بدأت مظاهر عيد النحر تطفو على الساحات العامة بالعاصمة، إذ لم يعد يفصلنا عن موعده إلا أيام معدودة، لذلك وتحضيرا لهذه المناسبة بكل تفاصيلها، فإن أغلبية الأسر الجزائرية أعدت كل ميزانيتها ودخلها الذي لابد أن يتناسب مع حجم هذه الفرحة التي لن تكون إلا مرة في كل عام· وكالعادة فإن أغلب الأسر الجزائرية تلجأ إلى اقتناء الأواني الجديدة ومستلزمات عملية النحر التي غالبا ما تصعب الأمور على أهل البيت إذا لم تتوفر ساعة الشروع في هذه العملية، ولأن أغلب الجزائريين يقومون بالذبح في وقت واحد كما هو معروف فإنه من العسير أن تجد من يعيرك بعض الوسائل اللازمة لاستكمال هذه العملية من سكاكين وآلات خاصة تسهل نزع الصوف عن الجلد، لذا وتجنبا لكل هذا الضيق والحرج تسعى بعض الأسر إلى اقتناء ما ينقصها من الأسواق الشعبية التي وكالعادة يتجاوب تجارها مع المناسبة لكسب المزيد من الأرباح، حيث يعرضون على الطاولات في الطرقات كل أنواع السكاكين والآلات الحادة دون خوف على المارة خاصة في حالة الازدحام، حيث يمكن أن يسقط الشخص على إحدى هذه الطاولات فيتعرض لأذى أو جروح قد تكون خطيرة خاصة بالنسبة للأطفال· ورغم هذه الفرحة العارمة التي تجتاح البيوت الجزائرية في هذه الأيام بقرب عيد النحر وبموسم الحج المبارك بأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، إلا أنه أحيانا يحدث أن تنغص هذه الفرحة بحادث ما غير متوقع قد يصيب أحد أفراد العائلة، وقد تتعدد النتائج والحوادث إلا أن السبب واحد وهي الأسلحة البيضاء المتمثلة في السكاكين المعدة للنحر والفؤوس، فقد تلجأ الأسرة واستعدادا لهذه العملية إلى إرسال أحد أبنائها مرفقا بهذه الوسائل الحادة لتجديدها وجعلها أكثر حدة لدى شاحذ السكاكين الذي لا تخلو منه أي منطقة شعبية في هذه الفترة من العام، ودون وعي من العائلة بخطر هذه الوسائل الحادة على أبنائها خاصة إذا كانت غير مغلفة بشكل جيد، فقد يتعرض الطفل أو المراهق للسقوط أو الانزلاق أو حتى الدفع من بعض أصدقائه خلال مزحة ما وإذا به يسقط على الآلات الحادة التي يحملها معه فتجرحه وربما يفقد حياته على إثرها، وهذا ما حدث فعلا مع العديد من الحالات في الأعوام السابقة· لذا فإنه ينصح ألا يعبث بهذه الوسائل الحادة مع الأطفال وصغار السن، وإذا كان الأمر طارئا فيجب أن تكون مغلفة بشكل جيد بحيث حتى إذا سقطت لا تخرج عن غلافها· أما عن الباعة الذين يعرضون هذه الوسائل الحادة في طرقات الأسواق الشعبية والذين أغلبهم في أعمار صغيرة هم كذلك معرضون لهذا الخطر فيحدث أثناء الازدحام أن تسقط هذه الوسائل من الطاولة وقد يصاب البائع أو المواطن بها، فكلا الطرفين عرضة لنفس الخطر، كما يحذر بعض المواطنين من أنه حدث وأن رأوا بأعينهم شجارات تحدث في ما بين الباعة والمواطنين في هذه المساحات، وفيها قام أحد الطرفين باستعمال أحد هذه السكاكين في التعارك بها وهذا ما يعرض كل المارة بهذا السوق إلى الخطر، وفي نفس الإطار فإن هناك بعض المنحرفين من يستغلون هذه المناسبة للظفر ببعض هذه الوسائل الحادة علنا لاستغلالها في الاعتداء على الأشخاص والممتلكات، إلا أن مصالح الأمن وتماشيا مع المناسبة التي غالبا ما تكثر فيها هذه السلبيات فإنها جندت العديد من الأعوان الذين ينشطون ميدانيا في هذه الأماكن الشعبية للمراقب والسهر على سلامة المواطنين، إلا أن هذا لا يعتبر كافيا حسب المواطنين فيجب تكثيف الأمن ومعه عدم السماح لبيع هذه الوسائل الحادة في الطرقات مع العلم أن هذا ممنوع قانونا لذا وجب التعاون مع مصالح التجارة للحد من هذه التجارة الموسمية الخطيرة التي باتت تهدد حياة المواطن وتنغص عليه فرحة العيد·