أسماء تواصل رحلاتها المكوكية واخرى تلهث وراء الأموال

على الرغم من أن نهائيات كأس العالم هيمنت على المشهد الكروي العالمي وعلى الرغم من أن العديد من الأندية لجأت إلى سياسة التقشف، إلا أن الموسم الجديد الذي سيبدأ قريباً شهد عدداً من الانتقالات الوازنة والثمينة. وقد اهتمت عناوين الصحف العالمية بالتغييرات التي شملت المدربين أكثر من تركيزها على انتقالات اللاعبين، رغم إبرام بعض الصفقات المثيرة كضم نادي برشلونة لهداف المنتخب الأسباني دافيد فيا.
كانت مساهمة كأس العالم جنوب أفريقيا كبيرة في الإنتعاشة الواضحة التي شهدتها سوق الانتقالات، إذ زخرت ببعض المغامرات الاحترافية للمدربين الأكثر نجاحاً في البطولة وأولئك الذين لا يحالفهم الحظ دائماً. وقد كان رينالدو رويدا اول أمس آخر ضحايا حركة المدربين، حيث قدم استقالته من منتخب الهندوراس، بعد يوم فقط من تأكد نبأ مغادرة ديغو مارادونا لموقعه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الأرجنتيني.
رويدا المدرب ال14 الذي تطاله مقصلة الإقالة
أصبح رويدا المدرب الرابع عشر الذي يغادر منصبه أو يتم إعفاؤه من مهامه غداة إسدال الستار عن كأس العالم، شأنه في ذلك شأن مدربين من العيار الثقيل من أمثال مارادونا ودونغا ومارتشيلو ليبي وزفن جوران إريكسون الذين ذهبوا ضحية أداء منتخباتهم في العرس الكروي العالمي. ولم يتم تعويض عدد من هؤلاء المدربين بعد، في وقت لا زالت فيه الأرجنتين وكوت ديفوار وأستراليا والكاميرون واليابان تبحث عن خلف لمارادونا وإيركسون وبيم فيربيك وبول لوجوين وتاكيشي أوكادا على التوالي.
مانو مينيزيس خلفاً لدونغا لتدريب البرازيل
على صعيد آخر، دخلت منتخبات بلدان أخرى مرحلة جديدة. فقد عينت البرازيل مثلاً المدرب السابق لنادي كورينتيانس، مانو مينيزيس، خلفاً لدونغا. وقد باشر هذا الوافد الجديد مهامه باستدعاء أحد عشر لاعباً لم يسبق لهم اللعب بين صفوف المنتخب الأول، الذي لم يضم سوى أربعة لاعبين شاركوا في المونديال الأفريقي. وقد كان ذلك بمثابة رسالة قوية على ما ينوي مينيزيس القيام به، وهو الذي عهد له باسترجاع الأسلوب البرازيلي الساحر الذي غاب عن السيليساو لفترة من الزمن، حيث قال في هذا السياق: "سأحاول اختيار الطريق التي من شأنها أن تكفل لنا الفوز. وإذا استطعنا فعل ذلك بأسلوب جميل يحبه الجميع، فسيكون ذلك أفضل."
برانديلي خلفا لليبي في المنتخب الايطالي
في إيطاليا، فقد عُهِد لسيزاري برانديلي بمهمة استعادة الأمجاد الضائعة، بعد أن خاض أبطال العالم أربع مرات أسوأ نهائيات في تاريخهم، علماً أنهم لم يحققوا أي فوز يذكر في العرس الأفريقي. وقد تحدث مدرب فيورنتينا السابق عن "تحويل العقلية السلبية إلى ذهنية إيجابية." وسيواجه مدرب المنتخب الفرنسي، لوران بلان، نفس التحدي تقريباً، رغم أن مهمته ستكون بلا شك أكبر بكثير.
فبعد أن تعرض جميع اللاعبين الذين شاركوا رفقة المنتخب الفرنسي في كأس العالم للإيقاف لمباراة واحدة، بعد فترة طبعتها الخلافات والمشاحنات، سيكون على خليفة رايموند دومينيك أن يخطط للمستقبل ويعمل على ردم الهوة التي ما فتئت تتسع بين الديوك والجمهور الفرنسي. وقال هذا المدرب الذي توّج باللقب العالمي كلاعب وقائد المنتخب سنة 1998: "المعايير الأساسية التي سأعتمد عليها هي الروح القتالية والسلوك والإلتزام بخدمة القميص الوطني. ولا مكان في الفريق للاعبين الذين لا يملكون هذه المواصفات، والذين لا يريدون الإلتزام بها."
سانتوس بدل لأوتو ريهاجيل في المنتخب اليونان
في اليونان، ينتظر فرناندو سانتوس تحدٍ من نوع آخر، يتمثل في شغل مكان أسطورة غيرت مجرى تاريخ كرة القدم في هذا البلد. فقد أشار البرتغالي، الذي اختير في وقت سابق من السنة الجارية كأفضل مدرب في الدوري اليوناني في العقد الأخير، إلى أن رحيل أوتو ريهاجيل سيقود إلى انتهاج المنتخب الوطني لأسلوب أكثر مغامرة.
بيتسو موسيمان مدربا لمنتخب جنوب إفريقيا
قامت جنوب أفريقيا، المنتعشة بتنظيم كأس العالم ، بإسناد مهمة قيادة البافانا بافانا لمدير فني وطني. وبعد أن تعلم أصول التدريب كمساعد لكارلوس ألبيرتو باريرا وجويل سانتانا، تعهد بيتسو موسيمان خلال حفل تقديمه لوسائل الإعلام بأن "يعيد البافانا بافانا إلى حظيرة المنتخبات القوية على المستوى العالمي"، وهو الذي تألق في قيادة سفينة نادي سوبر سبورت يونايتد.
تشاو كوانج لتدريب كوريا الجنوبية
يأمل مدرب المنتخب الكوري الجنوبي الجديد، تشاو كوانج-راي، في استغلال التقدم المشجع الذي حققه المنتخب للمضي به قدماً في الإستحقاقات القادمة. وقد تحدث خليفة هوه يونج-مو عن بناء منتخب وطني "قادر على جلب الفرحة للشعب الكوري." ورغم أن الإتحاد المكسيكي لم يعين بعد مدرباً دائماً لمنتخب الأزتيك خلفاً لخافيير أجيري، إلا أنه اختار مدربين مؤقتين وهما إنريكي ميزا، الذي سيشرف على المباراة الودية أمام أسبانيا في 11 آوت القادم، وإفراين فلوريس، الذي سيقود المنتخب في ما تبقى من السنة الجارية.
لوران بلان لتدريب الديكة بدلا من دومينيك
ونعود الى القارة "العجوز" اوروبا، لنتوقف مكع المنتخب الفرنسي، فقد تم الاستنجاد بابن الفريق ومدرب نادي بوردو لوران بلان، لتدريب المنتخب الفرنسي عوضا للمدرب دومينيك الذي تمت اقالته على ضوء الفضائح التي لحقت بالمنتخب الفرنسي في موندديال جنوب إفريقيا الاخيرة.
سكولاري يعد الى الاصل ومورينيو من الانتر الى الريال
هيمنت عودة سكولاري إلى النادي، الذي سبق أن فاز معه بكأس ليبيرتادوريس، على العناوين لبعض الوقت. إلا أن هناك مديراً فنياً واحداً يؤكد أن نظراءه من المدربين نادرا ما يخطفون الأضواء، ويتعلق الأمر بجوزيه مورينهو، الذي شغل العالم بفضل أسلوبه الفريد والمتميز. فقد أكد انتقاله الذي انتظره الجميع إلى قلعة بيرنابيو، وهو ما زال ينتشي بلقبه الثاني في دوري أبطال أوروبا.
وكان المدرب السابق لإنتر ميلان قد صرح في هذا السياق قائلاً: "لا أدري إن كنت قد ولدت كي أدرب ريال مدريد، لكني متأكد من أني ولدت كي أكون مدرب كرة قدم. أنا جوزيه مورينهو، ولا أتغير. سأحل بالفريق حاملاً معي كل مميزاتي ومساوئي."
وقد تسبب قدوم الداهية البرتغالي إلى مدريد في إحداث فراغ على مستوى الإدارة التقنية لنادي إنتر ميلان. إلا أن العملاق الإيطالي قرر الإستعانة بخدمات رفاييل بينيتز – الذي أعفي من مهامه على رأس ليفربول. وبدوره قام الأخير بتعيين مدرب سبق أن أشرف على الإنتر وهو روي هودسون القادم من فولهام، والذي سيعوضه مارك هيوز في قلعة كرايفن كوتاج.
وقد شكل انتقال أفرام جرانت إلى ويستهام خلفاً لجيانفرانكو زولا أحد الانتقالات المهمة في الدوري الإنجليزي الممتاز كذلك.
عمالقة الأندية الايطالية تغير مدربيها
عمدت الأندية الأكثر نجاحا في إيطاليا – جوفنتوس وميلان اسي وإنتر ميلان إلى تعويض مدربيها. فقد خلف ماسيميليانو أليجري البرازيلي ليوناردو على رأس أي سي ميلان في حين عينت السيدة العجوز لويجي ديل نيري لقيادة سفينتها في الموسم القادم. وبدورها قامت أندية كبرى بتغيير إدارتها التقنية، فقد تقلد كلاوديو بورجي مهامه في بوكا جينيورز بينما تولى نيل لينون مقاليد سيلتيك. أما بيرند شوستر فقد انتقل إلى العملاق التركي بشيكتاش.
مدربون ورحلة البحث عن الاموال
انتقل المدرب الهولندي ستيف ماكلارين إلى فولفسبورغ، بينما انتقل مانويل جوزيه ووالتر زينغا وخورخي فوساتي وتروند سوليد إلى الأندية السعودية الاتحاد والنصر والشباب والأهلي على التوالي.
وبالمقابل، انتقل هنري ميشيل من نادي الزمالك المصري إلى نادي الرجاء البيضاوي في المغرب، في حين تم عقد بعض الصفقات المهمة في باقي دول الخليج، حيث استلم إيليجا بيتكوفيتش إدارة الأهلي القطري وانضم بيريكليس تشاموسكا إلى جاره العربي، بينما تولى لازلو بولوني قيادة الوحدة الإماراتي وحل دافيد أوليري على رأس الطاقم الفني لأهلي دبي.