تلقى الشموع المعطرة، إقبالا كبيرا من طرف العديد من السيدات الجزائريات مؤخرا، لاسيما بعد عرضها في مختلف المحلات الخاصة بأدوات تزيين المنزل والديكور بأشكال وأحجام مختلفة، وأثمان مختلفة أيضا، وصارت الكثيرات يعتمدن عليها في وضع بعض اللمسات الجمالية في منازلهن، سواء في غرف الجلوس، أو في غرف النوم، وحتى في الحمامات، وهي تأتي على شكل شموع عادية مثل الشموع المعرفة، إنما بألوان وأحجام مختلفة، وتأتي كذلك داخل كؤوس زجاجية متنوعة الأشكال، ولكنها كلها تتنافس على جذب الناس إلى اقتنائها وشرائها، واستخدامها كجزء أساسي، من ترتيب الديكور في منازلهم في الوقت الحالي، حتى صار الأمر اسبه بموضة، في هذا المجال. غير انه وبالمقابل من ذلك، فقد أظهرت نتائج دراسة أجريت في أمريكا مؤخرا أن الشموع المعطرة التي كثيرا ما تستخدم لجعل الأجواء في المنزل مريحة ورومانسية يمكن أن تؤثر سلبا على جسم الإنسان، وأثبت علماء أمريكيون أن الأبخرة المنبعثة لدى احتراق الشموع المعطرة تحتوي في كثير من الأحيان على نسبة أكبر من السموم من دخان السجائر، وإذ يتم عادةً إشعال مثل هذه الشموع في غرف لا تتم تهويتها بصورة جيدة، فيمكن أن تتراكم المواد الكيميائية الضارة التي تفرز أثناء عملية الاحتراق، في الأجواء وتبقى في هذا المكان المغلق لمدة طويلة، الأمر الذي يزيد من خطر إصابة الشخص الذي يمضي الكثير من الوقت في الغرفة بالربو وأمراض الجلد المختلفة. وعليه فانه أولا وقبل كل شيء ينبغي توخي الحذر عند استخدام الشموع المعطرة الرخيصة الحاوية على مادة البرافين، وأفاد الأخصائي من جامعة كارولينا الجنوبية المشرف على الدراسة بأنه خلال عملية احتراق الشموع المعطرة التي تستخدم مادة البرافين في تصنيعها تفرز في الهواء الكمية الأكبر من المواد الضارة، لان درجة احتراق شموع كهذه ليست كافية لإزالة المواد السامة. وأوضح الأخصائي قائلا انه "إذا كنت تشعل شمعة معطرة يشمل تركيبها البرافين من حين لآخر، فان الاحتمال قليل في أن تؤثر البخور المفرزة على صحتك سلبا. ولكن عندما يصبح الأمر عادةً ويتم إشعال عدة شموع يوميا على مدى سنوات عديدة أو بانتظام في غرفة استحمام لا يمكن تهويتها، فقد يسبب كل ذلك ظهور مشكلات صحية خطيرة". أما فيما يخص الشموع الغالية التي صنعت من مواد طبيعية وزيوت العطور، فإنها نادرا ما تشكل خطرا على الصحة، ويقول الأخصائيون أن ذبالة الشمعة يمكن أن تكون هي الأخرى داعيا للقلق، وتعد الذبالة العادية المصنوعة من الألياف أقل خطرا، إلا أنها تحترق بصورة أسوأ من الذبالة التي تحتوي في داخلها سلكا معدنيا رقيقا، وتتسم الأخيرة بطول الاحتراق، بيد أنها تفرز نسبة أكبر من المواد الضارة بالمقارنة مع سواها.