامي داخل كتائب القسّام. برز أبو عبيدة إعلاميا لأول مرة في أكتوبر 2004 خلال معركة أيام الغضب التي استمرت 17 يوما عندما عقد أول مؤتمر صحفي لكتائب القسّام معلنا تفاصيل المواجهات ضد الاجتياح الصهيوني لشمال قطاع غزّة. ومنذ ذلك التاريخ أصبح الواجهة الإعلامية الأبرز لكتائب القسّام وارتبط اسمه بالإعلانات العسكرية والبيانات المتعلقة بالعمليات النوعية والتصدي للتوغلات الصهيونية. وعلى مدار نحو عقدين تحول أبو عبيدة إلى رمز إعلامي للمقاومة الفلسطينية و صوت القسّام في معركة الرواية مع الاحتلال الصهيوني حيث ارتبط اسمه بالتهديدات والوعود بالرد وباللحظات المفصلية في مسار الصراع.